شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: كيف تحبط الإحباط؟ الأحد مارس 24, 2013 11:35 pm | |
| هل تمر عليك أوقات تشعر فيها أنك تحيى فى حاضر على عكس ما توقعت فى الماضى؟ وأن ما وجدته من واقع لا يماثل ما كنت تتمنى وتحلم فى توقعاتك؟ وهل ينتج عن هذا شعوربقلة الحيلة والحزن ويمكن الإحساس ببعض الندم على خوض الطريق الذى أدى بك فى نهاية المطاف على عكس ما كنت تتوقع عند اختيارك فى البداية... إذا كانت هذه المواصفات تنطبق عليك إذن أنت تمر بحالة إحباط.... فهل هناك من سبيل إلى التخلص من هذا الشعور والخروج من دائرته المفرغة والتى تزداد كلما تماديت فيها؟
فعندما تنحرف النتائج عن التوقعات يكون الإنسان فريسة سهلة للإحباط ولكن يجب أن نقنع بأن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه، وأن ما لا يدرك كله لا يترك كله... وليس معنى أننى لم أحقق كل الأمانى أنها نهاية الطريق ولكن يمكن أن تكون بداية الطريق لإدراك ما تبقى... ولكن أولا يجب أن أحتفظ وأحافظ على ما اكتسبته حتى اللحظة، وأبدأ بإضافة مكاسب أخرى حتى الوصول للهدف، وإذا كانت النتائج لا ترضيك، فأولا يجب أن ترضى بالنتائج التى وصلت إليها، ثم تسعى لتحقيق المزيد.
ومقولة القناعة كنز لا يفنى، لا تعنى أن نرضى بالقليل ولكن نرضى بما نملك ونحصل عليه وحتى إذا كان قليل، ونشعر بقيمة ما نملك ونمتن ونشكر الله على النعمة التى فى أيدينا حتى تزيد، تصديقا لقوله عز وجل إذا شكرتم لأزيدنكم... والشكر ليس باللسان فقط ولكن أيضا بالقلب بأن نجعل ما نملك يسعد قلوبنا ويغير ما بها من إحباط، فلنحيا فى جانب الوفرة وهو ما يتوفر لنا فى الحياة، ولا نحيا فى جانب الفقد وهو ما نفتقد من جوانب فى حياتنا، فبهذا المنهاج سنتمكن من تغيير وكسر مسار دائرة الإحباط.
فكل شخص لديه الكثير من النعم التى لا تعد ولا تحصى، ولكن تركيزنا يكون على الأشياء التى نفتقدها، وبطريقة ذهنية بسيطة نستطيع أن نحصى ما نمتلك من هبات، وبالتركيز عليها تتغير النظرة السلبية للحياة، ونجد أن ما نملك بالفعل نستطيع أن نسعد به، وأن ما نريد أن نصل إليه سيزيد ما نحن فيه من سعادة وينقلنا إلى مستوى أعلى منها، وبالتالى ينطلق الزهن من حال الإحباط إلى حال التفكير فى بدائل للوصول للنتيجة التى كنا نتوقعها مسبقا، بدل من الاستسلام لواقع عدم تحقيقها، ومن هنا يأتى الأمل الذى اختفى فى فترة الإحباط، ولإنه بدون الأمل يعيش الإنسان بلا حياه وباسترداده يسترد الحياة.
فالحلم إخوانى لا ينتهى ولكن نحن من نضع نهايته بتوقفنا عن الحلم به، فنحن من نملك أحلامنا ولا يمكن لأحد أن يتحكم بها غيرنا، فإياكم أن تتخلوا عن سبب الأمل فى الحياة حتى وإن قابلتكم العقبات، عليكم أن تتغلبوا عليها بمزيد من الأحلام وتحويلها إلى أهداف قابلة للتحقيق والتنفيذ، والبدء فورا فى أولى الخطوات لطريق الألف ميل الذى فى رأيى يبدأ بخطة تليها خطوة فى تنفيذها، وإليكم النصيحة الغالية من رسولنا الكريم بالقوة التى لا تهزم فى قوله صلى الله عليه وسلم ((المؤمن القوى خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفى كلٍ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شىءٌ فلا تقل: لو أنى فعلت كذا وكذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان)).
وبالحرص على فعل ما ينفع الإنسان ويساعده على تحقيق الهدف والإستعانة بالله على كل صعب ينتقل الإنسان من منطقة الإحباط إلى منطقة الفعل الإيجابى ويفشل الإحباط فى إثنائنا عن المقاومة والاستمرار للوصول للنتائج التى ترضينا، والاستمرار هو كلمة السر والمفتاح لكل الأبواب المغلقة فمهما واجهت من صعاب وعقبات فى الطريق ومهما مر عليك من فشل قم وأكمل المشوار حتى النهاية فبذلك أنت الذى تحبط الإحباط. خبيرة التنمية البشرية رانيا الماريا
| |
|