نحن لا نموت من الفراق للفراق فحسب ...
ولكن نموت من تهشم تلك البيوت التى بنيناها بمخيلاتنا ....
بعد أن اكتشفنا فجأة أنها ما نسجت إلا بخيوط كخيوط العنكبوت .. هشه ...فسقطت على قلوبنا ... فهشمتها.
كنت تعتقد أنك وصلت أخيرًا إلى قلب تعتقد أنه خلق لك ... فصممت بيوتًا .. خططتها...
ثم اكتشفت أنك بالمكان الخطأ .. وأنه لم يعد بيتك .. أو لم يخلق لك من البداية ... وأن عليك العودة ...
ولكن طرق العودة حينئذ لن تكن كطرق الدخول ... ممهدة ...
ولكنها حفت بالأشواك ... التى ستجعل دماؤك تسيل عوضًا عن دموعك... ألمًا ....
وأصعب ما ستكتشف وقتها.. أن طرق العودة عليك أن تسيرها وحدك ...
لا كطرق الدخول كنت فيها مع من أحببت خطوة بخطوة.
عزاؤك الوحيد وقتها أن تلك البيوت التى نسجتها بأحلامك ... لم ينسجها سواك ...
وأن طرق الدخول لم تدخلها سوى بإرادتك ...ولكن أكبر فاجعة وقتها أن تلك لم تكن المرة الأولى ..
وأنك لدغت من ذلك الجحر للمرة فوق المليون.
ولكن رفقًا بقلبك ... فهو لم يبنِ تلك البيوت إلا على أساس من الثقة وإن الخطأ لم يكن خطأه وحده ..
ولكن أيضًا هناك قلوب كالذئاب .... هى من استدرجتك إلى تلك البيوت ...ثم غدرت بك وتركتك.
تبقى فكرة أن تقنع قلبك بذلك ... أن تمرر قرار الفراق من عقلك إلى قلبك ...
أن تقنعه بأنه قد حان وقت العودة ... أن تجبره على السير بطريق يأبى أن يخطو خطوة به ...
أن تقنعه أن يظبط بوصلته من جديد .... لأن طريقك لم يعد كطريق محبوبك.
أن تقنعه أن صوت أنين روحك هو ما سينام عليه ويستيقظ عليه بدلا عن صوت اعتاده لأيام كثيرة.
أن تقنعه أن هناك طرقًا للسعادة غير رؤية وجوه أدمنتها.
وإن وجبتك المفضلة ومشروبك المفضل ومغنيك المفضل وموسيقاك المفضلة ستختارها من جديد ...
لأنك ما جعلتها مفضله إلا لأجل شخص ما عاد هنا.
أن تقنعه أنكما أصبحتما شخصين لا شخصًا واحدًا
وقلبين لا قلبًا واحدًا
وأن أصبح لكما طريقين لا طريقًا واحدًا
وأن هناك حياة أخرى للحياة غير تلك التى كانت معه
فى ذلك تكمن المشكلة .