شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: قلبى معه لا يشعر بالأمان المزعوم .. الأربعاء أبريل 24, 2013 1:17 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ولكنى امتنعت وكبحت جماح فكرى الشارد، ولكن سرعان ما نادتنى تلك الأمواج، وقالت لى هيا اقتربى إلى فإنكى غريقة فيا، فإنكى تائهة بين ماض بائس وحزين تحاولين إلقائه بداخلى، ولكنك لا تستطيعين يطول ليلك تناجين نفسك وتفنين فى حديثك عن الماضى، وقتك الثمين وبين مستقبل مجهول المصير، فسألتها عنه، قالت ما أنا بعالمة للغيب، ولكنى لكى صديقة، ولست لأسرارك بمستهينة فأردت الامتناع والعودة حيث كنت.
ولكنها نادتنى مرة أخرى فلبيت ندائها، فسألتنى الست بتثقين، فاجبت لا ولكننى مازال يغمرنى الحنين، فتعجبت وقالت ألم تنسيكى تلك السنين، فأردت الامتناع، ولكن أجابتها دموعى التى تساقطت ساخنة، فارتطمت بمياهها وهى باردة، وقلت ما أنا ببائسة، ولكن ضاعت ضحكتى، و أصبحت عابسة تقض الآلام مضجعى، فيصبح نيران يشتعل فيها قلبى الحيران، وينهمر على فكرى الأوهام وتلحقنى أينما ذهبت الأشجان، فتألمت، وقالت لى الأمواج أراكى عصية الدمع ثابتة تخافين الظهور، تميلين دائما إلى التخفى والغرور، أراكى دائما وحيدة، وعلى شئ تحاولين العثور، فقاطعتها وقلت بل وأخشى أيضا أمامهم المرور، أرى أن حياتى انتهت، وإننى الآن تحتوينى القبور فضحكت ساخرة، وقالت الست انتى بالشخص الصبور.
فداريت دموعى مستنكرة، وقلت بل ولكنكى لا تعلمين ما تخفيه الصدور، فقالت سبحانك ربى أنه عالم غريب عجيب، إنهم البشر القريب منهم دائما بعيد يئنون دائما والحل بين يديهم، ولكن كيف وهم دائما ملونون وتحت الأقنعة دائما مستترون، فأنت يا ربى وحدك العليم بذات الصدور، خفف عن عبادك فأنت الخبير بمكنونات القلوب وإنك خير هاد للبشر، وإنك مقلب الكون وبأمرك تتلاشى الشرور.
وأخذت تطمئننى الأمواج إلى أن مل القمر من طيلة السهر فأخد يتلاشى رويدا رويدا وراء تلك الصخرة المرغوبة إلى أن اختفى تماما، وذهب حيث بلاد بعيدة ومكان مجهول أراه أيضا غادر كعادة البشر، وظهرت أشعة ذهبية مائلة للإحمرار فودعتنى حينها الأمواج بابتسامة حزينة، وذهبت أنا فى طريقى الطويل، وحينها تذكرت تلك الدقة التى أبكت صميم قلبى حين رأيته من أيام، وعلمت حينها أن مرور السنين لم يخف ألم الحنين، وسألت نفسى هل إليه أعود بعد غدره وجرحى لقلبى الحزين، ولكن لم يتحمل قلبى هذه الفكرة المجنونة، وقلت لا فإن قلبى معه لا يشعر بالأمان المزعوم، وأنه ليس بإنسان أمين فيا ليتنى ما رأيته، وما كان هو لقلبى بسكين. ياسمين محمد الغريب
| |
|