شهرزاد
Admin
عدد المساهمات : 5700
تاريخ التسجيل : 05/03/2013
 | | موضوع: عصران مختلفان، وسياسات تتباعد بينها المسافات .. الخميس أبريل 18, 2013 3:34 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 18/4/2013 جلال عارف الأخ الرئيس مرسى فى زيارة لروسيا، حيث سيلتقى الرئيس الروسى بوتين، وتجرى مباحثات تتناول عدة موضوعات سياسية واقتصادية مهمة، كالعادة فى الزيارات الرسمية هذه الأيام، سيبدأ الأخ مرسى بطلب وديعة قدرها 2 مليار دولار! أترك هذه جانبًا، فالأهم هو أنه سيطلب تسهيلات فى إمدادات الغاز والقمح، وسيبحث الاتفاق حول مشاركة روسيا فى مشروعات إحلال وتجديد عدد من توربينات السد العالى ومصانع الحديد والصلب والألمونيوم وغيرها من المصانع الكبرى التى أسهم «الاتحاد السوڤييتى» فى إنشائها فى ستينيات القرن الماضى «هل سيقول لهم مرسى: وما أدراك ما الستينيات»؟! بغض النظر عن النتائج التى ستسفر عنها الزيارة، فهى فرصة لكى يتعلم الأخ الرئيس «إذا أراد» من هذه التجربة العظيمة التى أنجزتها مصر فى الستينيات، والتى تعاون فيها «الاتحاد السوڤييتى» يومها إلى أقصى حد، لتكون النتيجة أهم تجربة للتنمية فى ذلك الوقت، ووضع الأساس المتين لصناعة مصرية حقيقية، وبناء السد العالى أعظم مشروعات القرن العشرين الهندسية، وإطلاق نهضة حقيقية فى كل المجالات اعتمادًا على قاعدة اقتصادية قوية وعدالة اجتماعية لم تر مصر مثيلاً لها. لم تكن مصر يومها تملك مصادر للتمويل تكفى لتنفيذ مخططاتها الطموح.. ورفضت أن تتنازل عن استقلال إرادتها بقبول شروط البنك الدولى أو صندوق النقد أو الخضوع لهيمنة أمريكا، وقبلت التحدى، ودخلت فى التعاون المشترك مع موسكو التى احترمت استقلال مصر، ووجدت حكمًا لا يدين بالولاء إلا لشعبه، كان التعاون «فى الجانب الاقتصادى» إيجابيًّا لأبعد الحدود.. وبنت مصر قلاعها الصناعية وسدها العالى دون أن تغرق فى الديون. أتذكر عندما بدأت «هوجة» بيع القطاع العام، أنى نشرت على لسان أبو الصناعة المصرية عزيز صدقى أنه يتحدى أن يكون هناك مصنع من مصانع القطاع العام التى أقيمت فى هذه الفترة لم يسدد ثمنه بالكامل. وعندما استدعى عزيز صدقى للمدعى الاشتراكى بسبب ذلك، اضطروا لوقف التحقيق بعد أن اتهم من يقومون بتصفية القطاع العام بالخيانة.. وليس فقط بالفساد الذى لم يكن خافيًا على أحد فى كل عمليات الخصخصة!! كم تغيرت الأمور من يومها، يذهب الأخ مرسى إلى موسكو الآن فى نفس الوقت الذى تخوض فيه حكومته المفاوضات مع صندوق النقد من أجل «القرض الموعود» بشروطه التى تسحق الفقراء وتضع قرار مصر المستقل موضع تساؤل!! تراوغ الحكومة حتى تكسب وقتًا تقوم فيه بإجراء الانتخابات، وبعدها تبدأ «البشائر» ويتم الخضوع لكل الشروط.. من إلغاء الدعم إلى رفع الأسعار، إلى استئناف برنامج الخصخصة وبيع ما تبقى من القطاع العام، إلى فتح الطريق لإعادة السيطرة الأجنبية على اقتصاد مصر كما كان الحال قبل ثورة يوليو، إلى إنهاء أى حديث عن عدالة اجتماعية حقيقية والدفع بأكثرية شعب مصر إلى جحيم الفقر، لكى يزداد ثراء الأغنياء الجدد المتعطشين للثروة بقدر تعطشهم للتمكين من السلطة!! عصران مختلفان، وسياسات تتباعد بينها المسافات، وفارق كبير بين حكم يدرك أن الاستقلال الوطنى هو الأساس، وآخر ينبطح طلبًا لرضا الحليف الاستراتيجى الأمريكى، وانتظارًا لدعمه، وإلحاحًا فى طلب القروض والودائع، حتى ولو كانت النتيجة إغراق مصر فى الديون، ورهن أصولها الرأسمالية ومرافقها وشركاتها، تمهيدًا لبيعها لأصحاب النصيب، أو أصحاب القرار!! عصران مختلفان.. عصر تحققت فيه مصر حين وجدت الرؤية، وعرفت الطريق، وجاءت القيادة التى جمعت الشعب كله وراء مشروع وطنى لبناء مصر الحديثة.. وعصر يقسم الشعب كما لم ينقسم من قبل، ويفتح الباب للحرب الأهلية، ويعرض الأمن القومى لأفدح الأخطار، ويقود مصر إلى كارثة اقتصادية واجتماعية.. حيث تتضاعف معدلات البطالة والفقر، وتغلق المصانع أبوابها، وتتوالى الأزمات.. دون أن يجد النظام حلا إلا تسول القروض والمعونات، وبأى شروط.. فى الوقت الذى يتم فيه إهدار كل إمكانيات مصر القادرة بالفعل على تحقيق التقدم وإنهاء هذا الوضع البائس الذى تعانى منه الغالبية العظمى من أبناء الوطن. لا يعيد التاريخ نفسه، ولكن دروسه تبقى لكى نتعلم منها، ولكن كيف سيتعلم من يترك البلاد تسير على طريق الهاوية، وهو يبشرك بأن «النهضة» قد وصلت؟! وكيف نأمل خيرًا فى نظام لا يفعل شيئًا إلا تسول القروض وطلب المعونات، وصك الصكوك لبيع ما بنيناه بالعرق والدم.. ثم يجد الجرأة ليقول لك: وما أدراك ما الستينيات! | |
|
