خالد كساب
1 - لا تشتم: فبالإضافة إلى أن الشتيمة بتلف تلف وترجع لصاحبها..
فإنها أيضا لا تنم عن شجاعة أو إقدام أو جدعنة من أى نوع..
بالعكس.. الشتيمة هى الجُبن بذاته والهمجية بعينها والتخلف على أصوله.. فأى أحد يستطيع شتيمة أى أحد آخر..
الشتيمة ليس إنجازا أو قوة.. بل إنها الضعف وقد تجسد فى صورة بنى آدم..
هذا بالإضافة إلى أنها أيضا ليست من الصياعة فى شىء.. فالصايع الحقيقى لا يشتم..
وإذا ما أراد مضايقة شخص آخر فهو يستطيع مضايقته بدون التلفظ بكلمة واحدة غلط..
فالصياعة فى الأساس أدب.. وليست أى شىء آخر!
2 - لا تفتى: فليس هناك أسوأ من شخص مش فاهم نظر حوله فوجد الجميع يفتى فقرر أن يفتى هو الآخر من منطلق أنه..
« يعنى هى جت عليا «؟!.. وعلى الرغم من أن الشتيمة حماقة.. فإن الفتوى عن عدم دراية أو علم حماقة أكبر..
وفى هذا الصدد ينبغى علينا أن نفرق بين شخص يقول رأيه وبين شخص آخر بيفتى..
فالأول يعلم أن ما يقوله ليس سوى رأى شخصى قد يحتمل الصواب أو الخطأ..
بينما الآخر ( اللى بيفتى ) يصور له جهله الأحمق وحماقته الجاهلة أن ما يقوله هو فقط الصواب..
وليس هناك صوابا آخر بخلاف رأيه.. وفى هذا الصدد دعونا ننتبه إلى أن الفاصل بين الفتوى والفتة ليس كبيرا..
ودعونا نؤكد على أن ما نعيشه الآن يندرج تحت بند «الفَتَّة» وليس «الفتوى»!
3 - لا تصدق أى حاجة: ففى ظل تلك الأيام الملعونة التى نحياها وفى ظل تلك الألعاب المأفونة التى تتخذ اليومين دول
من أرض مصر ملعبا كبيرا لها تصبح الأكاذيب والشائعات هى الراعى الرسمى لتلك البطولة التى يفوز بها الأكثر كذبا
وإطلاقا للشائعات وضغطا على أعصاب الناس.. الجميع الآن إما يكذبون أو يشتمون أو يفتون..
والبقاء أصبح للأكثر كذبا ومداهنة.. لهذا.. لا تصدق أى أحد أو أى شىء فى تلك الأيام الكدابة اللى ما يعلم بيها إلا ربنا
والتى نبرطع حاليا على شواطىء أكاذيبها وهرطشاتها وشائعاتها بنطاعة منقطعة النظير!
4 - لا تعيش فى الدور: ففى مثل ذلك الزمن المشقلب الذى أصبح فيه الجميع نشطاء سياسيين
أصبح لزاما على هذا الذى يعتبر نفسه ناشطا سياسيا ( وهو مش ناشط سياسى ولا حاجة )
أن يعيش فى الدور إلى أقصى حد.. وأكاد أجزم أن معظمهم لا يعلمون كم هم كوميديين ومثيرين للرثاء..
خصوصا عندما يحاولون تقليد الخبراء السياسيين والمحللين الإستراتيجيين اللى بيشوفوهم فى التليفزيون..
مستعيرين نفس التراكيب اللغوية التى يرونهم يستعملونها على قنوات العربية وبى بى سى وسكاى نيوز..
لتخرج لغتهم فى النهاية مثيرة للرثاء ولا تنم سوى عن جهل طاغى وإبتذال تمثيلى فج
لما ينبغى أن يكون عليه الناشط السياسى اللى بجد.. مش الناشط السياسى اللى دخل فى الزحمة!
5 - لا تكون مع الرايجة: لا تنضم إلى القطيع.. وتوقف فورا عن تشيير أى كحة كحها أحد هؤلاء
الذين يطلقون عليهم إسم النخبة.. فهم ولا نخبة ولا نيلة.. وتلات تربع ما يقولونه كلام فارغ.. إلا أنهم مع الرايجة..
لهذا تروج مقولاتهم.. وبناء عليه.. دعك منهم جميعا وكن نفسك.. وفكر قليلا فى الجملة قبل أن تقوم بتشييرها..
وسوف تكتشف أنها ( فى معظم الحالات ) ليست أكثر من مجرد كلام فارغ صادر من عقول مراهقة وفارغة
شاءت الأيام الملغفنة التى نحياها الآن أن تجعل لها وزنا وقيمة لا يمتلكها أصحابها من قريب أو من بعيد!
6 - لا تشمت: واعلم أنك بداخل سيناريو كبير.. إذا كنت أنت بطله اليوم فإنك سوف تكون كومبارسه غدا..
لهذا لا تشمت فى أى شخص مهما كان.. وإذا كانت هناك حكمة وحيدة يمكننا الخروج بها من تلك الأيام الملتبسة
التى نحياها الآن فهى أن «الأيام دول».. لهذا لا تشمت فى أى أحد وكن إنسانا.. إنسانا يعلم أن الزيارة خاطفة
وأن الرحلة قصيرة وأن الليلة على بعضها مش مستاهلة شماتة وزرع لعقد نفسية جديدة بداخلك
من المؤكد أنك فى غنى عنها.. خصوصا فى ظل كل تلك العقد النفسية التى باتت الآن – وللأسف –
تسيطر على مصر.. والمصريين!