08.09.2013
ما أشبه الليلة بالبارحة!!، عبارة رددتها وأنا أطالع كتاباً اصفرت أوراقه وذبلت
ولكن أفكاره ما زالت تعيش خضراء حية حتى الآن، الكتاب بعنوان «هؤلاء هم الإخوان»
ولمن يريد تحميله هذا هو الرابط
http://www.4shared.com/office/bystwRF0/___-___.html
الكتاب فى غاية الأهمية وأتمنى من دور النشر أن تنتبه له وتعيد طباعته، فأهميته نابعة من عدة أسباب،
الأول توقيته؛ فقد كتب فى ظل انقلاب الإخوان على ثورة 52 بعد أن دللتهم الثورة ودلعتهم وقربتهم
من تنظيم ضباطها وحلت أحزاب مصر جميعاً إلا جماعتهم بل اختارت منهم وزيرين..
كل هذه التنازلات والمصالحات والتطمينات الشبيهة بما فعله مجلسنا العسكرى الموقر بعد 25 يناير معهم،
وبالرغم من ذلك لم يعجبهم ولم يرضهم بل انقلبوا وحوشاً كاسرة وحاولوا اغتيال عبدالناصر،
السبب الثانى لأهمية الكتاب هو من كتبه، أسماء كبيرة وقامات عملاقة على رأسها طه حسين
ومحمد التابعى وعلى أمين وجلال الحمامصى وكامل الشناوى.. إلخ، الكتاب لا بد أن يقرأ كاملاً،
ولكنى سأقتبس من مقال لورد الصحافة المصرية محمد التابعى بعض العبارات التى أرد بها على
دعاة المصالحة الوهمية مع الفصيل الوطنى جداً المسمى «الإخوان»،
يقول التابعى معاتباً من صالحوهم ودلعوهم من رجال الثورة:
■ لولا المقام جد لاخترت عنوناً لهذا المقال الأغنية المشهورة «صحيح خصامك ولا هزار؟»
والسؤال موجه إلى رجال الثورة، صحيح خصامكم مع جماعة الإخوان المسلمين؟،
أم أنه مثل كل مرة سابقة، خصام أحباب، سوف يعقبه عتاب، ثم تبادل الأحضان والقبلات؟،
ولكن المقام جد، والجد حديث صريح، ومن هنا أقول إنه ما كان ينبغى أن يكون فى موازين الثورة ميزان للخيار!
وميزان للفقوس!.. مجاملةٌ ومودةٌ للخيار! وحزمٌ وشدةٌ مع الفقوس!
والخيار جماعة الإخوان المسلمين والفقوس بقية الأحزاب والهيئات الأخرى،
التى جعلت من السياسة عبثاً ولعباً وتجارة وشطارة!، ما كان ينبغى أن تختلف الموازين،
ولكن هذا ما حدث، فمنذ قامت الثورة فى يوم الأربعاء 23 يوليو 1952 وجماعة الإخوان وحدهم
دون سائر الهيئات والأحزاب هم الأفضلون المدللون الأعزة الأحباب الذين ترجى مودتهم ويطلب ودهم
ويحرص على رضاهم، ويكتفى منهم بالخطوة الواحدة، لا يخطونها إلا بعد أن يخطو إليهم رجال الثورة خطوات!،
دلال منهم من بعد دلال.. يقابله حرص ومجاملة من رجال الثورة ما بعدهما حرص ولا مجاملة!،
والذين يتتبعون سير الحوادث ينظرون ويقارنون ويعجبون، أما سواد الشعب فقد ثبت فى خاطره،
ومنذ اليوم الأول وظواهر الحال وسير الأمور تؤيده فيما ذهب إليه، ثبت فى خاطره
أن هذه الثورة هى من صنع جماعة الإخوان المسلمين!، أو هى على الأقل لم تقم إلا بتأييدهم..
وأنهم فيها أصحاب الفضل الأكبر، وأنها أولاً وأخيراً منهم ولهم.. من حسابهم ولحسابهم!!
وإلا ففيم هذا الإعراض والدلال من جماعة الإخوان ومرشدهم أو مفسدهم العام؟..
وفيم كل هذا الصبر وكل هذا الحرص على الود والمجاملة من جانب الثورة ومجلس قيادة الثورة؟.
■ لقد جزع حسن الهضيبى لقيام الثورة لأنها قلبت حسابه رأساً على عقب وأفسدت عليه خططه وسياسته..
وكان حسابه وكانت سياسته منذ تولى أمر جماعة الإخوان أن يحالف فاروق وأن يصل إلى حكم مصر
عن طريق «ولى أمره ونعمته» فاروق.. ومن هنا كانت مقابلته الكريمة للملك الكريم..
وكانت زيارته المتكررة للقصر الملكى وتسجيل اسمه فى دفتر التشريفات فى كل مناسبة..
وإعلانه فى أحاديثه المنشورة فى الصحف عن وجوب إطاعة ولى الأمر فاروق!
ولكن الثورة قامت فأفسدت حسابه وقلبت موازينه!.. ولقد جزع الرجل فى أول الأمر كما قلت..
ولكنه لم يلبث أن استرد هدوء نفسه.. لكى يطلب من الثورة أن تقيمه وصياً عليها.. أى أن يحكم مصر!
وما فاته عن طريق فاروق.. قد يناله عن طريق مجلس قيادة الثورة!!.
■ آثر رجال الثورة أن يعاملوا الهضيبى هو وجماعته معاملة «الخيار» فمدوا له فى حبال الصبر والود والمجاملة..
وآية ذلك أن القانون الصادر بإلغاء الأحزاب والهيئات السياسية لم يمسهم بسوء..
ولم تتناولهم أحكامه بحجة أن جماعة الإخوان المسلمين لا شأن لها بالسياسة (هكذا؟)،
وإنها جماعة تزاول نشاطاً دينياً وثقافياً واجتماعياً.
نعم!.. كأنما اغتيال النقراشى كان عملاً دينياً؟.. واغتيال القاضى الخازندار كان عملاً ثقافياً..
ومحاولة نسف مبنى محكمة استئناف القاهرة كان عملاً اجتماعياً.
■ من قبل صدور قانون إلغاء الأحزاب.. كان صدر قانون آخر بالعفو عن طائفةٍ من المحكوم عليهم
فى جرائم سياسية، ولقد أحس كل واحد يوم صدور قانون العفو المذكور أنه -مثل السترة-
قد فصّل خصيصاً لكى يلائم جسم الإخوان المسلمين.. وفتحت أبواب السجون وخرج منها الإخوان
المحكوم عليهم فى قضايا القتل والنسف والاغتيال!.
وقوى شأن الجماعة وازداد خطرها.. وآمن من لم يكن قد آمن أن الثورة هى فعلاً من صنع جماعة الإخوان..
أو على الأقل أنها -أى الثورة- لا تعيش إلا بتأييدهم، هى إذن تخشاهم وترهبهم وتعمل لهم حساباً
ومن ثم تحرص على رضاهم ومقابلة دلالهم وصدهم بالصبر الجميل.. والود والإحسان!،
وهذا كلام يؤلم بعض من أعرف من قادة الثورة.. لكنه حقيقة وحق!.
ألف رحمة ونور عليك يا تابعى يا عبقرى زمانك، ألم أقل لكم ما أشبه الليلة بالبارحة؟.