07.30.2013
حين نجا حسنى مبارك من محاولة اغتيال فى أديس أبابا فى منتصف التسعينات،
نشرت الصحف فى الأيام التالية خبراً عن سيدة مصرية وضعت أربعة توائم، وتحديداً بنت وثلاثة أولاد،
فما كان منها إلا أن سمتهم (نجاة) - (محمد) - (حسنى) - (مبارك)!!!
قبل عدة أيام، تكرر الموضوع بشكل آخر فى السويس، حيث وضعت سيدة مصرية
طفلاً فى مليونية التفويض، لكنها من بين كل الأسماء، قامت والدته بتسميته (السيسى)!!!،
ولابد أن هذه العائلة عائلة مصرية أصيلة تحب الفريق أول عبدالفتاح السيسى، نائب رئيس الوزراء،
القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع لدرجة يصعب لأمثالى من متوسطى الفهم استيعابها ل
تسمى ابنها الوليد - فى تضحية نادرة سيدفع الابن غالباً ثمنها- السيسى،
وكان من المنطقى مثلاً أن يسموا الولد عبدالفتاح، على أساس أن السيسى فى النهاية يظل لقب الرجل،
بينما اسمه هو عبدالفتاح، وخير الأسماء ما حُمد وعُبد، والمصريون عاطفيون بطبعهم حين
أحبوا جمال عبدالناصر، سموا أولادهم (جمال)، لكن هذه العائلة البسيطة والأصيلة اختارت
أن تعبر عن محبتها بإطلاق اسم (السيسى) على ابنهم الوليد.
حسناً.. فى الحقيقة ليس هذا هو الخبر الذى لفت نظرى، فبعض المصريين الذين سافروا للعراق
فى فترة من الفترات سموا أبناءهم (صدام) على اسم صدام حسين الذى يروى عنه أنه كان يجزل العطاء
لمن يسمون أبناءهم باسمه، ولربما كان ذلك نوعاً من الإعجاب الشديد من هؤلاء المصريين
بشخصية صدام حسين، ولن نفتش فى النوايا، لكن ما لفت نظرى فى موضوع (بيبى سيسى)
أو السيسى الصغير small Sisi هو أن هذه الأسرة المخلصة تلقت زيارة من اللواء أسامة عسكر،
قائد الجيش الثالث الميدانى شخصياً ليقدم لهم التهنئة مصحوبة ببعض الهدايا التذكارية!!!!
بصراحة، لا أعتقد أن هذا هو دور قائد عسكرى، ولا حتى مطلوب من الجيش أن يفعل ذلك،
ويكفى ما يقدمه للمدنيين من خدمات على سبيل قيامه بواجبه، لكن هذا المشهد من المشاهد (المؤذية)
التى تعيد لأذهاننا حقبة سيئة، وذكريات أسوأ لهؤلاء الذين كانوا يكتبون عرائض التأييد بالدم.
عموماً يحدث ذلك بعد عدة أيام من عروض جوية لطائرات حربية ومروحيات فوق ميدان التحرير
وعدد من المدن المصرية، ويمكنك أن تبحث على اليوتيوب لتجد فيديو
لـ(هليكوبتر بتهزر مع المصيفين فى إسكندرية)، أو تراجع أحداً ممن نزلوا التحرير وأقسموا
إن الطائرات كانت ترسم لهم قلوباً فى السماء، وطائرات أخرى تلقى بالأعلام، وطائرات أخرى
كانت تلقى بكوبونات يمكن لمن يحصل عليها أن يحصل على هدايا من ضمنها (لحاف فايبر).
لا أريد أن أفصل كل هذه التصرفات (الكيوت) والتى تعمل عليها (إدارة الشئون المعنوية)
بنفس الأسلوب القديم للأسف، عن جهد محترم ومشكور لعلاج المصابين، فاللواء «عسكر»
نفسه عالج أحد مصابى السويس، وأرسل عدة قوافل طبية إلى قرى القطاع الريفى وحى الجناين بالسويس،
لعلاج المواطنين وصرف الأدوية بالمجان، فضلاً عن بدء تعمير وإصلاح عدة طرق بالقطاع الريفى،
كما أن مستشفيات القوات المسلحة مفتوحة للمدنيين، وهذا هو الدور الذى نريده لها
فى هذه المرحلة من التعامل مع المدنيين، بعيداً عن (النقوط) كمكافأة لمن سمى ابنه السيسى،
والتصرفات (الكيوت) لطائرات الهليكوبتر التى (تهزر) مع المصطافين، والمتظاهرين.