الغريب فى علاقتنا هذه يا عزيز , أنها تتأرج ما بين أقصى اليمين
وأقصى اليسار . لهيب النار وصقيع الثلج ..
دائما ما كنت متطرف المشاعر يا عزيز , تحرقنى بنار عشقك أحيانا
وتلسعنى ببرودة تجاهلك لى أحيانا أخرى ...
أتدرى يا عزيز بعد كل هذه السنوات ..
أكذب عليك لو قلت لك بأننى أعرف إن كنت تحبنى أم لا
فى كل مرة تقول لى فيها " أحبكِ "
أقول لك " والله " ؟
أنا لا أزال غير مدرك كيف أحب فتاة تختلف عنى فى كل شيء
فتاة لا يجمعنى بها سوى أننا قارئان , وأننا نستمتع بالكتابه
اليوم أشعر بأن هراقليطس يرقبنا فى حياة أخرى شامتا ..
ليؤكد لى بأنه لا يمكن تصور شيء بدون تصور نقيضه
أنا الذى لم أكن أؤمن يوما بهذا , والذى لم يتصور وجود فتاة مثلك فى الحياه
اليوم أعترف بأنكِ نقيضى الأبيض , بأنكِ ناصعة لدرجة وهاجه
بأنكِ مضيئة , مُشعه , متوهجه , مشتعلة البياض
اليوم أعترف بأن بياضكِ حاد , وبأن نقاءكِ خام
وبأننى حالك جداَ , بأن أعماقى مُظلمه , وقلبى أدهم
على الرغم من أن الليل والنهار يتداخلان ويتعاقبان ..
إلا أننا لا نعيشهما فى الوقت ذاته
ولا أدرى كيف أعيشكِ وتعيشيننى رغم بياضكِ ورغم سوادى ..
رغم ضوئكِ , ورغم عتمتى