08.09.2013
نحن لا نعيش وحدنا فى هذا العالم ويتعين علينا أن نفهم، ونتابع،
ونتعلم مما يحدث حولنا فى المنطقة القريبة والملاصقة لحدودنا.
ليس صدفة، أن جيوش أهم ثلاث دول مركزية فى العالم العربى «العراق ثم سوريا وأخيراً مصر»
يتم استدراجها إلى أدوار استنزاف داخل حدودها محلياً بهدف إبعادها عن دورها فى لعب دور استراتيجى قوى.
وليس صدفة أن واشنطن غير سعيدة، ولأسباب مختلفة ومتضاربة،
بأدوار المؤسسة العسكرية فى القاهرة وبغداد ودمشق.
وليس صدفة أن الولايات المتحدة الأمريكية أجرت تحولاً استراتيجياً فى رهانها التاريخى منذ أكثر من نصف قرن
على التعامل مع المؤسسة العسكرية فى دول العالم الثالث كحليف أساسى
إلى التعامل مع أحزاب الإسلام السياسى كقوة حليفة جديدة يمكن الرهان عليها.
لذلك كله جاء ما حدث فى 30 يونيو ثم 26 يوليو الحالى ليُحدث خللاً هائلاً
فى عمل التركيبة الأمريكية وفى توازنات معادلة واشنطن الجديدة.
والصراع الأمريكى الداخلى فى أسلوب التعامل مع دول الربيع العربى هو:
هل يتم التعامل مع الموقف على أساس أى الاحتمالات الآتية:
1 - الضغط لإنجاح الرهان على قوى الإسلام السياسى فى مواجهة تحالف الرأى العام مع الجيش.
2 - التخلى عن مبدأ الرهان على قوى الإسلام السياسى والعودة إلى أحضان الصديق التاريخى لواشنطن،
وهو المؤسسة العسكرية.
3 - البحث عن بديل ثالث جديد تماماً يضمن حالة من التوافق
وفك الصراع بين الجيش والإسلام السياسى.
حتى الآن واشنطن فى حالة ارتباك وتضارب فى الإدارات ما بين إدارة ديمقراطية فوجئت بالحدث،
وإدارة جمهورية سابقة تشعر بالالتزام السياسى تجاه قوى الإسلام السياسى التى تعاونت معها
فى سياسة «الاحتواء بعد الضرب» عقب أحداث 11 سبتمبر.
الصورة ليست سهلة أو بسيطة، إنها شديدة التعقيد والتشابك، ولكن الشىء الوحيد المؤكد
هو أن إرادة الشارع فى أى بلد عربى هى العنصر الحاسم أكثر من أى طرف آخر.