الحمد لله..
من أسوأ ما نمر به هذه الأيام هو أن علّة الكذب الواضح والمُغلّف قد تخللت وخلخلت وبلبلت الكثير من واقعنا،
ونخرت فى عمق سلوكياتنا، بل فى مفاهيمنا.
والأصعب من ذلك كله هو استرسالنا فى تبريره وتقعيده وتأصيله وتحريره وتحبيره وتعبيره وتعميره
وتطريزه وتأطيره وتصويره وتسويره وتحسينه وتزيينه وتضمينه وتمكينه وتعيينه وتأمينه وتدوينه
وتهوينه وتفخيمه وتلوينه وتقنينه و«أسلمته» و«لبرلته» و«تثويره» و«تفليله».
ولهذا فخاطرة اليوم هى إشارات إلى أثر ذلك على بناء الذوات والمآلات:
■ تكذب على من تختلف معه فإنك تعترف بأنّك فاقدٌ للحُجّة..
■ عندما تكذب على من تختلف معه فإنك بذلك تُسىء إلى نفسك وتضرّ القضية التى تحملها..
■ عندما تحترف الكذب على من تختلف معه فإنّك بذلك تخسر معونة الله..
■ ما فائدة أن يُصدّق الناس كذبك إذا كنت ستُكتب عند الله كذّابا؟
■ إذا سَهُل عليك الكذب بحيث يتوقف ضميرك عن القلق قبله واللوم بعده، فاعلم أنّك فى خطرِ السقوط من عين الله!
■ عندما تُبرّر لك نفسك الكذبَ بأنك تنصر الدين، فاعلم بأنك بهذا تُشكّك فى مصداقيته، وإن لم تقصد ذلك، فالحق لا يُنصر بالباطل..
■ عندما تكذب فتبرر الكذب بأن هناك من كذب عليك، وتَظلم فتبرر الظلم بأنّك قد ظُلمت.. فانتبه واحذر؛ لأنّ الظلام يقرع أبواب قلبك..
نسأل الله السلامة والعافية.
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ».
اللهم اجعلنا مع الصادقين وفى الصادقين ومن الصادقين واجمعنا بمن جاء بالصدق وصدّق به
فى مقعد صدق عندك بك لك منك يا حق.