"من خرج من داره اتقل مقداره" بهذه الكلمات البسيطة أقنع محمد كحيل الشاب العشرينى
نفسه بالعمل مع والده فى صناعة "الكليم" بعد أن أنهى مرحلة التعليم الثانوى واستعد لدخول الجامعة،
إلا أنه بعد أن فكر كثيرا فى الأوضاع التى تمر بها البلاد فضل أن يدخل فى "كار" عائلته
على استكمال تعليمه لأن "الشطارة مش بالشهادة... الشطارة أنك تعرف تجيب القرش" كما يقول محمد.
طوال 80 عاما وعائلة محمد تعمل فى هذه المهنة، داخل محلهم الصغير الذى أنشاه جد محمد
والذى يقع أمام باب زويلة يصنعون خلالها "الكليم" الذى كان يستخدم فى الماضى فى فرشه على الأرض
نظرا لرخص ثمنه عن السجاد، يقول محمد "احنا شغالين فى المهنة دى من زمان من أيام جدى،
بس شغل زمان كان كتير، علشان الناس مكنش معاها فلوس ومكنتش بتقدر تشترى سجاد
أو حاجة تفرشها فى الأرض، فكانت بتجيب بواقى القماش القديم عندها وجدى بيخيطوا مع بعضه على النول
وبيطلعوا فى شكل كليم بيكون تمن صناعته رخيص ميزدش عن 50 قرش".
محمد ضحى بكلية التجارة التى كان يستعد لدخولها فى سبيل أن يحصل على فرصة عمل
بعد أن رأى ما حدث لأخيه مصطفى الذى يكبره بعد أن أنهى كليه الآداب وآل به الحال هو الآخر
إلى العمل فى نفس المجال، فقرر ألا يجرب نفس تجربة أخيه وقرر العمل
فى هذه الصناعة التى أصابها الإهمال بعد دخول مستحدثات العصر إلا فى ندرة قليلة
ممن عشق المنتجات التراثية، حيث تحول المكان من بيع الكليم لمحدودى الدخل
ممن يحتاجون إلى ما يفرشونه على الأرض إلى بازار سياحى يقبل عليه
لرؤية هذا الأشكال الفنية الرائعة، يقول محمد: "احنا دلوقتى بنعمل الكليم علشان السياح
لأن رجل الزبون المصرى خلاص خفت عليها، وقليل جدا من المصريين هما اللى بيطلبوه،
لكن بيكون فيه طلب كبير من السياح عليه".
وتتراوح أسعار الكليم بداية من 10 جنيهات للكليم العادى المصنوع من بواقى القماش،
ويمكن أن يصل ثمنه إلى 1000 جنيه حسب الخامات المستخدمة والجهد المبذول فيه
ومساحته والرسوم الموجودة فيه، يقول محمد "فى أنواع من الكليمات بنعملها من بواقى القماش
اللى بتزيد عند الترزية، أو من القماش القديم يعنى لو واحد معاه جلبية
وقدمت ممكن يجمعها هى وشوية قماش تانى ويعملوا مع بعض كليم".