وبكرة نقعد جنب الحيطة، ونسمع الزيطة

Admin عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013

وبكرة نقعد جنب الحيطة، ونسمع الزيطة

13/3/2013

خالد البرى

كان لافتا أن يطلق المرشح الرئاسى السابق عضو مجلس الإرشاد السابق، عبد المنعم أبو الفتوح،

دعوته إلى استقالة ساكن الاتحادية من قطر بالذات. وقد حدد الموعد المطلوب بسنتين

من موعد تسلمه السلطة. لماذا سنتان؟ لا نعلم. أغلب الظن أنها «وسطنة» للمطالبات،

على دأب السياسى «المحترم».

ولفظة المحترم هذه لفظة مهمة فى السياق السياسى المصرى. تشبه أحد أهم أسباب فشل العلاقات الزوجية،

حين يصر الزوج على يوم الإثنين لقضاء مصلحة ما، وتصر الزوجة على يوم الأربعاء،

ويتدخل أولاد الحلال «المحترمون» ويقترحون الثلاثاء كحل وسط، ثم تسير الحياة الزوجية

بنصائح المحترمين «اللى لا مع دول ولا مع دول» على هذا المنوال،

خيارات لا ترضى أحدا من الطرفين، وكل ما فيها أنها لا تحقق رغبات أى منهما.

تصير الحياة كلها لا ترضى رغبات أى منهما.

والحقيقة أنه رغم الدعم القطرى للإخوان فإن عبد المنعم أبو الفتوح يمثل -من وجهة نظرى-

الخيار المفضل لقطر. أولا لأنه حل وسط بينهم وبين دول الخليج، وثانيا لأنه زيتنا فى دقيقنا،

ولن نخرج عن المشروع الإخوانى ولكن بوجه أكثر قبولا. لعلك تذكرين أن يوسف القرضاوى،

أحد دعائم الإعلام القطرى، أيد أبو الفتوح فى الانتخابات السابقة. كما أيده ابنه عبد الرحمن.

وعبد الرحمن يوسف القرضاوى لمن لا يعلمون كان أول منسق لحملة «البرادعى رئيسا»،

أيام النظام السابق، هو اللى «طلع بالفكرة»، وهو أيضا أول من صرح بعبارة «البرادعى كارت واتحرق»،

بعد لقائه عمر سليمان. كانت مهمة البرادعى بالنسبة

إلى هؤلاء قد انقضت ولا بد من البحث عن مرشح «حقيقى».

والمرشح الحقيقى -بالصدفة البحتة- ترك جماعة الإخوان المسلمين بعد لقائهم ذاك عمر سليمان.

اعتراضا، كما قال، على اللقاء. رغم أنه فى حديث تليفزيونى موجود اقترح وقتها

أن تتولى أمور البلاد شخصية وطنية مثل عمر سليمان أو أحمد شفيق.

ولا أدرى كيف يقترح هذا ويعارض الحوار، لكننا فى مصر،

حيث السياسيون يعتقدون أن الكلمة تنتمى إلى طبيعة فيزيائية تفنى. ولا شىء فى الفيزياء

ولا السياسة فى عصر الفيزياء يفنى. كما لا شىء فى السياسة -دعى الفيزياء جانبا- يستحدث من عدم.

تعلمت من متابعة السياسة المصرية أن أرصد شخصيات معينة لكى أعرف المناورة القادمة.

وفى هذا السياق فإننى أضم دائما عبد المنعم أبو الفتوح إلى عبد الرحمن يوسف القرضاوى،

ثم بدرجة أقل وائل غنيم، لكى أفهم الخطوة القادمة لهذا الفريق الأقرب من وجهة نظرى إلى قطر،

الفريق الذى يضم خليطا إسلامجيا قومجيا، على غرار كتابات فهمى هويدى.

وائل غنيم يجاهر بالمعارضة فى الوقت الضائع، أو يخفيها تماما -رغم رجاحة عقله-

إن خالفت رأى أبو الفتوح (فى التعديلات الدستورية الأولى)، ولا يتخذ موقفا صارما

ضد الاتجاه الإسلامجى إلا فى حدود ودرجة اعتراض أبو الفتوح، حتى فى موقف خطير

كموضوع الشرطة الشعبية (راجعى مقالى «كلنا خالد سعيد - لماذا لا ينتبه الأدمن»

المنشور فى هذه الجريدة فى يوليو ٢٠١٢).

هذا الفريق إن اعترض على الإخوان اعترض لكى يسجل فى الأوراق أنه عارض خطوة ما،

لكنه يعبر عن الموقف فى الوقت الضائع الحرج، بحيث لا يسعفنا و«لا يسعفهم» تغييره.

وما باليد حيلة. الكلمة بصيرة والإرادة قصيرة، كما حدث فى موضوع دستور الماخور تماما.

لكن دعينا من هذا كله. موقف أبو الفتوح ومواقف أخرى لمقربين من المؤسسة العسكرية

تشى بأن الجميع أدرك أن تقصير أمد الحكم الحالى صار أمرا مفروغا منه، إنما «الفصال»

فى المدة، ولذلك فإن أبو الفتوح سيكون رجل المرحلة المقبلة بالنسبة إلى الإسلامجية.

السلفيون سبق أن أيدوه، ولو كده وكده. قطر التى صرحت أنها ليست بوارد تقديم معونات جديدة

لمصر تؤيده على لسان القرضاوى وابنه. وسيعود وائل غنيم إلى شبكات التواصل الاجتماعى

مؤيدا -وهذا حقه تماما- بالإضافة إلى ثلة المتكلمين المعروفين من ذوى الواجهة

والادعاءات المدنية. ولا أستبعد أن ينجح، بالدعم المالى،

والهوى الشعبى الدينى، وربما بدفعة جديدة ومتجددة من عصر الليمون.

لقد كتبت ستاتس على «فيسبوك» أردت لها هذا المعنى، لكن الفقرة القصيرة

قد توحى بأننى أتهم المذكورين بأنهم أداة فى يد قطر. وليس هذا قصدى أبدا خصوصا

مع وائل غنيم. إنما هو مشروع سياسى متناسق. مشروع سياسى يجمع أخطاءنا السياسية

الشعبوية «المحترمة» كلها، والادعاءات التى تكذبها الممارسة.

وبكرة نقعد جنب الحيطة، ونسمع الزيطة.