08.07.2013
ما تعريف دور الوسيط فى الأزمات السياسية؟
تعريف كلمة وسيط، يأتى من كلمة وسط أو توسط الشىء، أى ذلك الذى لا يقف عند أى من طرفى المسألة.
ولنجاح أى وسيط، لا بد أن تتوفر 4 شروط رئيسية:
1- الرغبة فى فض الأزمة بشكل يمنع تفجرها.
2- المعرفة الدقيقة بطبيعة الأزمة.
3- القبول من أطراف الأزمة كى يقوم بدوره.
4- القدرة على ضمان وحماية ما ينجم عن الاتفاق بين الطرفين.
لذلك إذا طبقنا هذه المواصفات على الأطراف التى ظهرت على ساحة الأزمة مؤخراً،
فإن الأحكام على طبيعة وقدرات ورغبات كل طرف سوف تختلف.
الطرف الأوروبى تدخل، لأن تدهور الأوضاع فى مصر، قد يؤدى إلى مواقف دولية
لا تستطيع أوروبا المريضة اقتصادياً الآن دفع فاتورتها.
أما الطرف الأفريقى، فإنه جاء بلجنة حكماء من أجل تقديم تقرير سوف تتم محاولة تسويقه دولياً
قبل إقراره وسوف يسعى كل طرف أفريقى للحصول على الثمن المناسب من واشنطن
ودول الاتحاد الأوروبى أو دول الخليج من أجل تحويل مسار التقرير نحوه!
أما الدور الإماراتى، فإنه منذ اللحظة الأولى يرى أن حكم الإخوان لمصر هو تهديد لأمن المنطقة
وأن رحيلهم هو انتصار للشعب المصرى وهم على استعداد للوقوف خلف النظام الجديد
إلى آخر مدى، ومهما كانت فاتورة التكاليف.
ونأتى للدور القطرى الذى فرضت عليه الأحداث أن يتحرك فى وقت تم فيه الانتقال من إدارة
الأمير الوالد إلى الأمير تميم ويتم فيه مراجعة شاملة لسياسة قطر الإقليمية
فى ظل أمير جديد وحكومة جديدة ووزير خارجية جديد.
لذلك ركز وزير الخارجية القطرى على التأكيد أن رحلته كانت استطلاعية،
وركز وأكد أن المساعدات القطرية مستمرة، لأنها للشعب المصرى وليست لنظام بعينه.
أسوأ وأعقد المواقف هو موقف الإدارة الأمريكية ذو الوجهين.
الوجه الأول رآه جون كيرى الذى نفى عما حدث أنه انقلاب عسكرى،
بل حركة لاستعادة الشعب المصرى للديمقراطية، على حد وصفه.
الوجه الثانى: ما أعلنه السيناتور الجمهورى جون ماكين عن وصف ما يحدث فى مصر أنه انقلاب
وطالب بضرورة الإفراج عن معتقلى الإخوان من أجل التفاوض معهم.
ولا بد من التأكيد أن غضب ماكين مما حدث فى مصر له أبعاد شخصية، فالرجل هو عراب إدخال جماعة الإخوان
فى اللعبة السياسية مع الولايات المتحدة ويعتبر لقاء جون ماكين وخيرت الشاطر فى القاهرة
قبيل الانتخابات الرئاسية بخمسة أشهر وبحضور السفيرة باترسون هو اللقاء الجوهرى
الذى على أساسه تم التوصية بأن الإخوان هم أفضل من يحكم مصر فى الآونة المقبلة
بناء على التعهدات القوية التى قدمها المهندس الشاطر لماكين.
إذن، ليس الوسطاء وسطاء بالمعنى الحرفى.
والأمر المؤكد أن كل ما تم من حركة على مسرح الأحداث فى الآونة الأخيرة
لن يؤدى إلا لصب المزيد من الزيت على النار.
مرة أخرى سنعود إلى المربع صفر وهو مربع احتمالات المواجهة والتصعيد.