11.27.2013
على البهنساوى
فى لقائه مع إحدى وكالات الأنباء العالمية، صرح رئيس الوزراء د. حازم الببلاوى بأن حكومته
ستنفذ أولى مراحل رفع الدعم عن الوقود قبل أن ترحل الحكومة عن السلطة فى 2014.
كل اللى قاله د. الببلاوى فى المقابلة هو إن رفع الدعم عن الوقود مفيش منه مفر لأنه بياكل خمس الميزانية على الأقل،
لكن عملية التنفيذ لن تضر بمحدودى الدخل. رئيس الحكومة أكد أن رفع الدعم سيتم تدريجيا وعلى عدة سنوات،
وأن تنفيذ المرحلة الأولى يجب أن يتم بحرص وحذر «لأن لو فشلت المرحلة الأولى لن يجرؤ أحد على معاودة التجربة
مرة أخرى». كما صرح الببلاوى.
بالتزامن مع تصريحات رئيس الوزراء بدأت حملة إعلانية من وزارة البترول على عدد من المواقع الإلكترونية المصرية
لإقناع أصحاب السيارات الملاكى والنقل بأن يدخلوا على موقع إلكترونى ليسجلوا عليه بياناتهم
ويستلموا «كارت» يراقب استهلاكهم للوقود.
المستغرب فى كلام سعادة رئيس الوزراء، وفى عملية توزيع كروت البنزين، هو غياب التفاصيل عن برنامج التنفيذ.
مفيش جدول زمنى. مفيش كلام عن الضمانات التى تؤكد كيف لن يضار محدودو الدخل فى حالة رفع الدعم عن الوقود.
لم يؤكد رئيس الوزراء إذا كان أصحاب السيارات القديمة هياخدوا وقود مدعوم ولا لأ؟
إزاى الحكومة هتتعامل مع ارتفاع الأسعار المتوقع فى كل السلع إذا حررت سعر السولار؟
كل دى أسئلة فى غاية الأهمية لم يصرح رئيس الوزراء بإجابات عنها.
رفع الدعم عن الوقود هو من أهم التحولات الاقتصادية اللى ممكن تحصل فى مصر فى العشر سنوات المقبلة.
حجم الدعم اللى بيوجه للوقود -ويقدر بمائة مليار- لو استخدم فى مجالات تانية زى الصحة أو البنية التحتية أو التعليم،
مصر هتتقدم بسرعة غير مسبوقة فى تاريخها كله، الدعم ده دلوقتى يا إما بيروح لناس لا تستحقه،
يا إما بيتعرض للنهب نتيجة الفساد المستشرى.
لكن الأسوأ من الإبقاء على الدعم هو التعامل مع عملية رفعه بغموض، يا سيادة رئيس الوزراء..
يا حضرتك والمجموعة الاقتصادية ووزير البترول تخرجوا علينا بمقترح عملى واضح يتعامل مع كل المشاكل
ويجيب عن كل التساؤلات ويوضح متى تبدأ وتنتهى مراحل التنفيذ، يا إما حضرتك تأجل هذه التصريحات الناقصة
إلى حين اكتمال خطة رفع الدعم عن الوقود. الواقع اللى بنعيشه والحالة الاقتصادية للناس لا تحتمل أى غموض.