06.27.2013
ما الذى يمكن أن نتعلمه فى مصر من قرار أمير قطر الشيخ حمد بنقل كامل سلطاته لنجله الشيخ تميم؟
رغم أن قطر دولة خليجية نفطية قليلة العدد من الناحية السكانية فإن هناك عدة دروس
يمكن استخلاصها فى ظروفنا المصرية شديدة الصعوبة والدقة.
يجب أن نفهم أن نقل السلطة تم بشكل طوعى من قبل الأمير إلى نجله ولى العهد.
ويجب أن نفهم أن الأمير الأب الذى تولى السلطة منذ 18 عاماً لديه قصة نجاح غير مسبوقة
فى وضع اسم إمارة مغمورة على خارطة العالم سياسياً واقتصادياً ودعائياً.
ولا يمكن القول إن السبب الرئيسى لنجاح تلك الحالة يرجع إلى كون قطر ثالث أكبر دولة
فى احتياطيات الغاز مما يجعلها لديها مخزون يبلغ 500 تريليون متر مكعب من الغاز
ولديها صندوق سيادى للاستثمار الخارجى يبلغ قرابة الـ200 مليار دولار أمريكى.
ليست الثروة وحدها رغم أهميتها هى سبب نجاح قطر ولكن الذكاء فى اختيار أفضل المستشارين
وبيوت الخبرة فى جميع التخصصات من أجل إنجاح التجربة.
هكذا نجحت فى دورة آسيا الرياضية وفى مؤتمرات المصالحات للبنان ودارفور وفلسطين،
وهكذا نجحت فى جذب أكبر مراكز الاستماع التعليمى فى الغرب إلى الدوحة.
وهكذا أيضاً نجحت قطر فى الحصول على تنظيم كأس العالم لكرة القدم
فى معركة صعبة أدارها ولى العهد حينئذ الشيخ تميم.
إذن، الأمير الأب يسلم السلطة لابنه وهو يمتلك قصة نجاح مذهلة
أثارت أكبر قدر من الجدل حوله وحول بلاده.
الأب يسلم السلطة والأمير يتسلمها، الأب يبلغ من العمر 62 عاماً والابن 31 عاماً،
إذن هذا بمقياس أعمار العالم العربى يعتبر «شاب يسلم السلطة لشاب آخر»!
حتى فى الأنظمة الملكية الوراثية يمكن للإنسان أن تكون السلطة آخر همومه وأبعد ما تكون عن أحلامه.
فى مصر التمسك بالسلطة سلوك فرعونى، ولا يتركها الحاكم إلا بالوفاة أو بالاغتيال أو بالعزل أو الانقلاب.
نحلم فى الحالة المصرية أن يفر الحاكم، أى حاكم، وأن يترك السلطة بمحض إرادته بأسلوب سلمى وعقب قصة نجاح حقيقية.
إن قصة انتقال السلطة فى قطر مؤخراً لديها 4 دروس رئيسية:
1- أنها تمت بشكل طوعى.
2- أنها تمت بشكل سلمى.
3- أنها قوبلت بمباركة شعبية.
4- أنها جاءت من حاكم ناجح فى سن معقولة بالمقاييس العربية -
سلم السلطة لشاب يكاد يكون أصغر الحكام العرب سناً.
نحن بحاجة إلى دماء جديدة فى عالمنا العربى فى زمن شاخت فيه الأفكار وعجزت عن تقديم أى جديد.
ما حدث فى قطر فيه إحراج كبير لأنظمة قديمة محافظة وأنظمة ثورية ضلت الطريق.