وهذا يعنى أن ثمة إحساس مقدّس يعترى الإنسان وعليه احترام هذا الإحساس أى (الحب)
الذى يتفرع عنه الكثير من الأحاسيس كالود والصداقة والرومانسية،
وما يتفرع عن كل هذه الأحاسيس من أشياء أخرى تسمو بالشخص عالياً.
والجدير بالذكر أن الحب بحد ذاته هو تفكير إيجابى،
وعلى العكس من التفكير السلبى الذى ينتج عنه من كراهية وحقد وعدم الرضى
وعدم القناعة فضلاً عن أن من يتملكه التفكير السلبى، يصبح لديه حب الانتقام
والحسد إلى ما لا نهاية من أحاسيس تولد معوقات تجعل الإنسان
غريباً عن نفسه وعن محيطه أيضاً.
وهناك حقيقة علمية تقول: فى جسم الإنسان ثمة أربعة عشر مساراً للطاقة،
وهذه المسارات هى عبارة عن خلايا تسبح فى جسم الإنسان وتمدّه بالطاقة
ليواصل حياته، كما أن ثمة هالة من الكهرباء تحيط بجسم الإنسان.
وإذا كان نمط تفكير الإنسان سلبى بمعنى أنه إذا كان يكره ويحقد ويحسد
ويُبدى عدم الرضى وعدم القناعة ولديه حب الانتقام، فإن هذه الأحاسيس
لدى الشخص تولد معوقات فى مسارات الطاقة وتُحدث تصدعاً فى هالة الكهرباء
المحيطة بجسمه، ما يجعله عرضة لأمراض خطيرة ومزمنة كالسرطان على سبيل المثال،
فضلاً عن أن إعاقة هذه المسارات تؤدى إلى خلل فى وظائف الخلايا،
بالتالى يتحول جسم الإنسان الذى يكره ويحقد ويحسد..إلى ما هنالك من أحاسيس سلبية،
يتحول إلى مرتع لأمراض عضوية ونفسية خطيرة.
والأخطر من ذلك أن الإنسان فى هذه الحالة يتحول من وظيفته التى من المفترض أنه
يتقلدها إلى موظف بدرجة مريض ويبدأ بعملية البحث عن علاج لمرضه
ناسياً أن العلاج يكمن فى قلبه الذى من المفترض أن يخفق بالحب وليس بالكره.
وقد أثبتت التجارب العلمية والاجتماعية والنفسية أن الإنسان قادر على تغيير مشاعره
تجاه أى شخص يمكن أن يكون قد كرهه أو حقد عليه، وذلك من خلال التدريب
والتفكير الإيجابى والتسامح والحب، وعندما يحلّ هذا النمط من التفكير الإيجابى
محلّ التفكير السلبى فإن الإنسان يكون قد اجتنب الأمراض العضوية منها والنفسية،
ويكون قد ارتقى بروحه وبأخلاقه وأصبح شخصاً محترماً
ومحبوباً لدى حتى ألدّ الأعداء له.
ويرى علماء النفس وعلماء الاجتماع أيضاً أن العلاج بالحب يعتبر طريقة سهلة
ولا تكلف الشخص سوى القليل من الجهد وبذلك يُعيد المرء توازنه إلى نفسه.
وقد يتساءل سائل: كيف لى أن أحب شخصاً أساء لى وأخطأ بحقى؟ وللإجابة على هذا السؤال نقول: أيها الإنسان، إذا أساء إليك أحدهم
فما عليك سوى الاسترخاء قليلاً، والبدء بالتفكير الإيجابى بذلك الشخص الذى أساء إليك،
أو ربما أخطأ فى حقك، وقل فى قرارة نفسك: ربما هذا الشخص له أسبابه،
وربما له دوافع جعلته يقترف هذا الذنب بحقى، ولا بد أن يكون مظلوماً،
حتى لو كان ظالماً، على أن أسامحه، كما أنه ليس قدوة لى.
ومن خلال هذا التفكير الإيجابى يكون الشخص قد أبعد عنه الكثير من
الأمراض العضوية والنفسية فضلاً عن التوازن الذى لن يفقده من خلال هذا التفكير الإيجابى.
ويكون قد فتح الطريق أمام إحساس الحب تجاه الشخص الذى أساء له،
هذا الإحساس الذى يمكن له أن ينتقل إلى الشخص المُسيء ويجعله يراجع نفسه
ويعيد حساباته ويبدأ يُدرّب نفسه على التفكير الإيجابى ويبدأ يعترى قلبه
الإحساس بالحب الذى يؤكد علماء النفس وعلماء الاجتماع على أنه وبكل أشكاله
مفيد للروح والنفس والجسد، فانظروا إلى المُحِب الذى ينبض قلبه لمحبوبه:
وجهه مشرق وعيناه مليئة بالدفء والحنان، ولأنه يحمل
صورة محبوبه فى قلبه فإنه يبدو فى أجمل صورة.
وانظروا إلى الأم التى تحب أولادها ويعتمر قلبها بالتفكير الإيجابى تجاههم
فإنها ترعاهم وتسامحهم، وهنا لا بد أن ننوه إلى أن تفكير الأم دائماً يكون إيجابياً
تجاه أولادها الذين مهما اقترفوا من ذنوب وارتكبوا من أخطاء
فإنها تختلق لهم الأعذار وتبقى إلى جانبهم وزادها فى ذلك "الحب".
وقِسّ على ذلك كل أنواع الحب الذى إذا ما دخل قلب المرء
يجعله قريب إلى الله والنقاء والنور.