الطيران المنفرد للنمل هو جزء من أسطورة أكد العلماء أن الظاهرة السنوية ليوم طيران النمل فى فصل الصيف، عندما تنطلق أسراب النمل
وتبدأ فى رحلة التزاوج فى الهواء هى مجرد أسطورة.
وتؤكد بيانات الصيف فى المملكة المتحدة والتى نشرتها جمعية علم الأحياء، حدوث ذروتين
لظهور النمل الطائر خلال أسبوعين، ورصدوا ستة آلاف مشهد لطيران النمل صورها الجمهور هذا العام،
من أجل جمع معلومات حول سلوكيات النمل.
ويأمل فريق البحث فى إعادة الدراسة خلال السنوات المقبلة
حتى يستطيع العلماء الوصول إلى نتائج أكثر دقة ووضوحا.
كانت جمعية علم الأحياء قد قامت بالدراسة وأعلنت النتائج خلال أسبوع علم الأحياء
الذى يستمر حتى يوم الجمعة، وجاءت نتائج الدراسة مثيرة للاهتمام خاصة فيما يتعلق بنمل الحديقة الأسود
المسمى (لاسيوس الأسود) وهو أكثر أنواع النمل شيوعا فى المملكة المتحدة،
وبعض هذه النتائج فاجأ الخبراء.
وقال آدم هارت أستاذ علوم البيئة بجامعة جلوسيسترشاير خلال تقديمه لنتائج الدراسة فى أسبوع
علم الأحياء: "إن ذلك حدث فى منطقة صغيرة وخلال أيام مختلفة، بما يشير أن التزامن
كما هو الاعتقاد الشائع ليس دقيقا، حيث وجدنا علاقة بين أسراب النمل الطائر والظروف الجوية،
كما كنا نتوقع، ولكن الاختلاف الجغرافى هو ما لم نكن نتوقعه".
والنمل الطائر الذى ظهر طيلة الصيف، هو خليط من الذكور والملكات المحتملات،
خلال طيران "التزاوج"، وهى الخطوة الأولى فى تكوين مستعمرة جديدة.
وتظهر الأرقام أن خمس هذه المشاهد حدثت يوم الأربعاء 24 يوليو 2012 بينما
سجل الخمس الآخر بعد أسبوعين يوم الثامن من أغسطس 2012، وفى الوقت
بين الذروتين تنقلت الظاهرة فى مناطق الضغط المنخفض عبر المملكة المتحدة.
وتسبب فترة الضغط المنخفض الكثير من الرياح والأمطار،
مما يحبط مشروعات التزاوج لدى النمل.
وبالرغم من أن الخبراء لم يجدوا أى دليل على وجود اتجاه عام على مستوى بريطانيا،
إلا أنه توجد هناك بعض العناصر الشائعة لسلوك النمل، حيث تبين أن أحد أكثر العوامل اتساقا
مع الحدث هو الوقت الذى تحدث فيه الظاهرة خلال اليوم
وهو بين الرابعة إلى السادسة مساءا.
ويؤكد هارت: "إن الطيران فى فترة منتصف بعد الظهيرة له معنى:
إن هذا يمنحهم الوقت الكافى لإيجاد مكان للاختباء ولكنه ليس وقتا طويلا
حتى تتمكن الكائنات المفترسة الأخرى من رؤيتهم".
ولكن على ما يبدو أنه من المبكر جدا إطلاق الفكرة بناء على ظهور واحد منفرد،
حيث يقول الدكتور هارت: "وعلى كل حال فإن الطيران المنفرد للنمل على مستوى البلاد
هو جزء من أسطورة، فإذا نظرت إلى البيانات فإنك لن تجد أنها استغرقت أياما كثيرة
ولكن خلال هذه الأيام سجلت أكثر من 80 بالمائة من المشاهد".
ومع مزيد من البيانات التى يمكن أن تأتى من دراسات مستقبلية، يأمل العلماء
أن يصلوا إلى فهم كامل حول كيف يتصرف النمل.
فى حين يؤكد الدكتور مارك دونز الرئيس التنفيذى لجمعية علم الأحياء:
"إن هذه النتائج تظهر قوة البيانات التى يجمعها المتطوعون، فبالنظر إلى النمل الطائر
والحديث مع الناس لدقائق من أجل ملء الاستبيان حول هذا الموضوع، تجد أن الناس
قد قاموا بدفعنا لإجراء هذا البحث الذى لا يستطيع العلماء إجراءه وحدهم".