شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: هذه هى الصورة العارية بلا رتوش، فى زمن كوكب البرود .. الثلاثاء أبريل 23, 2013 2:37 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 23/4/2013 محمود عبد الشكور أحد مظاهر العبث الذى جاء به حكم الإخوان، أن نظام مبارك الفاسد أصبح يدلل الآن على كفاءته بتخبط وفشل مرسى، وأن مرسى وإخوانه والتابعين لهم يدللون على صعوبة مهمتهم بالميراث الفاسد الذى تركه مبارك، مع أن الاثنين أسهما معًا فى مأزق الثورة الراهن: فساد مبارك أدى إلى التعاطف مع الإخوان، وغباء وفشل الإخوان أعادا من جديد التعاطف مع مبارك، فمتى نخرج من هذا العبث السخيف؟! إليك المزيد من العبث البارد: كان من المستحيل أن يصعد الإخوان والمتأسلمون على هذا النحو لولا الفساد الذى تجاوز الحدود، الناس أصابها اليأس الكامل بعد أن فشل مبارك فى انتهاز عشرات الفرص لإرساء دعائم دولة حديثة، بينما قدّم المتأسلمون أنفسهم باعتبارهم أصحاب ضمائر يقظة، وكان من المستحيل أن يبتسم مبارك بعد الثورة، لولا هذا الفشل الإخوانى المشهود، الذى نقل مصر من الفوضى إلى المزيد من الفوضى، ومن التخبط الفردى إلى التخبط الشامل من الحجم الكبير، ومن تفكك الدولة إلى «الغياب الكامل»، وهو الوصف الذى أطلقه تقرير المجلس الحكومى لحقوق الإنسان على أسباب فتنة الخصوص. انتعش مبارك، أسير الثورة، واستعاد روحه المعنوية، وهو يرى فى حياته ما لم يخطر على خياله أبدا، وجد من يسىء إدارة البلاد أكثر منه، واكتشف محمد حسنى أنه كان أفضل بكثير فى تقدير الأمور، مع أن علاقة مبارك بالسياسة لا تزيد على علاقته باللغة الصينية، بل إن مبارك رأى أخيرا من يفوقه فى العند والتمسك بالرأى الخاطئ، بل لعل أسير الثورة شعر بالفخر وهو فى القفص، لأنه هو الذى كان يستخدم حزبه وجماعته (الحزب الوطنى) بينما يبدو مرسى تابعا ومنفذا لقرارات مكتب الإرشاد! يقال إن الفاشل السابق، الذى أوصل بفساد حكمه الإخوان إلى السلطة، رفض الإجابة عن أسئلة وكلاء النيابة فى قضية القصور الرئاسية، مؤكدا أن «الشعب خلاص عرف كل حاجة»، لاحظنا أيضا كيف ابتسم مبارك فى محاكمته الثانية، بدا كأنه يقول لمحمد مرسى بعد أشهر من حكمه المتخبط: «آن لأبى علاء أن يمد رجله على الآخِر». على الجانب الآخر، فهِم الإخوان اللعبة، وقرروا استخدام فكرة عودة النظام البائد كفزاعة للناس، بنفس الطريقة التى استخدم بها مبارك الإخوان كفزاعة للبقاء، بل لقد جعلوا من الاعتراض على فشل مرسى وإخوانه اعتراضا على الثورة التى احتكر الإخوان صكوكها بالتناحة والبرود والتكويش، ولكن هناك جزءا كبيرا من مخاوف الإخوان حقيقى، لأن الكثيرين يترحمون فى كل مكان على أيام مبارك، الفشل والتخبط السريع أصابا الناس باليأس فى شهور قليلة، بينما أصابهم اليأس من مبارك بعد ثلاثين عاما. وبين الطرفين تختنق الثورة وتزهق روحها، دائرة محكمة مزعجة يديرها أعضاء كوكب البرود الإخوانى/ المباركى، دون أن يخطر على بالهم أن هذه التجارة بفشل الطرفين ليست إلا الدليل الحى على أن الاثنين خارج الثورة ومعناها، خصوصا أن هذا الفشل دفع الكثيرين للحديث صراحة عن بديل ثالث أكثر غرابة، وهو عودة الحكم العسكرى، وما أدراك ما حكم المجلس العسكرى فى الفترة الانتقالية، الحقيقة أن انكسار مبارك منذ أكثر من عامين وابتسامته الآن هى بالضبط المسافة بين نجاح شباب الثورة، وفشل المجلس العسكرى والإخوان. Top of Form أردت أن أقول لك إن العبث سيستمر لمدة طويلة جدا، لأن أكثر أعداء الإخوان، لم يتوقع أن يفشلوا على هذا النحو السريع، بل إن بعض السُّذَّج راهنوا على أن مرسى لديه فرصة ليكون رئيسا لكل المصريين، وأنه يمكن حتى أن يتصادم مع جماعته، مفضلا مصلحة الوطن، سذاجة فى التحليل تتجاهل علاقة السمع والطاعة داخل التنظيم المغلق، وتتجاهل أن اختيار مرسى بالذات للترشح كان لأنه الأكثر التزاما بالسمع والطاعة، انخدع البعض باستقالة مرسى من الفرع/ حزب الحرية والعدالة، ونسوا أنه ما زال عضوا فى الأصل/ الجماعة. لا طريق أمام الإخوان سوى مغازلة الثورة من جديد، كلما بَانَ فشلُهم، وكلما عاد شبح نظام مبارك بسبب هذا الفشل، المشكلة أن رصيد المصداقية أصبح تحت الصفر، من النادر أن تعثر على شخص يعتقد اليوم أن الإخوان جزء من الثورة وليسوا الانقلاب الشامل عليها، بل إن هناك من يؤمن أن الإخوان أكثر خطورة على الثورة من أى شىء آخر، وهى وجهة نظر لها حيثيات قوية للغاية. قال الأستاذ هيكل إن الإخوان مثل شخص مد يده إلى وعاء الحلوى ليستأثر بأكبر ما يمكن من القطع اللذيذة، ولكنه أصبح فى مأزق، ذلك أنه لم يحصل على شىء، ولم يستطع إخراج يده من الوعاء. أتصور أن هذا الموقف العصيب شجع النظام السابق الفاسد البائس على أن يطمع من جديد لكى ينوبه من الحلوى جانبٌ، وهو أمر يدعو إلى السخرية الممتزجة بالأسى، السخرية.. لأن الحمقى يتبادلون الصراع على الفشل، والأسى لأن الشهداء لم يضحوا بأرواحهم لكى يتنازع الأسوأ من جديد على حكم مصر بعد الثورة. هذه هى الصورة العارية بلا رتوش، فى زمن كوكب البرود لا وجود لتحقيق أهداف الثورة، نظام فاشل، تصورْنا أنه مات، بعث الإخوان الرهان عليه بفشلهم المفجع، وبانتهازيتهم التى لم تجعل لهم صديقا، يتجاهل الإخوان أن القضاء على نظام مبارك لا يكون بالشعارات أو بتكرار نفس أخطائه وطريقته فى العناد الأحمق، ولكن فى أن تقدم بديلا ناجحا ورشيدا، ولكن، كما ترون، فإن أحمد زى الحاج أحمد، وكوكب البرود امتداد لكوكب القرود، والحكاية كلها غنيمة يندم مبارك والإخوان الآن على عدم اقتسامها.. قبل الثورة! | |
|