Admin Admin
عدد المساهمات : 1147 تاريخ التسجيل : 05/02/2013
| موضوع: منح قطعة أرض للشقيقة الصغرى حماس، مع الحصول على السبعين مليارا لتمويل «مشروع النهضة».. الخميس مايو 09, 2013 9:02 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 8/5/2013 د / عماد جاد فى واشنطن أعلن وفد الجامعة العربية برئاسة رئيس الوزراء القطرى موافقة الجامعة العربية من حيث المبدأ على فكرة تبادل الأراضى بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية، وقبل بإدخال تعديلات على حدود ما قبل الخامس من يونيو ١٩٦٧، وهو إعلان لم تتوقف أمامه سوى حركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين التى أعلنت رفضها التام لهذه الفكرة، كان منطقيا أن لا تعلق السلطة الوطنية الفلسطينية، فقد سبق وقبلت بهذه الفكرة فى مفاوضات كامب ديفيد الثانية التى جرت فى يوليو من عام ٢٠٠٠، وفشلت بسبب الاختلاف على حجم الأراضى موضع التبادل ونسبة التبادل، ولكن غير المنطقى أن لا تعلق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على هذه الأخبار، فقد التزمت الحركة الصمت التام ولم تعلق لا بالسلب ولا بالإيجاب، تلك الحركة التى يقوم ميثاقها على أن فلسطين من البحر المتوسط إلى نهر الأردن أرض وقف إسلامى لا يجوز التفريط فى شبر منها، قبلت ليس فقط بقيام دولة فلسطينية على حدود ما قبل الخامس من يونيو ١٩٦٧، بل قبلت بضم إسرائيل أجزاء من الأراضى التى احتلتها إسرائيل فى عدوان يونيو ١٩٦٧، من خلال صيغة غامضة لتبادل الأراضى، تلك الحركة التى رفضت اتفاق أوسلو وشنت عشرات العمليات الانتحارية داخل إسرائيل لتخريب الاتفاق لأنها كانت ترفض التخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، وتقول إن إسرائيل كيان صهيونى غاصب لا بد من إزالته من الوجود. الأمر ذاته ينطبق على موقف الحركة الأم، جماعة الإخوان المسلمين، تلك الحركة التى كانت تهاجم نظام السادات لأنه وقع معاهدة السلام مع إسرائيل، ومبارك لأنه حافظ على العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، رفعوا فى حملاتهم الانتخابية شعار «على القدس رايحين شهداء بالملايين»، وما أن استقر مرسى فى الرئاسة حتى حصلت مصر على شهادة إسرائيلية بأن التنسيق الأمنى مع مصر فى زمن الإخوان أفضل كثيرا من عهد مبارك. جاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى إسرائيل، ومن هناك قال إن القدس الموحدة هى عاصمة إسرائيل الأبدية، ولم تعلق الجماعة ولا علق الرئيس مرسى، ولو كان مثل هذا التصريح قد صدر فى عهد مبارك لعلقت عليه الخارجية المصرية، ولو من قبيل رفع الحرج، لكن الجماعة لا تتوقف أمام مثل هذه الاعتبارات فما يهمها هو مصالح الجماعة المباشرة. أقرت الجامعة العربية -على لسان رئيس وزراء قطر- بمبدأ تبادل الأراضى وهو الإقرار الذى يمثل غطاء سياسيا عربيا لضم إسرائيل أجزاء من الأراضى الفلسطينية التى احتلتها فى عدوان يونيو ١٩٦٧، ولتؤكد بجلاء أن العرب بالفعل لا يستوعبون دروس التاريخ ويصلون عادة متأخرين، ويقبلون العرض بعد أن يتم سحبه من الطرف الإسرائيلى. فعلوا ذلك عام ١٩٤٧ عندما صدر قرار التقسيم من الجمعية العامة للأمم المتحدة الذى نص على تقسيم أرض فلسطين إلى دولتين، يهودية على مساحة نحو ٥٦٪ وعربية على مساحة نحو ٤٣٪ مع تدويل منطقة القدس وبيت لحم، لم يكن القرار مقبولا من جانب الحركة الصهيونية ولا قادة المنظمات اليهودية، ولكنهم قالوا إن العرب سوف يرفضون القرار ومن ثم نتركهم يتحملون وزر الرفض، فنقبل نحن القرار، نحصل على دولتنا ونبدو أمام عالم دولة ديمقراطية معتدلة تتجاوب مع القرارات الدولية، حدث ما توقعه بن جوريون بالضبط، رفض العرب القرار وقالوا سنحرر أرض فلسطين وهللوا للجيوش العربية بقيادة جنرال بريطانى (جلوب باشا قائد الجيش العربى الأردنى والذى أسندت إليه مهمة قيادة الجيوش العربية لتحرير فلسطين، وهو ما أثار اندهاش الجنرال جلوب نفسه) وكانت النتيجة احتلال إسرائيل نصف المساحة التى كانت مخصصة للدولة العربية (رفعت إسرائيل مساحتها من ٥٦٪ إلى ٧٨٪) ثم احتلت ما تبقى من أرض فلسطين فى عدوان يونيو ١٩٦٧. بعد العدوان، بدأ القادة العرب يتحدثون عن إزالة آثار العدوان أى انسحاب إسرائيل من الأراضى التى احتلتها فى يونيو ١٩٦٧، طلبت إسرائيل فى المقابل إدخال تعديلات على الحدود وهو ما رفضه العرب. اليوم قبل العرب بإدخال تعديلات على الحدود وهى تعطيلات لن تتوقف عند حدود الضفة الغربية، بل ستتجاوز ذلك إلى تبادل إقليمى للأراضى وفق ما ورد فى خطة الجنرال الإسرائيلى جيورا إيلاند والتى تحدثت عن تبادل أراضى بين مصر، فلسطين، إسرائيل والأردن على نحو يجعل من «غزة الكبرى» أو Greater Gaza، كما وردت فى خطة إيلاند قلب الدولة الفلسطينية وذلك عبر توسيع حدود القطاع من ناحية الجنوب الغربى على حساب قرابة الألف كيلومتر مربع من أراضى سيناء، وبذلك تضم إسرائيل نحو ٤٠٪ من مساحة الضفة الغربية بما فيها القدس وعلى النحو الذى يوضحه مسار الجدار الفاصل الذى بنته إسرائيل، ومما هو جدير بالتوقف أمامه أن الجنرال إيلاند وضع ضمن صفقة تبادل الأراضى منح مصر سبعين مليار دولار للتغلب على أزمتها الاقتصادية، كان ذلك عام ٢٠٠٦، وجاء زمن الإخوان الذى يبدو أنه سوف يشهد تطبيق هذه الخطة التى لا تعنى أكثر من منح قطعة أرض للشقيقة الصغرى حماس، مع الحصول على السبعين مليارا لتمويل «مشروع النهضة».. فهل ينجح المخطط الأمريكى - الإسرائيلى للتبادل بإخراج قطرى؟ | |
|