شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: شالوا حسنى جابوا مرسى، الدوامة شغّالة، والغالب مستمر، وعلى المتضرر أن يتمرّد الثلاثاء يونيو 11, 2013 3:45 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 11/6/2013 محمود عبد الشكور قالها المخلوع ذات يوم لسائق سيارته التى هوجمت فى أديس أبابا، فأصبحت عبارة «لفّ وارجع تانى» شعارًا لما تبقى من عهد مبارك، عنها وحياتك، ثم أخذنا نلفّ ونرجع ونلف ونرجع فأصابنا الدوار، وحتى بعد ذهاب المخلوع، استمر اللف والرجوع مع مرسى، اللّى نْباتْ فيه نصبح فيه، المشكلات تدور حولنا مثل الدائرين حول الكراسى الموسيقية، إنها لا تفنى، ولا تُستحدث من العدم، ولكنها مثل الشمس، تختفى آخر النهار، لتعود من جديد فى اليوم التالى. هل ذهب مبارك حقًّا أم نبتت له لحية وجماعة؟ زمان كان الكثيرون يقولون لك إنهم ليسوا أعضاء فى الحزب الوطنى بس بيحترموهم، ضع الإخوان مكان «الوطنى» ستجد نفس المعنى الانتهازى، مرسى وجماعته يفتعلون الأزمات ثم يعلنون نهايتها، وفى الأسبوع التالى نلفّ ونرجع تانى للأزمة، وربما بصورة أكبر وأخطر، حدث ذلك فى أزمة قانون السلطة القضائية، وفى مأساة سيناء المختطفة من الإرهابيين، وفى حكاية سد النهضة الإثيوبى، وفى أزمة السولار، وفى سقوط شرعية النظام كاملة بحكم «الدستورية» التاريخى بحل مجلس الشورى والجمعية التأسيسية للدستور. كل الأزمات تتجدد بإصرار غريب، معركة عشوائية مع المثقفين، وتهديدات صريحة من محمد مرسى للإعلام والإعلاميين، وفضائح على الهواء مباشرة (راجع حوار الاتحادية بشأن سدّ النهضة)، فوضى قانونية ودستورية وتشريعية مثل الدائرة المحكمة، النشطاء الذين كانوا ضد نظام مبارك يطاردهم نظام مرسى، ويتهمهم تقريبًا بنفس الاتهامات، لم يعد باقيًا سوى أن يصفهم بالفلول وبقيادات الثورة المضادة، بعد أن كانوا بالأمس القريب يمثلون الثورة المصرية، مشكلة بعض النشطاء أنهم صدّقوا مرسى مع أنه النسخة المتأسلمة من حسنى مبارك.. لفّ يا سيدى وارجع تانى. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هذا أيضًا انطباع الناس العادية، هناك إحساس عام بأن فوضى أيام مبارك تطلّ برأسها مرة أخرى، ماحدش عارف حاجة، فى الصباح تدهشنى طوابير السيارات فى انتظار دورها أمام محطة البنزين ، اختفت الطوابير لمدة 25 يومًا كما حسبها بالورقة والقلم أحد السائقين، ثم عادت كأنها قامت برحلة قصيرة إلى مكان قريب، فى المؤسسة الصحفية الكبيرة، داخل الأسانسير الخشبى الصغير، عامل المصعد يداعب عضو اللجنة النقابية: «فين يا عم معرض الموبايلات اللى قولتو عليه فى الانتخابات، ولّا هيّه وعود وخلاص؟!» العضو يرد: «هيّه يعنى جت علينا؟ مرسى قال ح يعمل نهضة وماشفناش إلا المشاكل.. لما ينفّذ مرسى النهضة، ح نعمل معرض الموبايلات». فى المساء، عشرات المسرحيين يرفعون صور أشهر الممثلين، وأهم الأعمال الفنية القديمة والجديدة أمام الأوبرا، يهتفون بسقوط المرشد، يغنّون ويطبّلون، يحاربون القبح بالفن والجمال، يحتجّون على دعوات إلغاء فن الباليه، نائب سلفى طالب بذلك فى مجلس الشورى الموروث من زمن المخلوع، شاب اسكندرانى جاء من بلده للمشاركة والهتاف، يحكى لى عن فرقة المدينة المستقلة، عروضها المسرحية فى الشوارع، دوراتها التدريبية لهواة الفن، يحكى لى عن موقعة القائد إبراهيم ضد أنصار حازم أبو إسماعيل… الإسكندرية تقاوم الخفافيش. فى الليل، ودون مقدمات، بائع الخضراوات فى السوق الكبير يهتف وهو ينادى على بضاعته: «إحنا بتوع التمرد»، أضحك، فيقول لى بصوت عالٍ ودون سابق معرفة: «والله العظيم مضيت إمبارح استمارة تمرد». فى الليل نفس الدائرة: طابور السولار، على يسار الطريق هذه المرة، تلفّ السيارات وترجع تانى. الناس تستيقظ كل صباح على مصيبة جديدة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أما مصداقية مرسى فهى ماتتخيّرش عن مصداقية مبارك، أذكر أن المخلوع التقطت له صورة فى ألمانيا خلال العلاج، فقال الناس إنها فوتوشوب، مرسى قال إنه لم يفاوض مختطفى الجنود، فضحك المصريون غير مصدقين على «فيسبوك» و«تويتر»، تُرى ماذا يبقى إذا فقد الحاكم ونظامه مصداقيتهما؟ ذهب مبارك الذى تلاعب بالدستور والقانون على نطاق محدود، ليُولَد مبارك آخر يعصف بكل ما فى طريقه، محكمة القضاء الإدارى قالت إنه لم يكن من حق مرسى أن يصدر إعلانات دستورية، ولكنه فعلها متجاوزًا ترزية مبارك، بل إنه وصف إعلانه الباطل بأنه الحق الأبلج، حتى مؤتمرات مبارك التى يحضرها المصفِّقون والهتيفة لفّت ورجعت تانى، ذُهلت وأنا أشاهد ذلك المتحدث العجيب فى مؤتمر الجمعيات الأهلية، الرجل يقول أى كلام، يقرأ موضوعًا ركيكًا من موضوعات التعبير، مرسى يضحك والناس تصفق، ومطلوب من الإعلام أن يشاهد هذه المهازل، ولا ينطق بحرف، من أين يأتى هذا العبث؟ من الجهل واختيار مَن لا يصلحون حتى لإدارة أصغر قرية. التليفزيون الرسمى يهلل ويطبل مثلما كان يفعل فى زمن مبارك، إنجازات وهمية، وشعارات كاذبة، لا ينقصنا إلا أغنية «وعشان كده إحنا اخترناه»، انقطاع المياه والكهرباء متواصل، فاصل ثم نعود. القروض على عينك يا تاجر، والتسديد ديون على أحفاد الأحفاد، الدولة تريد أموالًا، ورجال الأعمال طيبون، ولا ضرر من صعود أسماء جديدة قادمة من عالم البزنس الإسلامى، وطبعا لا بد من المشروعات العملاقة، هذه المرة فى إقليم قناة السويس، انسَ توشكى وركّز معى فى خط القناة، شىء يشغل الناس، ثم يستيقظون على مصيبة جديدة، لأننا نبدأ المشروعات أولًا، وندرسها بعد ذلك. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] شالوا حسنى جابوا مرسى، الدوامة شغّالة، والغالب مستمر، وعلى المتضرر أن يتمرّد، وعلى الموالِس أن يحجز مقعده،إما بأن يعلن صراحة عن إخوانيته النائمة، وإما بأن ينضمّ إلى حزب «أنا مش إخوان بس باحترمهم»... لعنة أديس أبابا تطاردنا مثل اللزقة، هل كُتب علينا أن نلفّ ونرجع تانى بلا توقف مثل سيزيف أم أن هذا الليل له آخر؟ | |
|