لكنهم لا يتركون فرضا!

Admin عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013

20/5/2013

منى ثابت

فاجأنا الأستاذ جابر القرموطى بخبر يثق بصحته، هو أن الرئيس مرسى كان يسكن شقة إيجار قديم

منذ ثلاثين عاما فى الزقازيق.. ثم أغلقها وانتقل لإسكان الجامعة منذ ثمانى سنوات بعدما دخل مجلس الشعب،

ولما طالبه المالك بالشقة بدأ يضع الإيجار فى المحكمة نكاية فى المالك الغلس..

والآن بعدما انتقل الرئيس وأسرته للسكن فى التجمع الخامس، ثم سكنوا القصور الرئاسية،

عاد المالك يطالب بشقته لأنها حقه يا ريس! ومن حقه استثمارها فى أيامنا الغبرا ليعيش بكرامة..

توقعت أن أقرأ مانشيتًّا، أو حتى خبرًا تانى يوم فى الصفحات الأولى للجرائد القومية والإسلامية..

يؤكد أن الرئيس كان ناسى الشقة، من إجهاد سفرياته حول العالم لجذب المستثمرين الأجانب للتجارة فى مصر

بعد عرض مفاتنها.. ومن ضغط مسؤولياته ومعاركه لإعادة العدل والقانون لكل المصريين بما يتفق وشرع الله..

والخبر الأهم أنه تنازل عن الشقة ويعتذر للمالك لأن الرئيس هو القدوة..

وأنه أمر فورا بإصدار قانون العلاقة بين المالك والمستأجر لتسوية أوضاع الإيجارات القديمة..

وهو جاهز على التوقيع منذ أربع سنوات!

لكن كالعادة لا حس ولا خبر.. لا تكذيب ولا اعتذار.. مع استمرار التغابى عن مليونَى شقة فى القاهرة وحدها

أغلقها مستأجروها لأنها ببلاش.. وبسببها ارتفع جشع الملاك الجدد ووصل إيجار الشقة فى العشوائيات

إلى أربعمئة جنيه شهريًّا.. يجمعها سكان هذه المناطق بكل الطرق وإلا باتوا على الرصيف..

وسرقوا الأرض الزراعية وبنوا عليها ناطحات دون ترخيص لكن برشوة والكل هلّب وكرّش..

وسكان «الاتحادية» غاضُّو البصر عن شكاوى واعتصامات الملاك للمطالبة بالقانون! لكنهم لا يتركون فرضا!

وزارنى وجه أرملة محجَّبة تسكن بجوارنا منذ خمسة وأربعين عامًا.. لا تترك فرضا هى وأسرتها،

وتطلق البخور بعد صلاة الجمعة بانتظام.. وتدفع الإيجار القديم وهو ثلاثة عشر جنيها فى المحكمة..

بعد وفاة زوجها أجَّرَت الشقة من الباطن لزوج ابنتها تاجر السيارت، وبالمرة البنت وأولادها يخدمونها!

وزيادة فى «التمكين» أضافت اسم ابنها الضابط السابق وأسرته إلى سكان الشقة لإرهاب المالك!

وبعد تغيير معالم الشقة بما يخالف شروط الأمن والسلامة لتتسع لهذا الحشد، اتفقوا مع مدير إسكان مرتشٍ

(هو نسيب د.مرسى وخرج بعفو رئاسى من السجن بتهمة الرشوة، إلى منصب أعلى بالحى!)،

وأزالوا المخالفة من الأوراق الرسمية.. عادى فى بلدنا!

فى البداية حسدت مالك شقة رئيس الجمهورية لأن إيجارها القديم هو تسعون جنيهًا بحالهم..

على الأقل يجيبوا تموين السكر أوالزيت أو الفول.. لكن تجاهل الرئيس أصابنى بمرارة ويأس..

إذا كان رئيس الجمهورية بالدف ضاربا الإيجار، فماذا ستكون شيمة شعبه وعشيرته؟! محمد حسنى مبارك

احتفظ بشقة زواجه والمالك اشترى حياته وسكت لأن الأمن كان يحكم مصر ويحمى المسؤولين..

لكن صاحب شقة مرسى تَعشَّم من رئيس الإخوان المسلمين عدلا، وحكومه تخاف ربنا

وتصدر قانون استعادة حق الملاك فى أملاكهم بالقانون مش بالدراع.. لأننا بكل أسف

شعب لا يدفع الضرائب إلا بالتهديد، فما بالك برفع الإيجار من نفسه، أو بالذوق، لتكون إقامته حلالًا!

وأسأل د.مرسى الذى أصبح خصما وحكما، أن يفتح هذا الملف ويطّلع على الجرائم والمآسى التى سببها غياب القانون

لملاك العقارات القديمة.. وأسجل اعتذارى لجمعية واتحاد أصحاب العقارات القديمة.. توقفت عن متابعة أخباركم،

لتتوقفوا عن مطالبتى بالكتابة وحثّ الوزير ثم الرئيس على إصدار القانون، لخجلى وشكى فى فاعلية الكتابة..

وأعترف بحقيقة واضحة هى أنه فى أيام مبارك كان المسؤولون فى منتهى الحساسية من اتهامهم بأى تقصير..

وكان اللى على راسه بطحة بيستخبى رعبا من القانون.. وكانت الكلمة النظيفة للصحافة الحرة سيفا

إن لم يبتر فهو يجرح ويفضح ويحكم.. البقية فى حياتكم فى الدولة وفى القانون وفى الصحافة..

إلا إذا بادر الرئيس مرسى بإعادة شقة الزقازيق لمالكها دون خلوّ.. ومنع أى أخ أمن من الانتقام منه..

وأصدر قانون تعديل الإيجارات القديمة فورا، لسببين: واحد لأن زمن الاستسلام للظلم ولى

والشعب خلاص تمرد باستمارات.. وعشان ندعى له.