شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: للنجاح أسس يجب أن يقام عليها، ومن هذه الأسس المعرفة .. السبت يونيو 01, 2013 2:57 pm | |
| للنجاح أسس يجب أن يقام عليها، ومن هذه الأسس المعرفة فمن أراد تغيير حاله إلى الأفضل فقد أراد المعرفة، ويترتب على ذلك البدء فى الخطوة الأولى لطريق المعرفة وهى الإدراك والوعى وفهم الحقائق لواقع حالى، ثم الحلم بالهدف المستقبلى وبعد ذلك تحديد الفجوة بينهما وملئها عن طريق خطة واضحة، وذلك من خلال اكتساب المعلومات وتطوير الذات وتطوير التقنيات للوصول للنجاح المرجو، ويكون اكتساب المعلومات المناسبة لتحقيق الهدف عن طريق وسائل عديدة منها التجربة والتأمل والاطلاع والقراءة والبحث من أجل المعرفة لاتخاذ القرار الصحيح.
فما هى المعرفة؟ هل هى تقتصر على امتلاكنا لبعض الحقائق والبيانات والمعلومات، أم أنها تتسع عن هذا الحيز، فالبيانات هى مجموعة من الحقائق الموضوعية غير المترابطة، يتم إبرازها وتقديمها دون أحكام أولية مسبقة، وتصبح البيانات معلومات عندما يتم تصنيفها، وتنقيحها، وتحليلها ووضعها فى إطار واضح ومفهوم للمتلقى.. فمثلا عندما نرى جدولا من خانتين خانة بها أسماء السلع وخانة بها أرقام بدون تصنيف لا نستطيع أن نفهم مغزى هذا الجدول وكيف نستعمله، ولكن عندما نكتب فوق العمود الأول أسماء السلع والثانى الأسعار حينئذ نستطيع استخدام هذه المعلومات لاتخاذ قرار الشراء من عدمه، فالبيانات فى حد ذاتها ليس لها معنى دون ارتباطها بمجال أو زمان، أى خلوها من السياق.
وبالتالى يصبح مفهوم المعرفة وتكمن أهميته فى ماذا يمكن أن تعمله المعرفة من ناحية العمل والأداء الفعال واتخاذ القرار المفيد وليس تعريف المعرفة ذاتها من حيث اكتشاف الحقيقة، ويعكس لنا هذا المفهوم بأن المعرفة تمثل القوة على اتخاذ الفعل أو العمل، وتعتمد درجة الفهم لمجموعة البيانات بلا شك على العلاقات التى يكون ذلك الفرد قادرًا على تبنيها وتطبيقها، وهذا بدوره يعتمد على جميع العلاقات التى سبق له إدراكها فى الماضى وبالتالى يكون فهم المعلومات على أنها فهم العلاقات بين أجزاء البيانات أو بين أجزاء البيانات ومعلومات أخرى.
فالمعلومات هى بيانات توضع فى إطار ومحتوى واضح ومحدد وذلك لإمكانية استخدامها لاتخاذ قرار.
ولذلك فإن وجود المعرفة أو عدمها يمكن أن يشكل مصيرنا، فالمعرفة قوة فى حد ذاتها فكلما زادت المعرفة زادت القدرة على التطبيق باقتدار وإبداع وذكاء وتزيد مجالات وأفق الإدراك، فبالمعرفة تزيد قوتك فعندئذ تعلم ما يخفى على غيرك وتستطيع ما لا يستطيعه الآخرون ومن هنا تعلوا بالمعرفة.. ويستعين بك الآخرون وتكون الملاذ لمن يحتاج إلى هذه المعرفة ومن هنا تتحول المعرفة إلى قيمة، وسيتوافد إليك الناس لتلقى المعرفة.
لذلك تعتبر المعرفة وتطبيق الخبرات والتقنية والعلاقات بين العملاء والمهارات الفنية جميعها تشكل رأس المال الفكرى للشخص وللمؤسسة فتصبح المعرفة موردًا يمكن الاستفادة منه، فقد احتل العنصر البشرى الدور الحقيقى لهذا العصر، لقد اعتبر الإنسان المورد الأساسى للمعرفة بما يخزن فى عقله وإدراكه من خبرة ومعرفة ومهارة، ويمكن للإنسان أن يصل للمعرفة عن طريق معرفة الشىء نفسه أو عن طريق معرفة مصدر المعلومات عنه، وبسبب عصر التكنولوجيا وثورة الاتصال أصبح الحصول على المعرفة يسير وتعددت السبل والوسائل المتنوعة التى أصبحت فى متناول الجميع ولا تقتصر على فئة محددة سوى من يطلبها، وأصبح السؤال الأهم ماذا نريد أن نعرف كى ننجح ومن أين نحصل على هذه المعرفة وكيف؟
ويمكن تقسيم المعرفة إلى نوعين المعرفة الصريحة الظاهرية وهى التى تتعلق بالمعلومات الصريحة الظاهرة للجميع وتخزن وتنقل عن طريق الكتابة والرسم والتحدث وقد أتاحت التكنولوجيا فرصة تناقلها للجميع، والمعرفة الضمنية وهى المعرفة الموجودة فى عقول وسلوك الإنسان فهى معرفة خفية تعتمد على الخبرة ويمكن أن تكون معرفة فنية أو إدراكية ويصعب تناقلها بالتكنولوجيا لأنها تشير إلى الحدس والبديهة والإحساس الداخلى فلا يمكن تناقلها إلا بالتلقى المباشر والتفاعل الاجتماعى.
المعرفة بجانب البيانات والحقائق تحتاج لقدرة لتحويلها إلى معلومات يمكن استخدامها والاستفادة منها، وقد منح الله بعض الأفراد القدرة على التفكير بطريقة إبداعية والقدرة على تحليل وتفسير المعلومات ومن ثم التصرف بناء على ما يتوفر من معلومات.. إذا لم يتوافر لدى الأفراد القدرات والكفاءات الأساسية للتعامل مع المعلومات فعندئذ نستطيع القول إن أحد المحاور الأساسية للمعرفة مفقودة، فيجب توفير المعلومات المناسبة للشخص المناسب فى الوقت المناسب لأن العنصر البشرى هو الأساس فى عصر إدارة المعرفة، بينما أصبحت التكنولوجيا أداة مساعدة
لأنه لا يمكن أن تخزن المعنى الحسى لأجزاء البيانات المودعة فى عقول الأفراد.. ولذلك يمكن لنفس التجميع من البيانات أن يثير ردودًا مختلفة من أفراد مختلفين.
ولأن المعرفة قيمة فيمكننا زيادة دخلنا بزيادة دائرة معرفتنا ومعلوماتنا وذلك عن طريق قيمة الخدمات التى تتسع لديك وتستطيع أن توفرها من خلال ما تختزن من معرفة، فاحرص باستمرار على رفع مستوى مهاراتك وتعليمك فنحن ننتقل من عصر التكنولوجيا إلى عصر المعرفة والتى أصبحت تقود التكنولوجيا إلى المنفعة إلى غد أفضل.
فى عصرنا الحاضر ازدادت أهمية التكنولوجيا العالية جدًا لتحدث نقلة سريعة نحو عنصر آخر أكثر أهمية، وهو العنصر البشرى ولتصبح معه التكنولوجيا وسيلة تساعد فى إدارة معرفته، فالإنسان هو الذى صنع التكنولوجيا عن طريق معرفته وهو الذى يقودها لمزيد من التطور لخدمة البشرية، ولذلك أصبحت المعرفة المتمثلة فى الخبرة الإنسانية والقيم والمعتقدات والمهارات حاليًّا من أكثر العناصر فاعلية وتأثيرًا فى عصر اكتسب تسميته من سيادتها، وبالفعل تعد المعرفة حاليًّا من أغلى الموارد التى تعتمدها المؤسسات فى الإنتاج أو فى تقديم خدماتها وفى الاتجاه لمزيد من النجاح، فإذا أردت النجاح فأسعى فى طريق المعرفة.
| |
|