ولن نحيا سعداء إلا إذا اخترنا أولًا أن نحيا محترمين، وإلا فلن نحيا، لا سعداء.. ولا محترمين!

Admin عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013

14/3/2013

أشرف البارودى

- إن الأمن الوحيد الذى نجحت الجماعة فى ضمانه وتحقيقه حتى الآن.. هو أمن إسرائيل!

2- الإرهاصة الخائبة لإعلان الضبطية القضائية تنقل باختصار رسالة محددة من وزير الداخلية

بمباركة النائب العام إلى عموم الشعب المصرى، تقول: «نعترف ببجاحة أننا فشلنا

فى تحقيق الأمن لكم، ونحن وبكل بجاحة وتجرمة، لا ننوى النجاح فى تحقيق ذلك لكم فى المستقبل

، لذلك فسوف نبقى بالطبع فى كراسينا، وسوف ننشغل بأمن النظام

الذى هو أمننا نحن، واتصرفوا أنتم مع بعض».

3- تحقيقا لوعود المئة يوم بتاعة الحاج مرسى، طلب الحاج من الناس فى مستهل حكمه

أن ينزلوا بأنفسهم لتنظيف الشوارع ورفع القمامة حلا لمشكلة النظافة، بدلا من أن يوجِد هو

حلا جذريا مؤسسيا مستمرا، وكما قمنا بتنظيف الشوارع بالأمس من القمامة، مطلوب منا اليوم

أن ننظفها بأنفسنا أيضا من البلطجية، كان حلمنا القديم الجديد هو أن تنجح مصر فى

إعادة هيكلة جزارة الداخلية، لم يخطر فى بالى ولا فى خيالى

أن جزارة الداخلية هى التى تحاول اليوم أن تعيد هيكلة مصر.

4- نعم، نَص الضبطية القضائية هو نَص قديم مذكور أيام كان المواطنون يطاردون بالعشرات

حرامى غسيل واحدا جلدا على عظم ليأخذ العلقة التمام قبل أن يتم تسليمه إلى القسم.

تطور الزمن.. ولم يتطور النص، والمطلوب اليوم -وعلى سند من ذات النص القديم-

أن يقف المواطنون الذين أصبحوا جلدا على عظم ليواجهوا الطبنجات والمدافع الرشاشة

والعصابات المسلحة ليدفعوا من دم أولادهم ثمنا لفشل الدولة أيضا فى ضبط حدودها

والسيطرة على السلاح غير الشرعى، نقبض على العصابات المسلحة

ونذهب نحن بهم إلى باشاوات القسم لغاية عندهم، لنجد القسم «قافل»!

5- تحالفت الدولة مع البلطجية تحالفا معلنا، وسلطوهم على أم رأس هذا الشعب تنكيلا

وترويعا وسحلا وطحنا، واليوم يطلبون منا أن نتخلص نحن منهم.

6- جون كيرى ليس إلا وزير خارجية، ولكن هذا لا يمنع أن يعطى تابعه المطيع الحاج رئيس مصر

كلمتين فى جنابه. مبعث غضب جون كيرى على محمد مرسى أن الولايات المتحدة كانت

قد أدركت قبل سنوات ضرورة البحث عن كيان مصرى احتياطى إستبن جاهز ليتولى حكم مصر

فى المستقبل، لأن مبارك مستقبله خلفه وابنه مكروه شعبيا، وهكذا أنفقت أمريكا الوقت والجهد

على مدار سنوات فى اتصالات وعلاقات مع الإخوان لإعدادهم بديلا محتملا، بديلا وحيدا

جاهزا بكوادره وتنظيمه، بديلا محتما فى الواقع، لعقد الصفقة إياها، ضمان النفوذ الأمريكى

فى مصر، وضمان أمن إسرائيل، وهو أمر لا يحتمل إشراك أية قوى وطنية مصرية فى الحكم

أو بناء تحالف وطنى قد لا يقبل هذه الصفقة أو يجعل تمريرها أمرا أكثر تعقيدا،

وعندما قامت الثورة كان البديل جاهزا وأكثر من جاهز، الأمر الوحيد الذى لم تتوقعه

«سى آى إيه»، ولا الإخوان أنفسهم هو أن الثورة استمرت وفشلت كل محاولات احتوائها

وإنهائها، فكان الفشل الذريع فى الداخل الذى لم يعط الأمريكان الوقت الكافى للعثور

بسرعة على بديل مصرى ثالث تُجلسه على كرسى الحكم يتعاقد معها بذات شروط الصفقة،

وعندما حاول كيرى إقناع المعارضة بالاشتراك فى مهزلة الانتخابات لإنقاذ ماء وجه الإخوان

فشل والحمد لله. إن الخطاب الغرامى الذى أرسله مرسى إلى إسرائيل لم يكن رابين

هو المقصود به، ولكنه كان أوباما، أما محمد مرسى فقد ظلمناه، فلم يكن وحده هو الإستبن،

ولكنها كانت جماعة الإخوان المسلمين كلها من «ساسها لراسها»

وعلى رأسها إستبنها الأكبر محمد بديع.

7- أتذكر فى طفولتى مشهدا قديما، الرجل المتسول الذى يبدو فى صحة جيدة قادرا على تدبير مورد

عيش كريم لنفسه، ولكنه يكتفى بالسؤال استسهالا، فينهره الناس قائلين

«روح شوف لك شغلانة أكرم لك!»، فهمت كيف أن تسول المال أسهل من التعب والشقا

من أجل الحصول عليه، لدرجة لجوء المتسول إلى اصطناع العاهات، أو حتى إحداث عاهة حقيقية

لنفسه تقعده عن العمل وتعجزه حقا عن تدبير موارد مالية ينفق منها على نفسه بدلا من السؤال،

ويصل الأمر إلى درجة اللجوء إلى متخصصين بالأجر لصنع العاهات، فقط لأنه لا يريد أن يعمل

اكتفاء بالأخذ من جيوب الآخرين، فإذا كان الله قد وهبنا عقولا وسواعد وحرمنا

الإرادة الحديدية للوقوف على أقدامنا فلن نستحق إلا ما نحن فيه.

ملعون قرض صندوق النقد الدولى، وملعونة الوديعة القطرية التى تهددنا قطر بسحبها،

وملعونة المعونة الأمريكية.. أن نحيا محترمين أولًا أهم من أن نحيا سعداء،

ولن نحيا سعداء إلا إذا اخترنا أولًا أن نحيا محترمين، وإلا فلن نحيا، لا سعداء.. ولا محترمين!

» وإلا اعتبروه خامس الخلفاء الراشدين !