من يوميات الشوق
تريدين أن تعرفى كم اشتقت إليكِ ؟ سأحاول أن أصف يومى بدونك
أصحو وأفتح الستائر فتبدو الأشجار فى الحديقة متعبة شاحبه
تسألنى : أينها ؟!
أحلق فى الحمام وأحدق فى المرأة وتتضاعف الشعيرات البيض فجأة
وتضحك بخبث وهى تسألنى : أينها ؟!
وأقرأ جريدة الصباح وأعثر على خبر طريف وابدأ فى الحديث
معك قبل أن يصفعنى الواقع الوقح بسؤال مباغت: أينها ؟!
تمر ساعات اليوم بطيئه ... بطيئة كجما يحمل جندلا وحديدا
وتسألنى كل ثانية منها : أينها ؟!
أعود إلى المنزل وأتخيل وأنا فى الطريق أن كل العيون فى كل الوجوه
تحملق فىً باستغراب وتسألنى : اينها ؟!
ويضمنى المنزل الخاوى ..
أفتح كتابا فى التاريخ فلا أفهم شيئا لأن كل حرف يغادر مكانه
ويصرخ فىً أينها ؟!
أنصرف إلى المذياع وتنهال الموسيقى طبلا غجريا مُلحا يردد : أينها ؟!
أهرب إلى الرائى فتقفز أمامى الصور و الألوان والأصوات فى
سيمفونية مجنونة مشوشه تعيد وتعيد أينها ؟!
أفر إلى السرير أضع المخدة فوق رأسى أطمع أن أراك فيما يرى النائم
ويجىء النوم بعد جهاد مرير ..
لا أكاد أنام حتى فاجأنى حلم غريب غاضب يسألنى كأننى متهم
أمام القضاء : أينها ؟!
وأفيق أنتظر الصباح المرهق
أيتها الغاليه ...
هل بدأتِ تعرفين كم أشتاق إليكِ ؟!
غازى القصيبى