ذات مساء وبعد تفكير طويل قرر القمر أن يغير حياته التى شعر خلالها بالملل والغربة
وأن يبحث عن نجمة تشاركه دورانه حول الارض تنفض عنه وحدته و تزين له ليله
لم يكن الاختيار سهلا فالنجمات مختلفات و جميعهن مميزات
قرر القمر عمل مسابقة بين النجمات و لكن المسابقة لم تكن عادلة
فهن مختلفات فى البعد عن القمر وفى الإضاءة وفى الشكل لم تكن منصفة
ولكنها كانت كفيلة بقطع حيرته من جذورها صفقت النجوم والكواكب للنجمة الفائزة
حتى ضج أهل الأرض فنظروا إلى السماء وقالوا غريب أمر هذه النجمة ما هذا بمنزلها و لا نزلها
لكن الضوء الذى أضافته إلى القمر جعلهم سعداء فسوف يستغنون عن المصابيح
ولن يشعروا بالخوف من عتمة الليل ولكن هذه السعادة لم تستمر طويلا
مل الأرضيون هذا المساء الصاخب بصوت بالنجمة و أرادوا الهدوء و السكن بالليل
اشتاقوا للعتمة وطلبوا من النجمة العودة إلى مكانها وترك القمر وحيدا لبت النجمة إرادتهم
فهى ضيفة وعلى الضيف ألا يكون ثقيلا و لكن هذا الأمر أحزن القمر الذى اعتاد قربها و شعاعها
فطلب من أهل الأرض السماح لها بالرجوع و لكن الانانية حينها كانت أقوى من العطاء
فما تنازل أهل الأرض عن مطالبهم و لم يكن القمر ليجيبهم بنفس الانانية
و يذهب إلى نجمته و يتركهم مرت الليالى والسنون وما زال القمر حزينا على نجمته
حتى وجهه المظلم ازداد ظلاما و احيانا ما ترى الأرض مبتلة
لا ليس هذا المطر و لكنها دموع القمر
فاطمه الحسينى