Admin Admin
عدد المساهمات : 1147 تاريخ التسجيل : 05/02/2013
| موضوع: هذا ليس جلداً للذات ولكنه اعتراف بواقع الثلاثاء فبراير 19, 2013 4:31 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هذا ليس جلداً للذات ولكنه اعتراف بواقع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] خالد منتصر كنت ضيفاً أمس الأول على ندوة أحد الأندية، وسألتنى فتاة: لماذا نتخلف ونحن شعب متدين بالفطرة وعندنا أحاسيس ومشاعر أفضل من الغرب وشعب بيحب الضحك.. .. إلخ؟، والحقيقة أننى انزعجت من طريقة السؤال الذى يتعامل مع هذه العبارات على أنها حقائق وبديهيات وما علينا إلا أن نبدأ من النقطة التالية لهذه البديهيات ونبنى عليها فقط، بالرغم من أننى لا أرى هذا الكلام بديهياً على الإطلاق، وفى رأيى الشخصى المتواضع أننا لا يمكن أن نتقدم إلا إذا تمردنا وصارحنا أنفسنا بأننا شعب نكدى ولا هو متدين بالفطرة ولا حاجة وأن الغرب بيعرف فى الأحاسيس والعواطف والمشاعر أكتر مننا بكتير، وأننا لا بد أن نتخلى عن مرض الستيريوتيب أو التنميط الجاهز للبشر والأوطان والأديان والأفكار. بداية آسف على هذه الصدمة، فنحن نحب أن نتمرغ فى أحلامنا ونفكر بالتمنى وندمن أحلام اليقظة، وهذا ليس جلداً للذات ولكنه اعتراف بواقع، ولنبدأ بأننا شعب ضحوك ابن نكتة.. إلخ، الحقيقة أننا نكديون إلى أقصى الحدود وفاشلون تماماً فى صناعة البهجة، من الممكن طبعاً أن يكون القهر والفقر والإذلال، لها دور فى هذه التكوينة لكننا لا نستطيع أن ننكر أن هذا المزاج السوداوى النكدى موجود حتى فى الطبقات المستورة والغنية، نحن بالفعل ماكينة إنتاج نكت عالية الجودة لكن صناعة النكتة شىء وصناعة البهجة والقدرة على الفرح شىء آخر، نحن عندما نضحك نقول اللهم اجعله خيراً وكأننا مقبلون على مصيبة، عندما نشاهد ولداً دمه خفيف ظريف لطيف شقى نضع أيدينا على قلوبنا واصفين إياه بأنه ابن موت!، نحن الشعب الوحيد الذى لديه شغلانة اسمها الندابة وفن اسمه «التعديد»، وهناك عدودة للغريق وعدودة للطفل الميت وعدودة للست الحامل.. .إلخ، مرجع ضخم فيه كل ألوان التعديد، هو حق اً فن جميل الصياغة لكنه يعبر عن مزاج شعب لا بد أن يتغير لكى يحب الحياة ويمنحها أكثر مما يمنح لفزع وتقديس الموت، نحن أعظم ما نفخر به من آثار هو فى الأصل مقبرة، هرم ضخم بنى خصيصاً ليوارى جثة. أما مسألة أننا شعب متدين بالفطرة، فهذه مسألة فيها نظر، إذا كانت طقوس الدين فنحن شعب متدين بقوة جبارة، أما إذا كان الدين الضمير، فنحن بعافية جداً بل فى الإنعاش، طالما الفاترينة مصقولة ولامعة والبضاعة المعروضة خلفها براقة ، فنحن راضون وهذا معنى التدين لدينا، ممارسة طقوس بل واستعراضها هو المهم لا روحانيتها، لحى ولبس جلاليب قصيرة ودبل فضة ونقاب وحجاب.. .. إلخ، رائع وجميل ولكن هل انعكس هذا على السلوك والضمير؟، هل نحن فعلاً فى عملنا نطبق مبدأ إن لم تكن ترى الله فإنه يراك؟، هل نحن نؤمن بأنه رقيب علينا وأن إرضاء ضمائرنا فى عملنا هو إرضاء لله؟، بالطبع لا، فالسباك والكهربائى الذى انتهى من صلاته تواً لا بد أن تقف على رأسه حتى لا «يطلصق» ويضحك عليك ويعمل من ع الوش وبمجرد قبض المعلوم تنفجر الحنفية وتحدث القفلة!، شوف تقفيل العربية الكورى وتقفيل المصرى للعربية الكورى ولن أقول العربية المصرى لأننا والعياذ بالله لا نطمح لمثل هذه الاختراعات الكافرة؛ لأن الله قد سخر لنا الغرب لخدمتنا كما قال أحد الدعاة!، الفرق فى مهارة ودقة التقفيل والفينش أن العامل الكورى الذى نصفه بالملحد يربط المسمار بكل إتقان لأن ضميره بيقول له كده، لأن الإتقان هو الطبيعى، لأنه لا يحتاج إلى رقابة صاحب عمل لأنه يحب العمل ويحترم ضميره. تتبقى مسألة المشاعر والأحاسيس التى نتفوق بها على الغرب المادى جاف المشاعر غليظ العواطف!، إننا نضحك على أنفسنا بمثل هذا الهراء، إننا لا نتقن رومانسية ولا نمارس حباً، نحن أكثر شعوب الأرض كلاماً فى الحب وغناء للحب وأفقرها فى ممارسته ودمجه فى تفاصيل حياتنا، أفلام الناس الماديين الوحشين الرومانسية أصدق منا وأفضل من أفلامنا ألف مرة، مشاعر حبهم الفياضة التى نضحك عليها وننتقدها فى أعياد حبهم وحتى فى أيامهم العادية أغنى وأكثر ثراءً وأقل زيفاً منا نحن الذين نطلق على أنفسنا شعوب الأحاسيس، إحساسهم بالحيوانات الذى نتندر عليه ونسخر منه هو رقى مشاعر وسمو إحساس لا هيافة أو ترف، تفاصيل حياتنا مزدحمة بالجليطة والقسوة والفضول اللزج ومخاصمة لكل قواعد الذوق. لابد أن نراجع بديهياتنا عن أنفسنا أولاً وكفانا كذباً وترقيعاً ونفخاً وتورماً وغروراً ولنعترف بأننا نحتاج عمرة ضمير «بفتح العين». [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|