يباغتنى صوتها من حيث لا أدرى، فتتعجب ناطقة اسمى !!! وأنتظر أن لا تكون هى ،،،
تسألنى ألا تعرف من أنا ؟؟؟ أعلم جيدًا، لكنى أحاول أن أقنع نفسى أنها ليست هى ،،
أستخدم بعضا من حنكتى وأدعى أنى أعلم، ثم أخبرها بأنى أظنها شخص آخر، فتُعرّف عن نفسها ،،،
ما أستطيع البوح به لها، أنى بخير وأنى فى شوق للاطمئنان عنها ،،،، لكنى أخفى وراء ذلك معانى كثيرة، ،،،
منها أننى أحاول استنطاق الجمادات التى حضرت لقاءنا الأخير وسمعت حديثنا لتذكرنى بما دار بيننا
وتخبرنى بما لحِظَت وما سجلت فى مرافئ الذكريات من عبارات الوداع ،،،،
ومن بينها أنى أحاول فك طلاسم تلك النظرات التى باحت بكلمات تعمد كلانا إخفاءها،
ومن بين المعانى أيضا أنى أحاول أن اترجم كلاما ظل حبيسا رغم مرور السنين ،،،،
أحاول أن اخفى ما أخبرنى به فنجان القهوة الأخير الذى صنعته لى ،،،، قدمته لى ،،،،،
لكنها لم تمهلنى كثيرا من الوقت كى أقرأ ما أرسلته خلاله لى ،،،،
أو أننى تباطأت ؟؟؟ لا أدرى !!!! لكنه حمل كثيرا من المعانى،
وأنا تركت له همسا بالكثير مما عجزت عن البوح به عبر بصمة شفتاى عليه.
ومن بين المعانى أنى عجزت عن اخفاء حديث المقاعد والأريكة
وساعة الحائط التى نبضت كثيرا كى تخبرنا بما لا ندرى ،،،
وكانت تقدم لنا ستين تنبيهًا فى كل دقيقة بأن الوقت يمضى، وأن العمر يمضى،
ونحن عاجزان عن صنع شىء، لاسترجاع ما كان ممكنًا قبل فوات الأوان...
تعجز ذاكرتى المنهكة عن جمع كثيرًا من المعانى ولا تبذل الكثير لاستنطاق ذاتى الحائرة،
فما أخبرتنى به، أكبر كثيرا من قدراتى ومن سعة الذاكرة....
وابقى !!!! ولا استطيع البوح الا بالقليل، وأخفى وراء ذلك معانى كثيرة.
عصام الكحلوت