نزرع القمح ف سنين.. يطلع القرع فى ثوانى؟!

Admin عدد المساهمات : 1147 تاريخ التسجيل : 05/02/2013

نزرع القمح ف سنين.. يطلع القرع فى ثوانى؟!

جلال عارف

قبل سنوات جاء رئيس وزراء بريطانيا وقتها تونى بلير ليقضى هو وعائلته إجازة خاصة

فى شرم الشيخ، خصصوا له ڤيلا فاخرة بجوار ڤيلا الرئيس السابق مبارك. تمتع الرجل وأسرته

بالإجازة وظل يكررها سنويا بعد ذلك. لكن قبل أن يعود إلى بلاده كانت عاصفة سياسية

قد قامت فى وجهه تطالب بمساءلته عما ارتكبه من مخالفات قانونية حين قبِل

أن يقضى إجازة خاصة على حساب المصريين لا على حسابه الشخصى..

ووصلت الاتهامات إلى حد القول بأنه -بما فعل- قد قبِل رشوة من دولة أجنبية!

وأنه قد أهان المنصب وعرَّض سمعة البلاد للإساءة. ولم ينجُ الرجل من الإطاحة به

إلا حين اعتذر عن سوء تقديره للموقف، وأكد أنه كان قادما للإجازة على حسابه الخاص،

وحين فوجئ باعتباره ضيفًا وتسديد حسابه، فإنه أصرّ على تحرير شيك بالمبلغ كاملا

وتركه للمسؤولين المصريين لتوجيهه للأعمال الخيرية فى مصر!

هذا ما يحدث فى البلاد الكافرة، المتخلفة، مثل بريطانيا (!)،

أما فى بلادنا فكل شىء يجرى فى النور، وبعيدا عن الفساد، وحرمة المال العام مصونة،

والقانون هو السيد.. خصوصًا حين يأتيك من يقول إنه يحكم باسم الإسلام الحنيف.

خذ مثالا ما حدث فى رحلة عائلة الأخ رئيس الجمهورية إلى طابا، طبعا من حق الزوجة والأبناء

أن يقضوا عطلتهم فى المكان الذى اختاروه مع الأسر الصديقة، ولا شك أن الكل يعرف القواعد

فى مثل هذه الحالات، وأن كل شىء ينبغى أن يتم على حساب الأسرة وبعيدا عن المال العام.

ما نُشر بعد ذلك يثير أسئلة لا نعرف لماذا لا يتم الرد عليها بوضوح وشفافية:

هل سافرت الأسرة بطائرة خاصة؟ ولماذا؟ وعلى حساب من؟!

وهل الفواتير التى تم نشرها صحيحة؟ أنا شخصيا أتمنى أن لا تكون كذلك..

سواء لضخامة المبالغ التى تم إنفاقها، أو لأنها تقول إن السداد كان من الرئاسة!

أليس هناك شعب من حقه أن يعرف، وأن يطمئن؟!

ثم خذ مثالا ثانيا عن حكاية تعيين ابن الأخ رئيس الجمهورية فى شركة الطيران التابعة للدولة،

الابن تَخرَّج قبل شهور، والتعيين جاء بالاستثناء، والتبريرات الكاذبة التى يقولها رئيس الشركة

تستوجب أن لا يبقى فى موقعه لحظة واحدة. والواقعة بهذا الشكل تعنى أن أهل الحكم

يصفعون ملايين من شبابنا على أقفيتهم دون حياء، ودون اعتبار لمشاعر هؤلاء الشباب

الذين يبحثون عن عمل منذ سنوات.. هل يتذكر أهل الحكم أن حاملى شهادات الدكتوراه

كانوا يعتصمون من أجل وظيفة لائقة، وأن هؤلاء -الذين يمثلون ثروة علمية-

ثم ضربهم وألقى القبض على بعضهم وهُددوا بالسجن لأنهم اعتصموا أمام منزل

رئيس الوزراء وعطلوه عن استكمال مشروعه القومى لنظافة صدور الأمهات

وتحسين رضاعة الأطفال! ثم خذ مثالا ثالثا فى قضية وزير المالية الذى جاء فى ظروف

بالغة الدقة تستدعى وجود رجل يستطيع التعامل مع الأزمة التى تكاد تتحول إلى كارثة.

جاء الرجل بلا أى خبرة فى العمل التنفيذى، لمجرد أنه عضو فى الجماعة،

لكى يمرر مشروع الصكوك «الإسلامية» التى رفضها الأزهر والتى يرفضها

كل وطنى حريص على أن يكون الحل الذى جاء به الإخوان

هو عرض أصول مصر للبيع.. أو للإيجار!

المهم أن الرجل الآن يواجه اتهاما صريحا من زميلنا الاقتصادى اللامع أحمد النجار

رئيس تحرير «التقرير الاقتصادى» للأهرام الذى يتهم الوزير بأنه لطش أجزاء كاملة

من أبحاثه العلمية ليضعها فى بحث باسمه. فى دولة كافرة ومتخلفة أخرى هى ألمانيا (!)

قالت إحدى الجامعات إنها اكتشفت أن رسالة الدكتوراه التى حصلت عليها وزيرة حالية

بها أجزاء ملطوشة، ورغم أن ذلك كان من ثلاثين سنة فإن القرار كان حاسما:

سحب درجة الدكتوراه، وطرد الوزيرة من الحكومة. أما عندنا فلا حس ولا خبر!

واقعة أخيرة -لضيق المساحة فقط- شغلت الرأى العام فى الأيام الماضية حول انتداب

ابن السيد وزير العدل للعمل فى قطر. لكن الوزير -والشهادة لله- تصدى للرد.

وكانت المفاجأة أن الحكاية كلها هى علاقات بين أسر حاكمة (!).. وأن الأسرة الحاكمة

فى دُويلة قطر، قد طلبت قاضيا من أبناء الأسرة الحاكمة (!).. فى مصر..

وهكذا كان طبيعيا أن يقع الاختيار على ابن السيد وزير العدل.. والعدل أساس الحكم،

والحكم أساس النهضة، والنهضة طارت يا ولدى، والأولاد يُقتلون فى الميادين أو يموتون

من الجوع والقهر لكى يقطف الآخَرون الثمار!

أى عزاء أن نظل بعد كل ما قدّمنا من تضحيات نعايش نفس الفساد،

ونؤكد أننا نسير فى نفس الطريق القديم..

نزرع القمح ف سنين.. يطلع القرع فى ثوانى؟!

» و ريثما يطلع الصباح ..
» مفاجأة.. إحصائيات "الزراعة" الرسمية تكذب تصريحات الرئيس وحكومته عن زيادة إنتاجية القمح لـ9.5 مليون طن..