منتديات ماميتو التعليميه
منتديات ماميتو التعليميه
منتديات ماميتو التعليميه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ماميتو التعليميه

تعليمى اجتماعى ثقافى صور غرائب فنون
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» شرح رائع لـ Bed in Summer) poem )لمدارس اللغات منتديات ماميتو التعليميه
سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (1) ..  للكاتب/ أكرم القصاص Emptyالإثنين ديسمبر 20, 2021 9:18 am من طرف محمد الحمراوي

» من حصريات منتديات ماميتو التعليميه:ملف شامل لقصة Jane Eyre لمدارس اللغات
سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (1) ..  للكاتب/ أكرم القصاص Emptyالأربعاء نوفمبر 25, 2020 8:21 am من طرف محمود عباس حلمي

» ثوابت وأساسيات تسهل فهم واستخراج مواطن الجمال فى اللغة العربيه
سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (1) ..  للكاتب/ أكرم القصاص Emptyالأربعاء سبتمبر 30, 2020 5:38 pm من طرف فرج

» جمبري بصوص الثوم والبقدونس
سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (1) ..  للكاتب/ أكرم القصاص Emptyالثلاثاء مايو 15, 2018 12:23 am من طرف sasaasso

» إحذرى:هناك 6 أخطاء ترتكبها الفتاة تؤدى إلى ظهور التجاعيد
سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (1) ..  للكاتب/ أكرم القصاص Emptyالثلاثاء مايو 15, 2018 12:23 am من طرف sasaasso

» بذور البطيخ تحافظ على البشرة والشعر وتحارب الشيخوخة
سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (1) ..  للكاتب/ أكرم القصاص Emptyالثلاثاء مايو 15, 2018 12:22 am من طرف sasaasso

» مشروبات طبيعية تساعد فى التخلص من الكرش
سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (1) ..  للكاتب/ أكرم القصاص Emptyالثلاثاء مايو 15, 2018 12:22 am من طرف sasaasso

» طريقة عمل الفطير المشلتت
سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (1) ..  للكاتب/ أكرم القصاص Emptyالثلاثاء مايو 15, 2018 12:22 am من طرف sasaasso

» أسئلة وإجابات الأسئله العامه للكتاب المدرسى Science أول اعدادى ترم ثان
سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (1) ..  للكاتب/ أكرم القصاص Emptyالثلاثاء مايو 08, 2018 3:55 pm من طرف omda2001

مواضيع مماثلة

 

 سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (1) .. للكاتب/ أكرم القصاص

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شهرزاد
Admin
شهرزاد


عدد المساهمات : 5700
تاريخ التسجيل : 05/03/2013

سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (1) ..  للكاتب/ أكرم القصاص Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (1) .. للكاتب/ أكرم القصاص   سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (1) ..  للكاتب/ أكرم القصاص Emptyالأحد يونيو 22, 2014 11:11 pm

سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (1) ..  للكاتب/ أكرم القصاص 749065461
 



06.22.2014


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




صباح السبت 12 فبراير 2011، استيقظ محمد حسنى مبارك فى الخامسة صباحا،

 كما اعتاد طوال أكثر من خمسين عاما، فى شرم الشيخ حيث اعتاد قضاء الإجازات، وهو يشعر بمشاعر متضاربة،

ولمح حالة من الترقب والقلق بين أفراد أسرته، الذين ظلوا طوال الليل يطمئنون عليه، خوفا من أن يكون أصيب بأزمة،

 من جراء صدمة التنحى، وقبل أن ينتبه طلب أن يجرى اتصالات بنائبه عمر سليمان، والمجلس العسكرى،

ليطمئن على سير الأمور فى البلد التى كان يحكمها طوال 30 عاما، وحتى أمس كان صاحب القرار الأول والوحيد،

 كان يتعامل كرئيس سابق ماتزال معه حراسته وسكرتاريته، وإن كان شعر ببعض الغصة، من الأفراح

التى شهدها فى الشوارع وأن المتظاهرين سهروا يرقصون فى التحرير والشوارع حتى الصباح،

هو اليوم الأول خارج السلطة، وإن كان لم يشعر بأن السلطة غادرته، وشعر ببعض الراحة

 عندما علم أن المتظاهرين بدأوا فى الانصراف لمنازلهم بعد 15 يوما قضوها فى الميادين يرفضون الانصراف

قبل أن يترك الحكم، وانتبه إلى أنه لم يعد رئيسا، ولم تعد لديه سلطات، وعليه أن ينتظر الاتصالات،

ولا يطلبها، ثلاثون عاما، وهذا هو اليوم الأول خارج الرئاسة، وبعيدا عن أى مؤثرات فى القرار،

 ربما تذكر وهو يستعرض وجوه من حوله، تلك النظرات فى عيون جيهان السادات، وأبناء الرئيس الراحل،

 قبل ثلاثين عاما، عندما وجد نفسه فجأة أمام شخصية أخرى غير تلك التى كانت زوجة الرئيس،

 واكتشف مبارك أن للسلطة بريقها، الذى لا يخفى على أحد، حتى مع وجود السكرتارية

وكونه ما يزال موجودا إلا أن شيئا ما فى الهواء تغير.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بدا حسنى مبارك مندهشا من حجم الفرح برحيله عن الحكم، وهو الذى كان طوال الوقت يقول لمن حوله

 إنه يريد «أن يرتاح»، وكان من حوله يرفضون، ويعربون عن أن البلد سوف تتوتر، مافيش حد ينفع البلد مشاكلها كتير،

لم يجر مبارك أى اتصالات، وقضى يومه الأول خارج السلطة، يسترجع التواريخ والمشاهد، التى تمر أمام عينيه،

كأنها حدثت بالأمس، ويصبر نفسه: تلاتين سنة كفاية، كان ينظر حوله لجمال وعلاء

والأطباء ويسرح فى عالم آخر، ويطمئن الأطباء: أنا كويس.

شعر بصدمة من فرحة المصريين، لتنحيه، بعد كل هذه السنوات التى خدم فيها وطنه، ويبدو قلقا من أن المستقبل

 للبلد الذى ساهم فى بنائه، يبدو غامضا، هو يرى أن جماعة الإخوان كانت تستعد للقفز على السلطة فى البلد،

وقال ذلك بوضوح للرئيس الأمريكى أوباما، وحذره من أن البديل لنظامه، هو حكم الجماعات المتطرفة، التى لا يهمها الفوضى.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كان يعرف أن الإخوان على اتصال دائم بالأمريكان، وأنهم لم يتوقفوا عن إرسال رسائل الطمأنة للأمريكان بأنهم

سوف يقيمون حكما ديمقراطيا، وأنهم لن يستأثروا بالحكم، كانت التقارير التى تلقاها طوال الأيام الأخيرة،

 تكشف عن أن جماعة الإخوان تستعد للقفز على المظاهرات، وأن كثيرين من المتظاهرين لا يعرفون الحقيقة،

 وبدا مندهشا، من تطور الأحداث فى اليوم التالى لخطابه الذى ألقاه أول فبراير، وتحدث فيه بشكل عاطفى،

وأبدى استعدادا للتفهم، وتعهد بألا يترشح هو أو أى من عائلته، ولا يعرف من أين أتى البلطجية والقتلة للميدان

 وأشعلوا الموضوع، عض مبارك على شفته وهو يتذكر، وينفخ، الإخوان مش هيسيبوا البلد، وعيونهم على السلطة،

وهيضحكوا على الكل، لقد استمع من نائبه عمر سليمان لتفاصيل اللقاءات التى أجراها مع القوى السياسية والشباب،

وفهم أن الإخوان لن يتركوها هذه المرة.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صباح الثلاثاء 12 أبريل 2011 كان محمد حسنى مبارك فى الثالثة والثمانين من عمره ينتظر

فى غرفته بفندق هلنان مارينا شرم الشيخ، ويحاول إخفاء شعوره بالغضب والقلق.. صحا فى الخامسة صباحا،

كما اعتاد طوال سنوات حكمه، يوم 12 أبريل وتبادل أحاديث مختلفة مع ابنيه علاء وجمال وزوجته التى كانت السيدة الأولى،

 كان الوجوم والقلق باديا على وجوه الحضور، لأنهم ينتظرون بعد ساعات قدوم المحقق من النيابة العامة، للتحقيق مع

 حسنى مبارك وولديه، فى اتهامات بقتل المتظاهرين واتهامات أخرى بالاعتداء على المال العام.

كان مبارك تناول إفطاره قبلها، وجلس ينتظر المحقق، وهو يشعر ببعض القلق، لكنه رمى من وراء ظهره،

وابتسم وهو يسترجع تفاصيل السنوات البعيدة التى استمر فيها يعمل بلا توقف، ولم يجد لديه من الوقت أو الفراغ

 ما يجعله يتذكر كل هذه التفاصيل، نظر إلى ابنيه علاء وجمال مبتسما، سألاه عن صحته فقال بصوت واهن

 «كويس الحمد لله»، كانت الأنباء كثيرة عن سوء صحة مبارك الرئيس السابق، الذى كان حتى ثلاثة شهور

 قد تنحى مجبرا عن السلطة، بعد 18 يوما راوغ فيها وحاول الاستمرار فى الرئاسة وراهن فى البداية

كما راهن دائما على أنها «أزمة وتعدى»، وقد اعتاد أن يواجه الأزمات الكبرى بثبات ومن دون أن تهتز أعصابه،

أو يشعر بالقلق، يشعر قليلا بالفخر لكونه كان طيارا وكان يتعرض للكثير من المواقف التى تستدعى التدخل

وكان عليه أن يظل ممسكا بزمام الأمور، لكنه هذه المرة لم يستطع الإبقاء على وضع الطيران،

وأفلتت الأمور من يده، وشعر أن عليه أن يتخذ قراره بالهبوط الاضطرارى.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بالطبع هو اليوم أفضل كثيرا من الأيام التالية للتنحى، فقد كان يحلم أنه تم القبض عليه من جماهير اقتحمت عليه غرفته،

 وانتزعته هو وأبناؤه وتم إعدامه من دون محاكمة، لكنه راهن دائما على أنه طالما الأمور فى يد الجيش وأن القوات تسيطر،

 فإن غضب الشارع سوف يهدأ وتعود الأمور إلى نصابها.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ابتسم وهو يشعر براحة ما أنه على قيد الحياة، وأنه لم يتعرض للبهدلة، مثلما جرى مع غيره من الزعماء والرؤساء

الذين عاصر نهاياتهم، الموضوع فى مصر مختلف، مبارك بعد 37 عاما فى قمة السلطة، منها 30 عاما يحكم منفردا،

ما زال يرى أنه يفهم الشعب المصرى، ويعرف حدوده، بل إنه خلال اشتعال المظاهرات، قال للرئيس الأمريكى باراك أوباما

 فى اتصالهما الأخير عندما طالبه بترتيب الخروج من السلطة ونقلها بشكل سلمى قبل أن تتفاقم الأمور،

قال لأوباما «أنت لا تعرف شعبى أنت لا تعرف المصريين.. أنا أعرفهم» وكرر مبارك ذلك كثيرا،

 وقال دعنى أتعامل وأحل المشكلة كما اعتدت دائما، وبعدها سترى، فهل كان مبارك يعرف فعلا الشعب المصرى،

ويعرف مفاتيحه، وهل بالفعل كان يفهم طبيعته وما يريده، وهل كان الشعب المصرى يعرف مبارك ويفهم كيف يدير البلاد؟.




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لقد مرت 60 يوما بالضبط على خروجه من القصر الرئاسى، الذى قضى فيه ثلاثين عاما إلا قليلا، وبعد أن أفاق من صدمة الإطاحة،

وتكيف مع كونه لم يعد رئيسا، ولم يعد يملك سلطة على أى قرار، وربما حتى على القصر الذى يقيم فيه،

وجد الوقت لكى يسترجع الكثير من تفاصيل حياته، وأن ينظر خلفه ليعرف ما إذا كان يمكنه تغيير المسارات،

وهل كان يمكن لمبارك أن يغير مصيره أو يتخذ قرارا ييسر به مصيره ويخرج من دون أن يتعرض للتحقيقات

أو يتهم اتهامات يراها ظالمة بقتل المواطنين أثناء المظاهرات ضده أو سرقة المال العام، هو يعرف منذ بداياته،

أن الصحافة والإعلام تبالغ فى الأرقام والاتهامات، وهناك الكثير من الشائعات عن أمواله المهربة، وملياراته

التى هربها إلى بنوك سويسرا وأوروبا، وهو كان يعرف أنه سوف يبقى ويعيش ويموت فى مصر،

وما الداعى لتهريب أموال بينما هو سيبقى فى مصر؟.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مبارك قال لسوزان ثابت زوجته إنه كان محقا عندما رفض كل العروض ليغادر البلاد، وقد تلقى بالفعل عروضا من السعودية

 ودول خليجية لينتقل وعائلته هناك، مثل سابقه زين العابدين بن على الرئيس التونسى الذى هرب من تونس إلى السعودية

 فى أعقاب المظاهرات والثورة عليه، قال مبارك مبتسما «مش ممكن أهرب وأسيب مصر»، مهما كان، الواحد يعيش مطارد،

أنا ما اتعودتش أهرب أبدا من أى معركة، هاجى بعد العمر دا وأهرب وأسيب بلدى وأعيش لاجئ.




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بالطبع جاء على ذهن مبارك مصائر رؤساء تم قتلهم أو إعدامهم من قبل شعوبهم، وما زال يتذكر نيقولاى شاوشيسكو

 الذى أعدمه الجيش أمام التليفزيون هو وزوجته بعد محاكمة استمرت نصف ساعة، فى ديسمبر 1989،

وصدام حسين الذى عرض مشهد إعدامه بالمشنقة فى 30 ديسمبر 2006 صباح عيد الأضحى،

ويومها أبلغ مبارك الأمريكان غضبه وغضب العرب والمسلمين، لكنهم لم يسمعوا، لقد شعر مبارك ببعض القشعريرة

 وهو يتذكر مشهد إعدام صدام، ويتذكر مشهد المشير محمد حسين طنطاوى الذى فوضه هو والمجلس العسكرى

 لإدارة شؤون البلاد، ومازال مبارك يرى أن المصريين مختلفون، وإن كان هناك بالفعل من يطالب بإعدامه.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فكر محمد حسنى مبارك فى كل هذا وهو ينتظر حضور المحقق من النيابة، فى التاسعة والنصف، بقرار من النائب العام

عبدالمجيد محمود بالتحقيق مع مبارك وولديه جمال وعلاء، نظر إلى علاء وقال له إنت اتاخدت فى الرجلين يا علاء،

 ابتسم علاء: كلنا فداك يا ريس، ولم ينس أن ينظر لجمال ويبتسم: عامل إيه يا جمال؟، يبتسم جمال: الحمد لله يا ريس،

 كان جمال يشعر ببعض الحرج منذ الأيام الأخيرة للأب فى الحكم، يشعر ببعض الذنب لكونه المسؤول عما جرى،

وقد واجهه علاء قبل ساعات من إعلان تنحيه وقال له: إنت السبب فى كل البهدلة دى.

كانت سوزان ثابت تنظر لهم وتحاول أن تبدو متماسكة، بينما الشحوب باد على وجهها، وهو شحوب لم يغادرها

منذ الساعات الأولى للسبت التالى لجمعة الغضب، حيث كانت تشعر أنها الأيام أو الساعات الأخيرة فى القصر،

 بعد سنوات كانت فيها فاعلا وآمرة، لكنها اليوم تنتظر مصيرها من آخرين، كان بعضهم لا يحلم بلقائها.




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مبارك وهو فى الثالثة والثمانين، من عمره، ما يزال حريصا على أن يبدو متماسكا وقويا فى مواجهة ما سيأتى

وقد تم إبلاغه من قبل ضابط حراسة كبير بأن هناك محققا من النيابة سوف يأتى لأخذ أقواله فى قتل المتظاهرين،

 وإنه لم يعد هناك مجال للتأجيل، وكان محاميه فريد الديب قد أعلن أن مبارك مريض بالسرطان

 وأن صحته فى خطر ويحملهم المسؤولية عن حياته، وأى خطر يهددها، لكن الأطباء بعد الكشف عليه،

قالوا إن صحته جيدة، باستثناء بعض المشكلات فى القلب، وكان هذا قبل يومين، وبعد أيام كان من حوله مترددون

فى إبلاغه بالأمر، وعندما أبلغه الضابط رد: خليهم يعملوا شغلهم، «القضاء هو اللى هيبين الحقيقة وأنا مستعد لأى محاكمة».

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كان المحقق المنتدب من النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود للتحقيق مع مبارك وولديه فى البلاغات المقدمة ضدهم،

 برقم 1 لسنة 2011، سبقها طلب النيابة من رئيس الطب الشرعى لتحديد ما إذا كانت الحالة الصحية لمبارك

 تسمح بحضوره إلى مقر نيابة الطور، وبعدها انتظر المحقق المستشار مصطفى 6 ساعات، وافتتح محضرًا آخر

 أثبت فيه تقرير الطب الشرعى من الدكتور السباعى أحمد السباعى رئيس قطاع الطب الشرعى وكبير الأطباء الشرعيين

الذى ترأس لجنة انتقلت إلى مقر سكن الرئيس السابق، وتبين لها وجود الرئيس فى فراشه ووجود ابنيه وزوجته

 وطبيبين لمبارك، قالا إن مبارك يتناول الأسبرين واللازكس فقط كعلاج، وأنه مصاب بارتجاف أذينى بعضلة القلب،

 استلزم إعطاءه علاجا أدى لهبوط فى الضغط.





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كما أثبت الطبيب الشرعى وجود أثر التئام بأعلى منتصف جدار البطن، وآخر أسفلها مائل الوضع طول كل منهما حوالى 25 سم،

وهما من آثار العملية التى أجريت له عام 2008، وأعلنت الرئاسة أنها لغزالة المرارة، لكن تسرب بعد ذلك أن العملية

كانت عاجلة لإزالة ورم بالجهاز الهضمى، وتم التكتم عليها، وهى الفترة التى شهدت أنباء عن أن مبارك سوف يجرى

تغييرات فى النظام بعد عودته، وتردد أنه سوف يعين نائبا له قيل إنه اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات،

 كما صاحبت هذه الأنباء أخرى عن تغييرات حكومية يتم بمقتضاها تعيين الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدنى

 رئيسا للوزراء، لكن بعد عودة مبارك لم يحدث أى قرار، وبعد خروجه من الحكم تم إعادة هذا الأمر مصحوبا بأن

سوزان ثابت زوجة مبارك هى التى رفضت القرار، ومعها بالطبع كان جمال مبارك، الذى كان وقتها فى صدارة المشهد

وبانتظار اللحظة المناسبة ليتولى الحكم وسط صمت ورفض مكتوم ورغبة من أجهزة الدولة فى استمرار مبارك

 إلى النفس الأخير ويومها يمكن أن تتشكل الأحوال كما ينبغى.


لقد كان أثر العملية الجراحية على بطن مبارك، بهذا الحجم أحد الأدلة على طريقة الحكم طوال 30 عاما،

 كان مبارك يميل للكتمان، وهى طبيعة لازمته طوال حياته، وفترة حكمه، فى نظام استمر مبارك على رأسه ثلاثين عاما،

والأهم أنه كان يستعد بعد ذلك للإجابة على أسئلة المحقق، مستسلما ومراوغا، فى إحدى حالات مراوغاته

التى تعلمها خلال توليه الرئاسة، وهى مراوغات لم يكن يقبلها من أى ممن عملوا معه، سواء فى مسيرته المهنية فى الجيش،

 أو فى الرئاسة عندما كان صاحب القرار الأول والنهائى.





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بالطبع وجد مبارك لديه من الوقت قليلا ليستعيد حياته، ويتذكر المواقف التى لا تنسى، ومبارك بالرغم من أنه

 قال فى خطابه قبل الأخير «سيحكم التاريخ على وعلى غيرى بما لى وما على» فإن محمد حسنى مبارك،

لم يكن قارئا للتاريخ، ولم يحبه، ولم يكن من الحكام الذين يسعون لاحتلال مساحات من التاريخ، وبالطبع

فلم يكن يعرف أنه لا هو ولا غيره يستفيدون من دروس التاريخ، لأن الدروس

عادة تأتى بعد فوات الأوان، وبعد انتهاء الفرص الممنوحة.

هناك لحظات لابد وأن مبارك استعادها، فى أوقات انتظاره الطويلة، ما بعد الخروج من القصر، منها لحظة وقوفه

يوم 14 أكتوبر 1981، أمام مجلس الشعب قبل ثلاثين عاما، ليقسم «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهورى،

وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه»..

بعد 8 أيام فقط على اغتيال الرئيس السادات، وخلالها تولى صوفى أبوطالب رئاسة الجمهورية بوصفه رئيس مجلس الشعب،

 طبقا لدستور 1971، ثم يتذكر بيان التنحى الذى ألقاه نائبه عمر سليمان بدون قسم، أعلن الرئيس محمد حسنى مبارك

 تخليه عن منصبه، وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد.





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بالطبع فقد استعاد مبارك يوم 15 أبريل 1975، عندما استدعاه الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، ليبلغه أنه اختاره نائبا له،

ويبدو أن شهر أبريل كان شهرا ذا تواريخ مع مبارك، فقد رفع علم مصر على سيناء المحررة فى 25 أبريل 1982،

وهو اليوم الذى لم يشهده الرئيس السادات، وكان ينتظره ليعيد علاقاته مع الداخل والخارج، لكن كل هذه التواريخ

التى استعادها مبارك محتها لحظات صعبة مرت كالدهور، أهمها على الإطلاق يوم 6 أبريل 2008، عندما حطم

متظاهرو المحلة الكبرى صورته وداسوها بالأقدام بعد أن أسقطوها، ضمن أولى إشارات لم ينتبه لها، وأبدى غضبه

 لوزير الداخلية حبيب العادلى من أن يتم السماح بتحطيم صورته وضربها وإهانتها، وفى اليوم التالى اتجهت

المئات من سيارات الأمن المركزى للسيطرة على المحلة الغاضبة، بالمظاهرات، على غير توقع، حيث كانت وزارة الداخلية

وحبيب العادلة تستعد لمواجهة مظاهرات 6 أبريل فى القاهرة، وخلت تقارير الأمن من أى احتمالات للمظاهرات فى المحلة الكبرى،

 التى فاجأت العادلى ومبارك، لكنها لم تعنى لديهم جرس إنذار واضح بأن النظام أكله النمل، بعد أربع سنوات

من تشكل حركة كفاية التى أعلنت رفضها التمديد لمبارك، أو توريث الحكم لجمال.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مبارك لم يربط بين أحداث تصادف أن جمعها شهر أبريل، وهو نفسه يخضع لأول تحقيق فى اتهامه بقتل المتظاهرين

 أمام النيابة، ناهيك عن اتهامات بالفساد ونهب المال العام، وهو الاتهام الذى يبدو أنه أثار غضب مبارك

 أكثر من اتهامه بقتل المتظاهرين، ودفعه لأن يستبق الأمور، ويسجل صوتيا، ثم يرسله لقناة العربية التى أذاعته

 يوم 10 أبريل 2011، بعد 60 يوما على التنحى.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ويبدو أن حسنى مبارك لم يتوقع أن يخضع لتحقيقات ولهذا طلب بعد التنحى الانتقال إلى شرم الشيخ ليعيش هناك

ربما تصور أن تنحيه سيكون كافيا لامتصاص الغضب الشعبى، لكن الشارع لم يهدأ ونظم المتظاهرون مظاهرات

يطالبون فيها بمحاكمته، وانتشرت فى الصحف والإعلام تقارير عن مصادر أجنبية ومحلية، تعلن عن امتلاك مبارك

 لثروة تم تهريبها للخارج ووضع بعضها فى بنوك سويسرا أو لندن، التقديرات بين 40 و 70 مليار دولار،

وهى أرقام نشرتها تقارير بصحف كبرى كانت أبرزها الجارديان البريطانية، وسارت وراءها الصحافة والإعلام فى مصر،

وتصور من نشروا أن صحيفة كبرى لا يمكن أن تنشر بلا توثيق، لكن أمور الثروة والقتل أصبحت ضمن التحقيقات،

 خاصة أن كاتبا كبيرا مثل الاستاذ محمد حسنين هيكل نشر الرقم وتم استدعاؤه لتقديم ما لديه فى النيابة،

وكل هذا جعل قضية الثروة مطروحة، وتزامن ذلك مع تقارير وأخبار عن قصور فى شرم الشيخ،

 وصفقات أبرمها علاء وجمال مبارك.

كان مبارك يصر على أنه لم يصدر أمرا ولو شفهيا أو كتابيا بإطلاق الرصاص على المتظاهرين،

وأعلن استعداده للخضوع لأى تحقيق، لكنه غضب بشدة عندما أبلغه محاموه وأبناؤه بأن التحقيقات تشمل اتهامات

تتعلق بالمال العام، وحسابات سرية وتهريب أموال وغياب بعض المنح التى قدمتها دول خليجية مثل السعودية

والإمارات لمصر، وغضب مبارك أكثر من الاتهامات بالفساد اكثر من الاتهامات بقتل المتظاهرين،

 بتسجيل كلمة صوتية أرسلها إلى قناة العربية لتذاع عليها يوم 10 أبريل، وجهها إلى الشعب المصرى،

أعرب فيها عن تألمه هو وأسرته من حملات وصفها بالباطلة وتستهدف الإساءة لسمعته والطعن فى نزاهته وتاريخه العسكرى،

والسياسى الذى قال إنه اجتهد فيه من، ونفى أن تكون لديه أية حسابات خاصة خارج البلاد،

 وأعلن: «بناء على ما تقدمت به من إقرار لذمتى المالية النهائى والبيان الذى أصدرته مؤكدا فيه عدم امتلاكى أنا وزوجتى

وأبنائى علاء وجمال، لأى حسابات أو أرصدة أو عقارات خارج مصر، أو أى عقارات أو أى أصول عقارية

بشكل مباشر أو غير مباشر سواء كانت تجارية أو شخصية منذ اشتغاله بالعمل العام عسكريا وسياسيا وحتى تاريخه

حتى يتسنى للجميع التأكد من كذب كل الادعاءات التى تناولتها وسائل الإعلام والصحف المحلية والأجنبية

حول أصول عقارية ضخمة ومزعومة فى الخارج أمتلكها أنا وأسرتى. نافيا تورطه فى الفساد المالى أو استغلال النفوذ».


ويبدو أن مبارك سجل البيان بناء على اقتراحات من أولاده ومحاميه، وأطراف أخرى، لكن الرأى العام

 انشغل عنه، وجاءت ردود الأفعال عليه غاضبة باعتباره متهما يسمح له بالحديث للإعلام الخارجى،

 ليصدر قرار النائب العام بحبس مبارك، ليكون أول حاكم فى تاريخ مصر الحديث يقف أمام محكمة ليحاكم.





 سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (1) ..  للكاتب/ أكرم القصاص 926468822 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شهرزاد
Admin
شهرزاد


عدد المساهمات : 5700
تاريخ التسجيل : 05/03/2013

سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (1) ..  للكاتب/ أكرم القصاص Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (1) .. للكاتب/ أكرم القصاص   سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (1) ..  للكاتب/ أكرم القصاص Emptyالإثنين يونيو 23, 2014 11:39 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثانية





12 إبريل كان يوما فارقا فى حياة الرئيس الأسبق، محمد حسنى مبارك، فهو اليوم الذى سعى لتحاشيه وتأجيله،


لكنه وجد نفسه وجها لوجه مع المحقق، وأنه متهم يواجه اتهامات بالقتل والفساد.


 خضع مبارك لأول تحقيق بشأن اتهامه بقتل المتظاهرين والفساد المالى، وتأكد له بما لا يدع مجالا لأى شك،


 أنه لم يعد هو نفسه الرئيس الذى كان حتى شهرين صاحب القرار، لكنه كان قد استسلم،


وكيف نفسه لأيام طويلة، وأحداث ومواقف، ربما لم يتخيلها. بعد التحقيق معه من النيابة، والتعامل معه ب


وصفه المتهم محمد حسنى السيد مبارك، واتهامه بإصدار أوامر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين،


 وارتكاب جرائم ضارة بالمال العام، كان طوال الوقت ينفى أنه أصدر تعليمات بالقتل، ويستنكر الاتهامات بالفساد،


 ويعترف بالمظاهرات، وعلمه بها وكونه قد عقد اجتماعات لمجلس الأمن القومى،


 وأنه تلقى تقارير من وزير الداخلية بعد مظاهرات 25 يناير بأن المظاهرات فى جمعة الغضب لن تكون ضخمة،


ويعترف بأن التقارير توقعت أنها ستكون أكبر، ومع الاتهامات التى وجهتها له النيابة بالفساد تخلى عنه تماسكه،


وشعر ببعض الدوار، وأصيب بأول أزمة قلبية، ليصدر قرار النائب العام فى اليوم التالى 13 إبريل


 بحبس حسنى مبارك وولديه علاء وجمال 15 يوما على ذمة التحقيق، ويتم ترحيل علاء وجمال إلى طرة،


 بينما يتم التفكير فى نقل مبارك إلى مستشفى عسكرى، بعد أن أعلن محاميه أن حالته مهددة،


ولتبدأ دورة أخرى من التواريخ المهمة، لعل أكثرها ذروة درامية.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كان يوم 3 أغسطس 2011، عندما ظهر مبارك لأول مرة فى القفص أمام المحكمة،


صحيح أنه كان «مغمض»، يحاول أن يبدو مريضا، لكن اللحظة كانت أعلى لحظات ما بعد التنحى،


 وأول رئيس أو حاكم فى تاريخ مصر الحديث يحاكم، نادى القاضى أحمد رفعت عن المتهم «محمد حسنى السيد مبارك»


ورد مبارك: أفندم.. حاضر، ليبدأ مرحلة جديدة من الجلسات والمحاكمات والأحكام.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

والذى لاشك فيه أن حسنى مبارك استعاد حياته عدة مرات من بدايتها لنهايتها، وتوقف عند لحظات فرح


 أو حزن أو تفوق، أو سلطة، وأيضا لحظات النهاية، التى بدا فيها غير قادر على القيادة،


 وكان الهبوط الاضطرارى للفرعون الأخير محمد حسنى مبارك، الذى بدا طوال حياته محظوظا بالفرص،


 يسيطر على حياته، لكنه فقد السيطرة فتداعت حياته وخسر الكثير من المكاسب. خسر صورة الرئيس السابق


 الذى سلم السلطة، كما أنه ارتكب خلال سنوات حكمه الأخيرة أخطاء أضاعت الفرص التى حصل عليها.


 كان مبارك حريصا على أن يرد على نداء المحكمة باحترام، ويتعامل كرئيس سابق، كان يعلن دائما


 أنه يحترم سلطة القضاء، لكنه كان فى الواقع يشعر بغصة وبنوع من الظلم، وربما الخيانة، لأنه لم يتصور


أن يجد نفسه أمام المحكمة متهما بالقتل والفساد، بينما استجاب لمطالب الجماهير الغاضبة،


 ويبدو أنه وطن نفسه على التعامل كمواطن، وليس رئيسا، لأنه استرجع غضب الشارع


الذى لم يتوقف عن طلب محاكمته طوال الوقت.

وبدا مبارك غاضبا من الاتهامات بالفساد، أكثر من غضبه من اتهامه بقتل المتظاهرين. بدا حريصا على


إبراء شرفه العسكرى والسياسى، لكنه لم يعترف أبدا بارتكاب أخطاء سياسية تسببت


 فى الكثير من المشكلات، والفقر والظلم.




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ونحن هنا فى هذه الحلقات الأربعين وربما أكثر، نقدم محاولة لقراءة حياة مبارك، قصة حياته الشخصية والسياسية،


 ونظامه الذى بدا أنه انتهى بتنحيه، وبجانب مبارك نروى القصة، ومعها قصص لأشخاص عاصروا مبارك


 وخدموا معه، منافسين له، أو مساعدين، بعضهم حكى بعضا من القصة، والبعض الآخر آثر الصمت،


 أو صمت بالرحيل. نسعى للتعرف على نظام أمنى كان الأقوى، ونظام اجتماعى كان الأضعف،


لقد قال مبارك لباراك أوباما فى المكالمة الأخيرة بينهما: «أنت لا تعرف الشعب المصرى.. أنا أعرفه»


 فهل كان حسنى مبارك يعرف الشعب فعلا، وهل كان يمتلك مفاتيحه ويتحكم فيه، أم أنه أفاق على لحظة اكتشف فيها


 أنه لا يعرف هذا الشعب، الذى بدا هادئا قانعا، ثم هب غاضبا؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وفى المقابل، هل فهم الشعب المصرى من هو حسنى مبارك، وهل استطاع أحد أن يقرأ تفاصيل هذا الرجل


الذى حكم ثلاثين عاما، ولم يتذكروا من خطاباته سوى الكلمات التى وردت فى الخطابات الأخيرة،


عندما حاول استعطاف الشعب، والحصول على فرصة أخيرة، بعد ثلاثين عاما من الفرص.

حاولنا خلال هذه الحلقات أن نبحث عن مفاتيح لبعض ألغاز تركها الرجل، ومفاتيحه، وهل كانت نشأته لها علاقة


بخاتمته فى السلطة، وكيف تغير بعد السلطة، وتحول ليصبح شخصا آخر؟

لقد بدا مبارك فى بدايات حكمه شخصا متواضعا، يتحدث عن الطهارة، والكفن الذى بلاجيوب، ورحل


وهناك جيوب كثيرة مفتوحة فى البلاد طولا وعرضا، جيوب امتصت مال الشعب وأراضيه، بينما خلت جيوب الملايين



 من حقهم فى التعليم والعلاج والسكن.





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أما لماذا مبارك اليوم، والإجابة أن مبارك بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على التنحى،



يظل حاضراً لدى قطاع من المواطنين، بعضهم أطلق على نفسه «آسفين ياريس» معتذرين عن الثورة،


وهؤلاء يجدون تبريرات لمبارك ويطالبون بتكريمه بدلاً من محاكمته، بل إنهم يرون أن مبارك حافظ على مصر


 كما تسلمها، وحافظ على استقرارها وسط أنواء ومصادمات، ويتجاهلون الكثير من الفرص التى أضاعها مبارك،


 بل إنهم ينكرون مع مبارك كونه تورط فى الفساد أو ساعد عليه، ومن تأمل هؤلاء الذين اعتادوا أن يحتفلوا بمبارك


أو الذين احتفلوا بعيد ميلاده أمام المستشفى، ومن اعتادوا متابعته فى المحاكمة، والدعوة للإفراج عنه وتكريمه


 بدلا من محاكمته، ربما لايعرفون الكثير عما كان يجرى، وربما كان بينهم ضحايا له ولنظامه،


ولا يمكن اعتبارهم من المستفيدين من مبارك وحكمه، فليس من بينهم قيادات سابقون، ومبارك ليس لديه ما يقدمه لهم


 غير إشارات من نافذة المستشفى، أو من خلف قضبان القفص.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وهو سؤال يطرح نفسه عن السبب الذى يجعل عدداً من ضحايا الفقر والمرض والفساد، يصرون على


 الدفاع عن مبارك ونظامه، وبعضهم لا ينكر حجم الفساد والأخطاء، ويطالبون بعدم تجاهل دور مبارك العسكرى،


 ودوره كرئيس حكم فى فترة صعبة وحافظ على الاستقرار. منطق هؤلاء يتجاهل كثيراً أن أخطاء مبارك


 وعدم تفاعله مع أجراس التحذير خلال عشر سنوات، كان عاملاً فيما تعانيه مصر، وأنه كان يمتلك فرصة


لنقل مصر إلى الديمقراطية، لو التزم بمواجهة الفساد السياسى والاقتصادى، كما أنه مسؤول عن غياب العدالة


واختلال الميزان الاجتماعى، وعدم السعى لخلق حياة سياسية قوية، بما فتح الباب للعشوائيات


والفقر الذى ولد التطرف، ويبقى مبارك فى الصورة، لدى أنصار له، وأيضاً لدى خصومه ونقاد عصره ومعارضيه،


 خاصة بعد مقارنة عهده بالتجربة السيئة لحكم الإخوان ومرسى، التى أعادت النظام بشكل أسوأ،


حيث أحلت الجماعة مكان الحزب الوطنى، وأصرت على أن تحكم منفردة بلا شريك.





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وللمفارقة، فإن مبارك عاش وقد تصور البعض أنه لن يستمر بعد تنحيه، ولم تتوقف الشائعات والأنباء عن موته،


 لدرجة أن موته أصبح نكتة تقول: هو مبارك ماماتش من كم يوم، وبالرغم من قوة الصدمة التى تلقاها،


فقد ظل جهازه العصبى قويا وقادرا على تلقى الصدمات، وحتى عندما جلس فى القفص أمام القاضى،


يحاكم بتهم قتل المتظاهرين، والفساد، فقد ظل لفترة مختبئا خلف النظارة السوداء، مريضا واهنا،


لكنه مع الوقت بدأ يتفاعل مع أنصاره ويلوح لهم، كما أنه واصل حضور الجلسات وبدا ملتزما باحترام المحكمة،


ومرت الجلسات، وصدر الحكم الأول بالسجن المؤبد عليه وولديه، ووزير داخليته، فضلا على محاكمات


فى قضايا الفساد بالقصور الرئاسية، وغرامات ضخمة فى قطع الاتصالات، وكل هذا لم يبدو أنه أثر فيه،


واستمر يستخدم حقوقه، فى الاستئناف والنقض، كما أنه عاش ليشهد صعود الإخوان للسلطة، فى مجلس الشعب


ومجلس الشورى والرئاسة، وكيف أنهم كذبوا على القوى السياسية، واستأثروا بالسطات،


 وبدا مبارك وكأنه يرى نبوءاته تتحقق، والإخوان يخدعون الجميع، ويسعون لتحطيم مؤسسات القضاء والجيش،


 وبدت الجماعة فى السلطة تكرارا بشكل أسوأ لتجربة الحزب الوطنى، ومحمد مرسى يضيف إلى التسلط،


 الفشل والعجز، ويفشل فى أن يصبح رئيسا بعيدا عن مكتب الإرشاد، كل هذا منح مبارك بعض التسرية،


لكونه رأى من يقارنون بين حكمه وحكم الجماعة، كما أنه شعر بالفرح لسقوط حكم الجماعة،


لكنه لم يفكر أبدا فى كون نظام حكمه كان مسؤولا بشكل كبير عن بقاء الجماعة.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عاش حسنى مبارك ليشهد دراما أخرى وثورة أخرى، معتبرا أنها ثأر من الإخوان على تآمرهم،


ومن دون أن يلتفت إلى أنه هو من فرغ الساحة السياسية، وجعل الإخوان فزاعة وبديلا وحيدا للحزب الوطنى،


وكأنه عاش ليجد أن الجماعة أعادت له بعض حقوقه، بسبب غبائهم وطمعهم.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ومرت أمام عينيه صور بديع والشاطر وتخيل نظرات الشماتة فى عيونهم لكنه عاد ليقول لنفسه عموماً هنشوف.


 كان يصبر نفسه بأن الجماعة لن تفرح بمؤامراتها.

ومن المفارقات أن كل خصوم السادات، احتفظ بهم مبارك لم يتحالف معهم ولم يقض عليهم، ولم يحاول فهمهم،


 فقط احتفظ بهم ضمن نظام أمنى يقوم على قانون الطوارئ الذى يتيح له اعتقال من أنهوا فترات عقوباتهم.


 لقد تمت محاكمة قتلة السادات، وإعدام من ثبت تورطهم فى الاغتيال، بينما تم الحكم على آخرين بالسجن المؤبد،


ومنهم عبود الزمر وطارق الزمر وعاصم عبدالماجد، كما تم سجن زعماء أحداث مديرية الأمن فى أسيوط،


وظلت المعركة بين النظام والجماعات الدينية التى حملت اسم الإسلام السياسى، مستمرة وبقى المسجونون بعد قضاء العقوبة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

استند مبارك لقانون الطوارئ فى مواجهة خصومه من الجماعات الإسلامية والإخوان، وتنحى


وقد خرجوا جميعا ليشكلوا الأغلبية والأحزاب، التى نجحت فى التهام أغلبية البرلمان، وكأنما احتفظ بهم مبارك ليطلقهم،


أو أنهم خرجوا ليحتلوا الصورة التى احتكرها مبارك وحزبه وحدهم، بدا الفراغ كبيرا، احتله خصوم احتفظ بهم مبارك


 الذى حكم بجزء من تعاليم ميكافيليى ونسى أجزاء أطاحت به قبل أن يشبع من السلطة.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مبارك فى حكمه اعتمد على خلطة أمنية معقدة، ولأنه رأى سلفه الرئيس أنور السادات وهو يسقط مقتولا


 أمام القوات المسلحة، ولم ينفعه نظام وضعه الأمريكان وأجهزتهم ودربوا عليه طواقم الحراسة، توقع كثيرون


أن يغير مبارك من طريقة الحكم، لكن الأزمة التى واجهها مبارك أنه لم يكن ذو ميول سياسية ولم يمتلك أبد


ا مشروعا تجاه السلطة، اندفع بكل ما لديه لبناء نظام يمنع تكرار ما جرى مع السادات، وتمرد على نظام الأمريكان،


لكن النظام الأمنى تشعب حتى بدا هو المحرك الرئيسى لكل تفاصيل الحياة، كانت سلطة النظام


 تتبدى فى قبضة أمنية تبدو قوية، وصلت ذروتها مع حبيب العادلى.. بينما سلطة الدولة تتآكل لصالح جماعات


تجمع بين النشاط الخيرى والسياسى والدعوة والدعاية الدينية، وتحتل جماعة الإخوان والجماعات السلفية


 بتنويعاتها، الفراغات التى لا يصل إليها النظام، يتوقف الأمن عند أبواب الشوارع والحوارى والبيوت،


 بينما سلطة شيخ الجامع والخطيب والداعية تتخلل كل هذه الفراغات.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


لقد تسلم مبارك السلطة وهناك أربعة ملفات عالقة ومشتعلة من عهد السادات، هى الفتنة الطائفية،


 وإن كانت لم تصل لحرب أهلية، وملف الجماعات الدينية والصراع معها الذى كان يأخذ بعدا سياسيا أحيانا،


 وأخرى شكل الصراع العنيف.

أما الملف الثالث فهو ملف التنمية والاقتصاد والعدالة، لأن مبارك تسلم نظاما اجتماعيا مختلا لم يتدخل فيه،


 بل إنه غذى الظلم فيه على حساب العدالة، كما أن النظام الاقتصادى كان يقوم فى كثير من الأحيان


على القرب من النظام السياسى، وجرى تزاوج واضح بين الثروة والسلطة، واقتصرت الفرص الاقتصادية


والاستثمارية على المقربين، من توزيع الأراضى إلى غياب نظام عادل للضرائب يعيد توزيع الدخول،


والنتيجة، طبقة ثرية جدا من المليارديرات، وطبقة واسعة جدا من الفقراء، وبينهما طبقة وسطى مرتبكة ومتآكلة،


 وعاجزة عن الصعود مرعوبة من الهبوط. بقى مبارك ثلاثين عاما وتنحى وترك هذه الملفات معلقة تطورت


بحكم الزمن وتحولت من حالة حادة إلى حالة مزمنة اكتفى فى مواجهتها بالحلول الأمنية.








[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أما الملف الرابع فهو الملف السياسى، حيث كانت هناك أحزاب ناشئة، لديها هامش من حرية الحركة،


 لم يتحول إلى متن، وساهمت السياسات التى اتبعها مبارك فى مزيد من التهميش، نمت الجماعات الإسلامية،


وتقلصت الأحزاب، واختفت السياسة أو ماتت وتنحى مبارك وهناك حالة من العجز السياسى،


 وغياب البدائل ضمن نظام لا يعرف تداول السلطة، ليس فقط فى الحزب الحاكم، وإنما فى الأحزاب السياسية المختلفة


 التى لم تجرب طوال أكثر من ثلاثين عاما فكرة تداول السلطة أو المنافسة السياسية، لقد استدعى الرئيس أنور السادات


 جماعة الإخوان من المنفى والعزلة، وتحالف معهم ومع تيارات إسلامية ناشئة، ضمن منافسته مع اليسار بتنويعاته،


 ومات وهو متصادم مع التيار بدرجات مختلفة، بل إنه جرى اغتياله من الجماعات التكفيرية


 التى نشأت على شواطئ جماعة الإخوان العتيدة.

تسلم مبارك الحكم وظلت علاقته مع الجماعة، بين شد وجذب، وشهدت سنوات حكمه اتساعا لرقعة الجماعات الإسلامية


التى مارست السياسة من منظورها، وظلت تراوح مكانها وتجمع بين العمل السرى والعلنى، وبقيت الأوضاع


 كما هى، فلم يسمح مبارك بتطور الشارع السياسى، ليخلق حيوية ومنافسة، ولا هو قضى على الجماعات المختلفة


 التى بقيت واتسعت واتخذت أشكالا أخرى فى المجتمع، وتحورت جماعات الإسلام السياسى، بتنويعات مختلفة،


إخوان وسلفية وتكفيرية، وانتشرت تلك الجماعات الدعوية فى المساجد والحارات والشوارع وتداخلت بأنشطة


تجارية ودعوية، بينما ظل مبارك يفضل التعامل الأمنى معها من خلال جهاز مباحث أمن الدولة.


من دون أن يلحظ حجم التغير داخل الأجهزة الأمنية بما فيها جهاز الشرطة الذى بدا أنه كجزء من المجتمع،


 تصله وتتغلغل فيه دعوات الجماعات وأفكارها عن الإيمان والخلاص، وتنحى وكل الملفات التى تسلمها


 من السادات متضخمة وتطورت وتحورت بينما ظل نظام مبارك ثابتا حتى تساقط كأوراق الخريف.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

على كل الأحوال، فإن مبارك لا يزال ماثلا، أو هو ماض مستمر، ولاشك أن أسطورته تظهر أكثر بعد رحيله،


 فقد أبدى تماسكاً فى مواجهة عواصف ضخمة، وثورة اقتلعت نظامه، كما أنه خضع لمحاكمة هو وأسرته،


 وعاش ليرى نفسه خارج السلطة وكلها عواصف كانت كافية لاقتلاع أعصابه، لكنه بقى ليشهد ما بدا أنه


 نبوءة قبل التنحى، وخطب قائلاً: «على المصريين الاختيار بين الاستقرار أو الفوضى».

مبارك ليس شخصاً، بل هو طريقة تفكير، لا يمكن لأحد أن يكررها كما كانت، وأى قادم جديد عليه أن يدرس تجربة مبارك،


 ليتعرف على الكيفية التى كانت تدار بها الأمور.

وقد بدأت هذا المشروع للكتابة عن نظام مبارك فى محاولة للبحث عن الطريقة التى يحكم بها، وهل هو فرد أم نظام كامل،


 بحثا عن تفكيك طريقة التفكير التى كانت تدير شؤون البلاد طوال ثلاثين عاما.

وفى هذا السياق، فإن حسنى مبارك الرئيس الذى تولى فى عام 1981، بعد اغتيال الرئيس أنور السادات،


 لم يكن هو نفسه الذى ظل يعاند طوال ست سنوات، ويرفض تعيين نائب له، وهو أحد الألغاز التى حاولنا البحث عنها،


فى طريقة الحكم، وأيضا استنادا لتفسيرات، تبدو أحيانا خارج نطاق المنطق


، وتتعلق بنبوءات عرافين، وسياقات للتشاؤم والتفاؤل.

ونبحث عن علاقة البدايات بالمصائر، وهل تحدد بدايات ونشأة الشخص شكل مصيره بعد عقود طويلة،


بالطبع لم يكن مبارك يتصور أن تكون خاتمة حكمه بالتنحى عقب مظاهرات شعبية ضخمة،


ولو كان يتوقع أن يكون مصيره الطرد من السلطة، ربما اتخذ سياقا آخر، وتصرف بشكل مختلف،


 لكن الحقيقة أن أحدا لا يعلم الغيب، فقد كانت عصا النظام تتآكل مثل عصا سليمان وهو ميت مرتكزا عليه،


ولولا أن النمل أكلها لظل الجن يعملون وظلوا «فى العذاب المهين»، وقبل سنوات فى بدايات الألفية كتبت


 تحقيقا عن «عصا الدولة التى أكلها النمل» بعد تراكم الحوادث، وتكرار الكوارث، وتراكم المرض والفقر.








[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هل كان يمكن لمبارك أن يواجه مصيراً آخر؟ مبارك حكم مصر ثلاثين عاماً، وقبلها 6 سنوات نائباً للرئيس السادات..


وتجاوز فى حكمه مدد الرؤساء الثلاثة نجيب وعبدالناصر والسادات، ولم يجاوزه فى العصر الحديث


سوى محمد على «من 1805 إلى 1848»، وخلال حكم مبارك ولدت أجيال، ورحلت أجيال،


 وتفككت أنظمة ودول، وبقى مبارك، وبعد تنحيه وحتى الآن هناك قطاع لا يستهان به يدافع عن مبارك،


 بينما تمسك آخرون باعتباره سبب كل ما يجرى لأنه حصل على كل الفرص الممكنة


ليضع مصر ضمن الدول الكبرى.

هل كان من الممكن لمبارك أن يختار مصيراً آخر، وأن يخرج من السلطة معززاً مكرماً،


ليحتل مكانة أفضل من مكانته كحاكم سابق يخضع للمحاكمة؟ التاريخ ليس فيه لو،


 ثم إن مبارك كان من الرؤساء المحظوظين، حصل على فرص لم تتح لغيره من الرؤساء،


 تسلم مصر وهى ليست فى حالة حرب، بينما الحروب دفع ثمنها عبدالناصر والسادات،


ثم إن السادات دفع ثمنا إضافيا للسلام الذى أبرمه مع إسرائيل، وهو ثمن كلفه حياته،


 وأيضا هجوما وانتقادات واتهامات.

تسلم مبارك مصر من دون حروب ولا مفاوضات، وجنى ثمار السلام ورفع العلم على سيناء


بعد خروج الاحتلال الإسرائيلى.

كما نجا مبارك من مصائر لرؤساء وأنظمة أخرى، تفكك الاتحاد السوفيتى، وسقط سور برلين، وخاض صدام حسين حربين،


وفى الثالثة تم إسقاط نظامه بالغزو، وظل حسنى مبارك من دون أن يرى دواع لتغيير طريقته فى الحكم


، ورفض الاستسلام للزمن والمسافة، وتمسك بالاستمرار فى السلطة بالرغم من الوهن والمرض وقوانين البيولوجيا،


 بل إنه ترك باب التوريث مفتوحا أحيانا، أو موروبا أحيانا أخرى، وغامضا طوال الوقت،


وكانت الفرصة الأكبر لمبارك، الإشارات والتنبيهات والتجاهل.

بعد انتخابه رئيساً فى عام 2005، يومها كان مبارك فى السادسة والسبعين من عمره، وأمامه 6 سنوات


 تصل به إلى الواحد والثمانين، وكان الحديث عن التوريث بدأ وتصاعد بما يحيطه من غموض.

يومها كانت المعارضة قد اشتدت وظهرت حركات، ورفعت النخبة أصواتها بالتحذير من انهيارات ظهرت بسبب


شيخوخة النظام، وكانت هناك مطالب بأن يعلن مبارك بوضوح أنه لن يترشح مرة أخرى،


 وأنه سيشرف على انتخابات تأتى برئيس جديد، لكنه أعلن أنه سيواصل البقاء «حتى آخر نفس»،


 تاركاً باب التوريث مواربا. رفض أى حديث عن عقد اجتماعى ودستور جديد، يعيد تجديد الدم الذى تجمد،


والتكلس الذى أصاب كل شىء. لم يسمع، وجاءت انتخابات مجلس الشعب فى


2010 لتكشف عن جشع سياسى لفريق جمال مبارك وأحمد عز، ورغبة فى الاستحواذ، والاستبعاد،


وضاعت الفرصة الأخيرة، وحتى هؤلاء الذين ينفون نية التوريث، لايقدمون تفسيراً لزحف وسيطرة


لجنة سياسات جمال، وهو أمر تم بغباء وغياب للرؤية. وخرج مبارك ليؤيد هذا كله ويبرره، لتبدأ مرحلة السقوط.

لم يفكر مبارك فى إيقاف الانحدار، وربما إنقاذ نفسه من مصير بدا محتوماً، وظل يثق فى قدرته على الاستمرار،


بينما كانت الأوضاع تتغير، والخيوط تفلت من يديه خيطا وراء آخر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (1) .. للكاتب/ أكرم القصاص
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سلسلة تأريخيه عن مبارك الفرعون الأخير (2) .. للكاتب/ أكرم القصاص
» شرح الدرس الأخير ALGEBRA الصف الثالث الإعدادى لغات ترم أول (منتديات ماميتو التعليميه)
» شرح ومراجعه صوت وصوره جديد2013:المشهد الأخير من المسرحيه:معنى الوطن - لغة عربية للصف السادس - ترم تاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ماميتو التعليميه :: الإخبارى الثقافى العام :: حوارات وتحليلات لتأريخ الحقبه-
انتقل الى: