08.11.2013
اجتماع الأزهر بقوى المبادرات السياسية قد يكون محاولة الإنقاذ الأخيرة من الصدام المتوقع
الذى قد يبدأ فصلاً جديداً فى طبيعة العلاقة بين النظام الجديد والنظام السابق فى مصر.
إلى أى حد يمكن للمبادرة السياسية أن تساهم فى قبول الحوار ثم الدخول فى تفاوض
من أجل الوصول إلى المحطة الأخيرة فى هذا السياق
وهى التسوية العملية الواقعية المقبولة من جميع الأطراف؟
هل يمكن أن نصل إلى حوار يؤدى إلى تفاوض يوصلنا إلى تسوية؟
أم نحن سندخل إلى حوار يؤكد استحالة التفاوض على تسوية؟
إن الوصول إلى النتيجة الأخيرة سوف يدفعنا إلى حل واحد لا بديل عنه وهو الحل الأمنى.
هنا يأتى السؤال العظيم: هل قيادة جماعة الإخوان تسعى إلى دفع الأمور بكل قوة إلى المواجهة الأمنية؟
هنا قد يتساءل البعض: وهل من مصلحة الجماعة أن يحدث فض للاعتصامات بالقوة؟
البعض يؤكد أن هناك رغبة قوية لدى قيادات الجماعة فى الحصول على شريط تليفزيونى
يتم بثه على جميع الفضائيات العالمية يصور مدرعات ودبابات الشرطة والجيش
تدهس أجساد المتظاهرين السلميين فى رابعة والنهضة!
هنا يأتى السؤال المجنون: وماذا يمكن أن يفيد ذلك تيار الإسلام السياسى فى مصر؟
الإجابة يتبرع بها البعض أن هذه المشاهد إذا صورت -لا قدر الله- وهذه الوقائع إذا حدثت -لا قدر الله-
فإنها ستكون من منظور قيادة الجماعة الورقة الإعلامية السياسية الرابحة فى تأكيد
مقولة أن ما حدث من ثورة شعبية فى 30 يونيو هو انقلاب عسكرى.
هؤلاء يريدون أيضاً تصوير التفويض الشعبى الكاسح للجيش والشرطة يوم 26 يوليو الماضى
على أنه تم استغلاله بشكل دموى فيه انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون
بشكل يرقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية. هذا التصور الشرير يهدف أيضاً إلى بدء استغلال
هذه الأحداث إذا حدثت -لا قدر الله- على أن النظام الجديد فى مصر هو نظام فاشى عسكرى ودموى
وأنه يتعين على المجتمع الدولى أن يقوم بالآتى:
1- إسقاطه.
3- مقاطعته إن لم يكن إسقاطه فوراً.
3- اعتباره نظاماً مارقاً عن القانون الدولى ويجب تطبيق الفصل السابع من نظام مجلس الأمن
الذى يستدعى قيام المجتمع الدولى بفرض عقوبات دولية والقيام بأعمال عسكرية ضده
مثلما حدث مع نظام البوسنة والهرسك، ومثلما حدث مع نظام صدام حسين.
إنه سيناريو كابوسى للغاية لا يقل سوءاً عن الاستمرار فى قبول الأمر الواقع حالياً.
ما أصعب الخيارات المتاحة أمام صانع القرار فى مصر الآن.
إنه وضع لا يمكن قبول استمراره وهو أيضاً وضع مكلف للغاية إذا ما تم إنهاؤه بالقوة المسلحة.
نحن أمام 3 مستحيلات؛ استحالة استمرار الوضع الحالى، واستحالة فضه نهائياً بالقوة،
واستحالة وجود عقلاء يقبلون بالحوار والتفاوض من أجل تسوية سياسية مقبولة.
هنا نسأل: ماذا علمنا التاريخ إذا ما وصلت الأمور إلى حالة الانسداد السياسى الكامل فى كل قنوات الحل؟
هناك 3 كلمات سحرية فى هذا المجال تقول: «مصلحة الوطن العليا».
يا رب نفهمها!!