07.22.2013
دائماً هناك وجهتا نظر..
ودائماً -فى الحالة المصرية- كل صاحب وجهة نظر يتعامل على أنها الحقيقة المطلقة،
ولا يريد أن يفكر ولو للحظة فى وجهة النظر الأخرى (بضم الهمزة).
ويؤسفنى أن أقول إن هناك وجهات نظر أصبحت تقال فيما يخص الدماء المراقة فى مصر..
يؤسفنى لأن كل وجهة نظر بعيدة عن الحق، والحق فقط، هى تدليس، نفقد معه الكثير من إنسانيتنا
التى دخلت إلى غرفة الإنعاش ولا يستطيع أحد أن يسعفها تحت أى ظرف.
الكل مجروح، والكل «على آخره»، والكل يرى المشهد بعيونه ويقرأه كما يريد، وليس كما هو مكتوب.
وكثيرون يفقدون جزءاً جديداً من إنسانيتهم، فى محاولة لتبرير إراقة الدماء.
أمس الأول حدثت اشتباكات فى المنصورة بين مؤيدى المعزول وبلطجية ضربوا النساء وقتلوهم،
والغريب أن القتلى -فقط- كانوا من النساء.
وللأسف خرج الجميع تقريباً بـ«وجهات نظر» فيما حدث.
ووفق الشهادات الموثقة فإن الأمر -دون وجهات نظر- كان كالتالى:
- قرار من قيادات جماعة الإخوان المسلمين بمسيرة مؤيدة للمعزول فى المنصورة تمر من شارع معروف
بوجود بلطجية وأنصار لبلطجى شهير سبق أن ذكر مرسى اسمه فى خطابه.
- حاول شباب من الإخوان أن يطلبوا من القيادات أن يغيروا طريق المسيرة بحيث لا يمرون من هذا الشارع،
فرفضت القيادات، وطلب بعض الشباب تأمين المسيرة، فأكدت القيادات أنها مؤمنة!!
- كانت المسيرة، على عكس مسيرات سابقة، مليئة بالنساء والأطفال.
- لم يكن هناك أى وجود أمنى من أى نوع سواء من قوات الشرطة أو الجيش
فى مكان الاشتباكات ليتدخل أحد منهم لمنع حدوث أى اشتباكات.
- حدثت اشتباكات أسفرت عن قتلى.. هناك قتلى من النساء ومصابون ودماء أريقت،
ولم يحاول أحد منعها بل تركوها حتى انتهت.
هذه هى الوقائع، لكن من قال إن أصحاب (وجهات النظر) سيصمتون؟!!
هذه هى وجهات النظر المطروحة:
- لماذا الإصرار على المرور من شارع البلطجية، ولماذا الخروج بصحبة نساء وأطفال
وأنت تعرف أن ضرباً سيحدث وربما يحدث لهم مكروه وهو ما حصل فعلاً.. هل هذه رجولة؟
- هذه حلقة جديدة من مسلسل تصفية الإخوان الذين هم أصحاب حق.. ووالله لن نصمت.
- هؤلاء هم نفس (المواطنون الشرفاء) الذين خرجوا من قبل وضربوا وقتلوا الثوار، حين صمت الإخوان.
- الإخوان كانوا سلميين والكل الآن ضدهم و(هيشيّلوهم) ليلة أى حاجة، ودمهم سيصبح (رخيصاً).
- أحسن.. يستاهلوا.. ما هم عاوزين يقتلونا.. ألا ترى ما يحدث فى منصة رابعة.. نسيتم ما قالوه أيام الاتحادية؟
- قتلتمونا ونحن ساجدون فليس غريباً أن تقتلوا نساءنا!!
- «هما إيه اللى وداهم هناك؟» مش هما كانوا بيقولوا كده أيام ست البنات؟!!
- نحن أصحاب الحق أيها الانقلابيون، والقتلى من عندنا فقط، ودماؤنا لعنة عليكم ليوم الدين.
- حين تعود حقوق شهدائنا من أيام 25 يناير وحتى الآن، سنقاتل لأجل حقوق شهدائكم!!
هذا هو تقريباً ملخص وجهات النظر حول ما حدث وما يحدث، وما سيحدث..
هناك (ألم) يعتصر الجميع، وهناك (إصرار) على كون (الآخر) أياً كان هو المخطئ والقاتل.
وهناك (رغبة) أكيدة فى احتكار الحقيقة، وتصفية الحسابات بناء على ميراث مؤلم
ورثناه فقط فى العامين الأخيرين، وسيعانى منه الجميع بمن فيهم أبناؤنا.
ووسط كل هذا نحن نفقد إنسانيتنا مع مرور الوقت، ونمارس دورنا فى مسرحية كبيرة
يظن كثيرون أننا شاركنا فى كتابتها، بينما الحقيقة أننا كومبارس فيها، وختاماً:
- عزيزى الـ(أى حد): الدم المصرى كله حرام. فلا تبرره لكى لا تجد من يبرر قتلك يوماً ما.
- عزيزى رئيس الجمهورية المؤقت: أنت مسئول سياسياً عن هذه الدماء،
وهذه فرصة لكى تثبت أنك رئيس لكل المصريين ولتقبض على جميع القتلة من كل معسكر.
- عزيزى المواطن المصرى (الجدع) صاحب (النخوة): أنت فين.. وحشتنى.. ارجع بقى!!