شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: "كلمة واحدة": «تمرد».. ثورة زمنية تكشف عورات السلطة والمعارضة «معاً» الجمعة مايو 31, 2013 2:16 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لجمعة، 31 مايو 2013 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الكاتب الصحفى خالد صلاح نحن نعيش على أرض بلد واحد، نعم، لكننا لا نعيش أبداً فى نفس الزمن، فالجيل الذى أبدع حركة (تمرد)، كما أبدع من قبل فى ثورة يناير، لا يحيا مطلقاً نفس الزمن الذى يعيشه رئيس الجمهورية وحزبه، أو زمن جبهة الإنقاذ وأحزابها الكبيرة.. هذا الجيل الذى لا يعجز عن حيلة، ولا يتجمد عند الأدوات القديمة العفنة للمقاومة السياسية، ليس كهذا الجيل المنتمى للنظام ومعارضته الحالية، لا يعرف هذه الوجوه البائسة فكرياً، ومعدومة الحيلة، وفقيرة الخيال.
فالشباب الذين أطلقوا حركة تمرد بكل هذا الجهد الخلاق فى محافظات مصر، يمثلون نموذجاً نابضاً بالحيوية، والإبداع، والبراعة، والسلمية، والقدرة على الحركة وأدوات التنظيم الجاد، والعمل الميدانى المثمر.. هؤلاء لا يواجهون السلطة فحسب، لكنهم فى الحقيقة يكشفون عورات النظام والمعارضة معاً.. هؤلاء الشباب الملتزمون بالسلمية يقدمون نموذجا للمقاومة، لا ينتمى إلى نفس الزمن الذى تعمل فيه جبهة الإنقاذ، أو أحزاب المعارضة التقليدية، هؤلاء الشباب لم يتربوا على القهر، أو السمع والطاعة، ومن ثم خرجوا من الأزمنة الغابرة التى تحياها السلطة والمعارضة سوياً، وعبروا بمصر إلى رحابة زمن آخر للمقاومة المبدعة، زمن لا يعرف الاجتماعات المغلقة فى الغرف المكيفة، زمن يؤمن بوضوح الرؤية الوطنية، وسطوع الرسالة السياسية، زمن لا يعرف الاختلاف فى التوجهات، والصراع على صدارة المشهد الإعلامى، والتزاحم أمام كاميرات التصوير، زمن لا يعرف الاتصالات السرية فى كواليس الخيانة بين الأحزاب، زمن لا يعرف عن السياسة سوى أنها عمل بين الناس، زمن لا يفهم معنى المقاطعة ، زمن يؤمن بأن المقاومة واجبة مادامت غابت دولة القانون، زمن لا يعرف سوى مصر فقط، ولا يؤمن بقيمة إلا الله والحرية.
النتيجة أن مصر كلها صارت مرتبطة بشباب حركة تمرد، إما برابطة العداء العلنى من جماعة السلطة، أو برابطة الإيمان والمساندة من القطاعات الشعبية، أو برابطة (محاولات القفز السياسى والحزبى) على الحركة. والمبهر هنا أن مؤسسى هذه الحركة، لم يتورطوا فى الأخطاء الكلاسيكية التى يقترفها فى العادة السياسيون من الزمن المظلم المحيط بهم من كل حدب وصوب، فلم يدخلوا معركة التراشق مع رجال النظام، ولم يخوضوا حرب الإقصاء مع أحزاب المعارضة، ولم يغلقوا أبوابهم المفتوحة أصلاً على الجميع.
أنت تقرأ هذه السطور الآن، وربما تنتمى لجماعة السلطة بأحزابها المتعددة، وجماعة المعارضة بأحزابها المشتتة، وربما تتفق أو تختلف مع الحركة بحكم موقعك على هذه الخريطة المنقسمة بعنف، لكننى أرجوك أن تقرأ هذه الحركة من موقعك الإنسانى كمواطن مصرى.. تأمل القدرات الإبداعية لهذا الشباب، وافرح لأنهم مصريون قادرون على المقاومة السياسية، والمعارضة الشجاعة، والالتزام بالسلمية، والعمل الميدانى.
افرح بهم حتى إن اختلفت معهم.. افرح لأنهم يعبّرون عن أفكارهم بحرية، ويجمعون الناس حولهم باطمئنان.. وافرح لأنهم قادرون على التنظيم والعمل المؤسسى.. وافرح لأنهم يبشرون مصر كلها بزمن آخر غير هذا الزمن الذى نحيا فيه تحت رحمة التاريخ الأحمق للسياسة فى مصر.. افرح واعرف أن شبابا من هذا الصنف قادرون على مواجهة مشكلات المجتمع، وقادرون على حل أزمات الحكم، وقادرون على إعادة مصر إلى خريطة الدنيا بكبريائها الذى نريده، وبقوتها التى نحلم بها.
الثورة التى نحتاجها الآن هى ثورة (زمنية)، نتخلص فيها من كل بقايا الأزمنة الغابرة فى السياسة، ونستقبل فيها هذا الزمن الجديد، زمن حركة «تمرد».
| |
|