07.21.2013
أسوأ ما يمكن أن يحدث لأمة موحدة، هو حدوث انقسام رأسى وأفقى لمواطنيها،
وتخندق كل طرف ضد الآخر وظهور حالة «الشقيق العدو».
ظاهرة الشقيق العدو ظهرت فى اليمن بين أهل الشمال والجنوب
وظهرت فى السودان بين الشمال المسلم العربى والجنوب المسيحى والوثنى،
وظهرت بين المشروع المدنى فى تونس والتيار السلفى المتشدد،
وظهرت فى سوريا بين نظام الأسد وجبهة النصرة،
وظهرت فى لبنان بين 8 آذار و14 آذار.
وفى كل الحالات، لم يؤد هذا الانقسام لأى شكل من أشكال التقدم أو الخير،
بل كان مقدمة لتفكك هيكل الدولة وتمزق نسيج المجتمع ووصول حالة الاستقطاب السياسى
إلى درجة معطلة تماماً لأى نوع من أنواع التطور.
إن ظاهرة الشقيق العدو، هى ظاهرة شديدة الخطورة
لأنها تخلق نوعاً من التخندق والتمترس الداخلى بين أبناء الشعب الواحد.
ظاهرة الشقيق العدو تخلق حالة مخيفة وهى حالة توجيه فوهات البنادق
إلى الداخل بدلاً من توجيهها إلى العدو الخارجى.
لم ينجح أى مجتمع فى التاريخ المعاصر عاش بمنطق أن العدو فى الداخل،
وأن الخلاص يعنى التخلص من قطاع كامل من المجتمع
بدلاً من البحث عن مشتركات إيجابية يمكن التعاون من خلالها.
إن منطق: «قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار»، الذى قيل على منصة رابعة العدوية
هو منطق مخيف ومدمر وفيه فتوى من غير مصدر موثوق به
أو يعتد بكلامه يوزع الجنة والنار على كيفه!
إن مصر الآن بحاجة إلى معارضات سياسية جادة من ممثلى الأزمة السياسية فى غرف مغلقة
وليس صراع شوارع وميادين مدججاً بالمولوتوف والخرطوش والسلاح الأبيض.
إن محاولة إثارة الأزمات والتوترات واستخدام العنف بهدف تحسين شروط التفاوض السياسى
لن تأتى سوى بمزيد من الدماء والضحايا والخسائر.