هل تشعرون برياح الكآبه وهى تعصف بداخل قلوبكم؟!..
هل تشمون رائحة أتربة الملل التى باتت تملأ جميع أسطح حياتكم؟!..
هل تشعرون بأنكم الآن وحيدون كما لم تكونوا من قبل؟!..
هل تشعرون بأنكم قد عدتم إلى المربع صفر من جديد وكأنك يا بو زيد ما غزيت؟!..
هل تشعرون بأنكم لم تعودوا تمتلكون شيئا على الإطلاق بعد أن تم تجريدكم حتى من مجرد الحلم؟!..
إذن.. تعالوا نفكر معا فيما يمكن أن يكون بحوزتنا بس إحنا اللى مش واخدين بالنا..
تعالوا نفكر فى بعض تلك الأشياء التى نمتلكها والتى من فرط طول مدة إمتلاكنا لها نسينا أننا نمتلكها من الأساس..
فى اللحظه التى تشعرون فيها أنكم لا تمتلكون شيئا على الإطلاق.. تذكروا أنكم تمتلكون جسد..
جسد رافقكم ولا يزال منذ لحظة ميلادكم وحتى الآن.. جسد ترون العالم وتتعاملون معه من خلاله..
جسد نتوحد معه فننسى مع الوقت ومع الإعتياد مدى أهميته ومسؤوليته عن تصورنا للكون من حولنا..
نظل نتهم الحياه بالكآبه ونتعجب من هؤلاء الذين يرون الحياه جميلة.. وننسى فى ظل هذا الإتهام
وذلك التعجب أن الحياه التى يراها البعض سيئة هى هى نفسها الحياه التى يراها البعض الآخر جميلة..
ننسى أن الكون فى الأساس هو تصورنا عنه.. وأننا نحن الذين نمتلك صناعة هذا التصور..
نستهبل ونتمادى فى إستهبالنا لنفى مسؤوليتنا عن ذلك الشعور الغامض بالكآبه وإلقاء تلك المسؤوليه
على أكتاف الكون والحياه من حولنا.. وننسى أننا المسؤولين عن مصنع جسدنا بكل خطوط إنتاجه
من التصورات المختلفه والطاقه بنوعيها السلبى والإيجابى.. ننسى أننا إذا ما استيقظنا فى أحد الأيام
بعد عدد معقول من ساعات النوم.. وبدأنا يومنا بتشغيل مزيكا بنحبها مصحوبة ببعض التمارين الرياضيه الخفيفة
التى سوف يساعدكم أثناءها كثيرا معرفة أن تلك التمرينات الرياضية بمثابة تزييت وتربيط صواميل ماكينات المصنع
لبدء يوم جديد من الإنتاج من منطلق أنه.. «ينفع المصنع يشتغل من غير ما نظبَّط المكن»؟!..
ثم إذا أعقبنا ذلك التزييت للمكن بإعطاءها دشا صباحيا منعشا تناولنا بعده إفطارا صحيا يجلل هامته
طبقا من السَلَطة التى تتمازج فيها الألوان مع بعضها البعض.. أحمر الطماطم مع أخضر الفلفل مع برتقانى الجزر
مع شفافية لون قطرات الليمون.. من منطلق أنه.. «ينفع مكن أى مصنع يشتغل صح من غير مصدر للطاقه
«؟!.. ننسى أننا إذا ما بدأنا يومنا بمثل تلك الطقوس التى هى بشلن سوف نشعر بالحياه وقد اختلفت فجأه..
شعورنا بالشمس.. تنظيمنا لأفكارنا.. قدرتنا على الخيال.. شعورنا بالناس من حولنا وردود أفعالنا الهادئه
على ما قد يرتكبونه من حماقات الطبيعى فيها أن تخرجنا عن مشاعرنا.. شعورنا بالرغبه فى العمل..
شعورنا بالرغبة فى الحياه عموما.. هنا يمكنكم أن تتوقفوا وتسألوا أنفسكم سؤالا مثل هذا..
« أليست تلك هى هى نفسها الحياه اللى ما كنتش طايقها إمبارح؟!.. أليس هؤلاء هم أنفسهم نفس الناس
الذين أثارت حماقاتهم غضبك إمبارح؟!.. أليست تلك هى هى نفس الشمس اللى طلعت إمبارح
«؟!.. بعد أن تكتشف أنها هى هى نفسها حاجات إمبارح وحياة إمبارح وأنهم هم هم أنفسهم ناس إمبارح
وحماقات إمبارح.. عندها سوف تدرك أنك أنت محور هذا الكون الحقيقى.. أنك أنت الوحيد الذى تمتلك
باس وورد الحياه الجميله أو باس وورد الحياه العَوَء.. عندها سوف تدرك أن طاقتك الصادره من جسدك
هى التى تحرك الأشياء والأحداث من حولك وليس العكس.. وأن مصنع جسدك هو المسؤول عن توليد تلك الطاقه..
وأن تلك الطاقه هى المسؤوله عن تصنيع تصورك عن الكون.. وأن تصورك عن الكون هو المسؤول عن كآبتك
( فى حالة توليد طاقه سلبية ) أو إقدامك على الحياه ( فى حالة توليد طاقه إيجابية ).. وأن تلك الكآبه
أو هذا الإقدام على الحياه هما اللذان يحددان ويبلوران الطريقه التى نتعامل بها مع الكون من حولنا
بكل ما يحتويه هذا الكون من بشر وكائنات حيه وأحداث!
إنها طقوس بشلن.. إلا أنها قد تحول يومك للأفضل أو للأسوأ.. طقوس تبدأ دوما من الجسد..
ذلك الرفيق الأقرب لنا الذى من فرط قربه ساعات ما بناخدش بالنا إنه موجود أصلا!