- المذكور حصل عام 1983 على ماجستير فى الآداب من جامعة هوبكنز،
وهى من أهم الجامعات الناشطة فى الدراسات العربية والإسلامية والشرق أوسطية،
وهى تخضع فى هذا المجال تماماً لسيطرة اللوبى الصهيونى.
- عمل ضابطاً فى وكالة الاستخبارات المركزية لمدة عامين قضاهما متطوعاً فى «فرق السلام Peace Corps»،
وهى منظمة حكومية أمريكية مركزها المغرب.
- انتُدب إلى وزارة الخارجية عام 1985 ليعمل فى السلك الدبلوماسى الخارجى.
- عمل قنصلاً فى مدينة أزمير التركية، ثم ملحقاً إعلامياً بالقاهرة ما بين عامى 1988 و1992،
حيث انصب جهده على استقطاب الصحفيين المصريين للكتابة لصالح الولايات المتحدة
وإبراز مآثرها على مصر، كما أبدى عناية خاصة بنشاط التنظيمات والجماعات الإسلامية فى مصر،
خصوصاً تلك التى لديها استعداد لممارسة العنف.
- فى عام 1996 عُيّن فى السفارة الأمريكية بالجزائر مسئولاً عن الشئون الثقافية،
ونُقل عن «مارتين أنديك» مستشار الأمن القومى ومساعد وزير الخارجية الأمريكى الأسبق،
قوله: «كان يتعين وجود عين ثاقبة النظرة وحادة البصر والبصيرة فى الجزائر التى تفشّى فيها وباء الإرهاب»،
و«روبرت فورد» أحسن من يتعامل مع هذا الوباء ويقرر مدى خطورته، سواء داخل الجزائر أو خارجها.
- أما فى ياوندى (الكاميرون)، فقد شارك فى إدارة الصراع فى إقليم دارفور السودانى.
- كان قائماً بأعمال البعثة الدبلوماسية فى البحرين 2001 - 2004.
* التجربة العراقية و«الخيار السلفادورى»
- بعد احتلال العراق وافتتاح سفارة أمريكية فى بغداد تم نقله فى بداية عام 2004 إلى هناك
لتولى منصب سكرتير أول السفارة «نائب السفير»، وقبل سفره استقبله
وزير الخارجية الأمريكى الأسبق «كولن باول» بحضور مستشارة الأمن القومى آنذاك
«كونداليزا رايس»، وقال له: «نحن نلقى على عاتقك مهمة استراتيجية جسيمة فى العراق،
وندرك سلفاً أنك أهل لها.. لقد اخترنا الرجل المناسب فى المكان المناسب»، وفى نفس الوقت
فإن جون نيجروبونتى صاحب تجربة إسقاط الساندينست فى جواتيمالا والقضاء على المد اليسارى
فى أمريكا الوسطى، أعيد إلحاقه بالخارجية، وعُيّن سفيراً للولايات المتحدة بالعراق ضمن مهمة وولاية
محدّدة جداً هى تنفيذ «الخيار السلفادورى» بالتعاون مع نائبه روبرت فورد.
- وقد بدأ «فورد» نشاطه فى النجف الأشرف -معقل جيش المهدى الشيعى- وكانت مهمته
إثارة العنف الطائفى بين السنة والشيعة والأكراد والمسيحيين، وإضعاف حركة المقاومة هناك،
وذلك من خلال تدريب المقاتلين الأكراد «البشمرجة» والميليشيات الشيعية لاستهداف قادة المقاومة
السنية بالأساس، إضافة إلى العلماء وأساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين.. هى إذن عملية تجريف للدولة
من ثروتها البشرية، إضافة إلى شيطنة المعارضة، وترويع المدنيين الآمنين، ونشير إلى أن أول عمليات
«فرق الموت» التابعة لـ«فورد» بالعراق قد وقعت خلال شهر مايو 2005، حيث بدأت بأعداد محدودة
من الضحايا، ولكنها تزايدت بشكل مستمر إلى أن بلغت 800 حالة شهرياً.
- ويتحمّل «فورد» مسئولية كبيرة فى الأحداث الطائفية فى العراق، خصوصاً بين السنة والشيعة،
حيث دأب على تحريض القيادات الشيعية على السنة وتحميلهم مسئولية التفجيرات التى تستهدف
القوات الأمريكية والشيعة على حد سواء، كما كان يلتقى أيضاً بقيادات سنية ليؤلبها ضد الشيعة،
ملفقاً الروايات عن اعتزامهم اقتراف مذابح جماعية ضدهم، فضلاً عن أنه شارك فى انتشار أنشطة الشركات
الأمنية الأمريكية وتعزيز دورها لخدمة أهداف المخابرات الأمريكية.
- وقد عاد إلى الولايات المتحدة عام 2006، حيث حصل على عدة أوسمة وشهادات تقدير من وزيرة الخارجية،
ومن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية لدوره فى العراق.
- اتجه «فورد» مرة أخرى إلى الجزائر، ولكن كسفير للولايات المتحدة الأمريكية من 2006 إلى 2008،
وهى الفترة التى شهدت نشاطاً متزايداً من قِبل الجماعات الإسلامية المتطرفة.
- نظراً لخبرته السياسية بالعراق عاد مرة أخرى إليها مجدداً فى منصب المستشار السياسى للسفارة من 2008،
حيث شارك فى صياغة قانون الانتخابات المحلية العراقية، وفى بداية 2009
تولى منصب القائم بأعمال السفارة لعدة أشهر.
* التجربة السورية والخروج عن العُرف الدبلوماسى
- عُين سفيراً لدى سوريا، حيث وصل إلى دمشق نهاية يناير 2011 بعد ثورة الربيع العربى فى تونس ثم مصر،
تحدّى السلطات السورية، وخرج عن كل الأعراف الدبلوماسية فى يوليو 2011 بزيارته لمدينة «حماة»
والتقائه مع قادة الميليشيات الإسلامية هناك.
- وتطلب المشروع برنامجاً أولياً لتجنيد وتدريب المرتزقة، وقد أدخلت «فرق موت» تضم وحدات
من السلفيين اللبنانيين والأردنيين عبر الحدود الجنوبية مع الأردن أواسط شهر مارس 2011.
كما كان الكثير من العمل التأسيسى قد أُنجز قبل وصول «فورد» إلى دمشق، مما تمخّض عن
ظهور الجيش السورى الحر وفصائله الإرهابية الأخرى، بما فى ذلك جبهة النصرة التابعة لـ«القاعدة».
- غادر دمشق فى أكتوبر 2011 بعد أن نجح فى تحويل الأزمة السورية إلى حالة تمرد وطنى شامل
برز فيه دور «فرق الموت» التى تعتمد على ميليشيات مسلحة محلية وأجنبية، ومنذ مغادرته سوريا
ظل مسئولاً عن متابعة تنفيذ الأجندة الأمريكية هناك من خلال عمله فى المخابرات الأمريكية حتى الآن.
***
إن خبرة «فورد» فى التعامل مع الإسلام السياسى فى الجزائر والعراق وسوريا، كانت العامل الأول
وراء ترشيحه للعمل فى مصر، على ضوء فشل السفيرة الأمريكية الحالية آن باترسون،
فى توقّع ثورة الشعب فى 30 يونيو، وكذا رد فعل القوات المسلحة المصرية حيال التظاهرات الشعبية،
كما أن خبرته فى تنظيم وتفعيل دور «فرق الموت» قد يساعد على تحقيق أهداف
الولايات المتحدة الأمريكية فى مصر، خصوصاً وقد أصبح المناخ العام والمزاج الشعبى وحالة الاستقطاب
مهيأة تماماً للتجاوب مع أى تحريض منظّم على العنف.
***
وفى تقديرى أن الولايات المتحدة إذا ما أقدمت رسمياً على ترشيح «فورد» سفيراً لها فى القاهرة،
فسوف تكون تلك إشارة صريحة على أنها بدأت مرحلة اللعب على المكشوف فى الساحة المصرية،
فتاريخ الرجل حافل، لا يصلح معه إنكار، حتى إنه يعترف على صفحته الشخصية على الفيس بوك
بأنه رغم مغادرته سوريا فى أكتوبر 2011، إلا أنه ما زال حتى الآن مسئولاً
عن متابعة المصالح والتحرّكات الأمريكية هناك!!
لعل الولايات المتحدة تقدّر -وربما كانت محقة فى ذلك- أن الطبيعة الرخوة التى يتصف بها أسلوب تعامل
المسئولين فى الدولة مع معظم الأزمات التى تواجهنا، ربما تعطى فرصة لإنجاز الخطوات الأخيرة
فى المخطط الأمريكى الخاص بتفتيت مصر فى إطار المنطقة ككل، وإثارة الصراعات الطائفية فيها..
إن ما يحدث فى الصعيد، خصوصاً المنيا وسوهاج، يعبر عن ذلك بكل الوضوح، الأمر الذى يستلزم
موقفاً شعبياً حاسماً لا يتوقف عند حد إرسال رسائل رفض ترشيح ذلك السفير إلى البيت الأبيض
والخارجية الأمريكية والكونجرس، وإنما نتجاوز ذلك إلى شنّ حملة إعلامية واسعة لكشف ذلك الدور المشين
الذى قام به خلال تاريخ خدمته الطويل بالمنطقة، دون أن نغفل مختلف مظاهر الاحتجاج،
بالتظاهر والاعتصام أمام وزارة الخارجية المصرية ورئاسة الجمهورية
وغيرها حتى يتم رفض التصديق على ترشيحه.. ومهما كان الثمن.