08.16.2013
لم تنجر رئاسة الجمهورية، أمس، للمنزلق الذى تريده واشنطن للثورة المصرية،
فالإدارة الأمريكية التى تدافع بشتى الطرق عن حلفائها من الإخوان المسلمين،
والتى أصدرت على لسان رئيسها باراك أوباما بيانها الثانى أمس، حول الأوضاع فى مصر
والذى ركز على جانب واحد فقط وهو جانب انتقاد فض اعتصامى النهضة ورابعة العدوية،
كانت تنتظر من مصر ردا انفعاليا تبنى على أساسه خطة تحرك دولية تستعدى الثورة والشعب المصرى
الذى انتفض على حكم الإخوان وعزل الدكتور محمد مرسى فى الثالث من يوليو الماضى.
أحسنت رئاسة الجمهورية فى بيانها الذى جاء متزنا وكاشفا للحقائق التى أراد أوباما ألا يبصرها،
فالبيان لم يكن انفعاليا وإنما حمل ردودا واقعية على ما حدث وعرضا حقيقيا وموضوعيا للوقائع
بعيدا عن التزييف والتزوير الذى تروج له جماعة الإخوان عبر الإعلام الغربى الذى تنازل عن حياديته
ومهنيته لأشياء لم تظهر حتى الآن وإن كانت ستظهر فى مقبل الأيام.
البيان كان واضحا بوضع الأمور فى نصابها الصحيح وتحديد الوقائع والحقائق التى أخفاها أوباما
عمدا فى بيانه، ومن هذه الحقائق أن مصر تواجه أعمالا إرهابية، تستهدف مؤسسات حكومية ومنشآت حيوية،
وشملت العشرات من الكنائس والمحاكم وأقسام الشرطة، والعديد من المرافق العامة والممتلكات الخاصة،
مع الإشارة إلى أن جماعات العنف المسلح استهدفت إزهاق الأرواح، كما استهدفت الملامح الحضارية
للدولة المصرية من مكتبات ومتاحف وحدائق عامة وأبنية تعليمية.
البيان حمل ردا قاسيا أيضا على أوباما حينما قال
"تخشى الرئاسة من أن تؤدى التصريحات
التى لا تستند إلى حقائق الأشياء، لتقوية جماعات العنف المسلح وتشجيعها فى نهجها المعادى للاستقرار
والتحول الديمقراطى، بما يعرقل إنجاز خارطة المستقبل، والتى نصر على إنجازها فى موعدها..
من دستور إلى انتخابات برلمانية ورئاسية"
، وهو أمر صحيح، فالمعلوم لنا جميعا أن جماعة الإخوان
منذ أن وصلت للحكم وهو تستقوى بالجانب الأمريكى، وتعتبره السند الذى يحميها من غضب المصريين.
لقد تحدثت رئاسة الجمهورية بلسان كل المصريين وهى تخاطب الكذب والزيف الأمريكى حينما أكدت على
"أن مصر تقدر المواقف المخلصة لدول العالم، ولكنها تؤكد تماما على سيادتها التامة وقرارها المستقل،
وعلى تمكين إرادة الشعب التى انطلقت فى الخامس والعشرين من يناير 2011
والثلاثين من يونيو 2013 من أجل مستقبل أفضل لبلد عظيم"، فهل يتعلم أوباما وإدارته
أن فى مصر رجال لا يقبلون الخنوع ولا الخضوع وأن المصريين قادرون على تعليمه
كيف يتعامل مع شعب حر مثل الشعب المصرى.