07.29.2013
لم يتخيل الأمير "عمر أغا" حين بنى سبيله الكائن بشارع "باب الوزير" قبل ما يزيد عن 400 عام،
أن السبيل الذى أنشأه طالباً الثواب من الوالى العثمانى، ودفن فيه بعد ذلك سيتحول إلى
بيت الست "أم سيد" وأن أخاها سيحول ساحته الأثرية إلى "سنتر تعليمى"
لعمل فصول تقوية لأبناء المنطقة.
مدفن وسبيل "عمر أغا" الذى يعود تاريخ إنشائه إلى العام 1652م، ليس الأثر الوحيد
فى منطقة الدرب الأحمر الذى لم يبق على حاله، فبطول شارع "باب الوزير" العديد من الأسبلة
والمدافن التى تحولت عن الغرض المخصص لها إلى بيوت بعضها "إيجار"
وبعضها "تمليك"، وورش وفصول تقوية وساحات يلعب فيها الأطفال.
تعود الست "أمينة محمد محجوب" بالزمن قبل 50 عاما حين أجرت عائلتها
أوضة فى السبيل " بـ 120 قرشا فى الشهر" كنت طفلة لما انتقلنا هنا وكان المدفن فيه
دواليب خشب جوه الحيطة، وإحنا بننكش لقينا ورق محشور فيها، وبغشومية كنا بنلعب بيه"
تقولها بأسف وهى تبرر "كنا أطفال ومنفهمش إنها آثار وليها قيمة".
الست "أمينة" تؤكد أن السبيل الأثرى-
الذى يفترض به أن يقع تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار
كما تقول اللافتة المعلقة عليه- كان ملكاً لأحد تجار الغورية شهرته"الدالى"
حين سكنت فيه والدتها قبل 50 عاما، وباعه منذ عدة سنوات لرجل آخر يدعى"صالح"
واشترت منه حينها حجرة فى السبيل بخمسة آلاف جنية، وتبسط كفيها،
علامة الحيرة وهى تتسائل "مش عارفين اشتراه من الآثار ولا من مين".
على بعد خطوات من منزل "الست أم السيد" حالياً وسبيل الأمير أغا سابقا ً
يوجد بقايا سبيل "إبراهيم أغا مستحفظان" الذى بناه بجوار مسجده الذى يطلق عليه
"المسجد الأزرق" لاحتوائه على مجموعة كبيرة من القيشانى الأزرق تغطى جدارانه،
وتعيش فى المدفن والسبيل الآن عائلة الأسطى "إبراهيم رأفت" منذ 57 عاماً،
ومن قبله عاش فى السبيل أبوه وجده "مأجرين البيت من الأوقاف".