«لقد علمت أنه توجد حالة من الاستياء الشديد فى صفوف القوات المسلحة مما أثر على حالتهم المعنوية
التى نعمل جميعاً على الحفاظ عليها، خصوصاً أنهم موجودون بالشارع تحت ظروف معيشية وضغوط غاية فى الصعوبة
بالإضافة إلى استشهاد كثير منهم بشكل يومى لحماية المصريين
ومن ضمنهم الأستاذ باسم يوسف والعاملون معه فى برنامجه».
الكلام للواء سامح سيف اليزل الذى يقدَّم فى الإعلام بوصفه الخبير الاستراتيجى، وهو وكيل سابق لجهاز المخابرات العامة،
وهو رجل خارق للطبيعة إذ استطاع أن يرصد استياء القوات المسلحة بأكملها من حلقة تليفزيونية
تستغرق ساعة ونصف الساعة لباسم يوسف فى أقل من 12 ساعة من عرضها بوسائل لا نعرفها،
وربما باتصالات تليفونية أجراها أو وصلته.
أستطيع أن أقول إن الحلقة أزعجت الجميع، لكنها كعادتها أرّقت مضاجع السلطة،
وهكذا وقفت أرصد تناقضات الناس الذين كانوا يهللون لـ«باسم» حين كان ينتقد الإخوان،
وإذا بهم يتهمونه بالخيانة وأنه أراجوز بمجرد أن انتقد الجيش!!
لكن لحظة من فضلك!!
هل انتقد باسم يوسف الجيش فعلاً؟؟
لا أعتقد ذلك. الرجل قدم طرحاً لما يثار وهل هى ثورة أم انقلاب.
ركز على فكرة أن «السيسى» هو الحاكم الفعلى للبلاد وليس عدلى منصور.
ألمح إلى أن هذا البلد يحب الحكم العسكرى «عيلتنا ما بتاخدش إلا ظباط»،
وحتى كون (جماهير) مغتصبة من 60 سنة، الذى يمكن أن يكون أغضب المتحمسين لقطع لسان باسم يوسف
وإخراسه ليس المقصود بها (الجيش) الذى حارب، وإنما (الفساد) الذى حكم، ومع ذلك تم الترويج
لمسألة أن الحلقة (ضد الجيش) وهى التهمة التى سيوصم بها الكثيرون، وستقدم ضدهم بلاغات
من شخصيات معروفة بنفس أسلوب إدارة الأزمة القديم الفاشل الذى سيؤدى إلى نتائج كارثية
لا يفطن لها هؤلاء الأغبياء الذين يديرون الأزمة، والذين كان يمكنهم أن يستوعبوا الأمر ليعيدوا طرح أنفسهم
كمحبين للديمقراطية وحرية التعبير، ومشجعين للنقد الإيجابى.
«باسم» -من وجهة نظرى على الأقل- قدم حلقة متوازنة، مثلت عودة قوية لبرنامج ناجح واستثنائى،
صحيح أن أسوأ ما فيها كم الإيحاءات الجنسية الذى يجب أن يفطن إليه هو وفريق العمل،
إلا أن أفضل ما فيها أنه واصل مبدأه فى تحطيم الأصنام وانتقاد كل المتطرفين وصناع الفراعنة أياً كان
الجانب الذى ينتمون إليه، لكنه لم يقترب فعلاً من (الجيش) كمؤسسة عسكرية،
ورغم ذلك أغضبت الحلقة (قيادات) الجيش، وهو ما دفع بسامح سيف اليزل ومَن هم على شاكلته
للإدلاء بهذه التصريحات المتعجلة التى يحاولون فيها تصوير الأمر وكأن «باسم» مع الإخوان ضد الجيش
الذى يحميه، وهى إدارة أزمة فاشلة من ناس يُفترض بهم أنهم يديرون أزمة بلد. وكأن ثورة لم تقم يا «سامح».
أحد الإعلاميين الذين انتقدهم «باسم» كتب لأصدقائه فى أحد الجروبات: بكرة هناخد حق الجيش من الخونة،
فى إشارة إلى أنه سيسخر برنامجه للهجوم على «باسم»، بينما الإخوان كالمعتاد مارسوا هوايتهم
فى اعتبار الحلقة تصب فى مصلحة «السيسى»، وأن «باسم» لم ينتقد السلطة كما كان يفعل معهم،
وأنه يفعل كل ما يفعل باتفاق مع «السيسى» جرى فى الكواليس
وكل ما نراه هو جزء من تمثيلية كبيرة للترويج للرجل!!!
فنانة كانت تشيد بـ«باسم» الذى (بهدل) الإخوان، فإذا بها تعتبره (فاشل) بعد أن علق على فيديو لها،
والمشكلة أن من تفعل ذلك هذه المرة ليست غادة إبراهيم وإنما غادة عبدالرازق!!!
المتحدث الرسمى السابق باسم حملة أحمد شفيق يكتب تغريدة يخاطب فيها «أفيخاى أدرعى»
المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلى، شاكياً له «باسم» الذى يلعب -من وجهة نظره-
دوراً أخطر من «أفيخاى»!!
تهمة (الأراجوز) تعود من جديد، وناس تعرفونهم سيخرجون خصيصاً من جحورهم ومنفاهم الإجبارى
بأوامر وتعليمات ليمارسوا دورهم فى الحط من قدر الرجل وشتيمته فى الصحف والفضائيات،
ولجان إلكترونية تبدأ عملها من جديد عند (سيد) مختلف، وبمزاعم (مهمة مقدسة) هى الدفاع عن الجيش.
جيشنا أعظم ممن يريدون الدفاع عنه بهذا الغباء، وهو أقوى من أن تؤثر فيه أو فى معنوياته حلقة تليفزيونية
يقدمها -كما تقولون- أراجوز خائن فقد شعبيته!!!!
كفانا صناعة للفراعنة و(أفورة) فى التأييد لدرجة تجعلنا نكره حقاً وصدقاً هذا الذى تؤيدونه لمجرد أسلوبكم فى التأييد.
وتنهيدة كبيرة على حال هذا البلد وعقلية من يديرونه.
أو كما قال «باسم»: «هااااااااااحححححححححح».