بطلٌ أنا يَرهبُه كلُ الشِدادْ
فارسٌ أنا تعشَقه كلُ الجيادْ
بشِعرى أنا يتغنَّى كلُ العبادْ
صِيتى أنا يجوبُ كلَ البلادْ
فى كَونى ... أنا ليسَ لى أندادْ
فى زمنى ... أنا واحدُ الآحادْ
فى القبيلةْ ....
أنا السيفُ و الرمحُ و العِمادْ
أنا من يذودُ عن الحِياضْ
أنا القولُ والشعرُ والإسنادْ
أنا الشرفُ والعزُ والأمجادْ
لكنّ القبيلةْ....
لا ترى فِىَّ البلاغةَ والبطولةْ
القبيلةْ..
لا ترانى سوى ابنَ الرذيلةْ
و بأمرِ القبيلةْ ..
لا يعترفُ ببنوَّتى شَدَّادْ
*******
أحبَبتُ عبلةَ واستبدَ بى الجَوى
هى بنتُ عمى تبادلُنى الهَوى
لكِنْ ..
أنا العبدُ و عبلة السيدةْ
أبَوَانا أخَوَانِ ..
لكِنْ ..
أمُها حُرة ..
أمى أنا..
مُستعبَدةْ
********
وعمارةُ بنُ زيادْ
ينافسُنى فى الحبيبةْ
جعلتنى عبداً
وجعلته من الأسيادْ ..
هذه الدنيا الغريبة
الفارسُ المغوارْ
مَن يبدعُ الأشعارْ
لفضلِه يُستعبَدْ
والتافهُ الرقيعْ
يتعالَى على الجميعْ
وبمالهِ يستأسِدْ ..
ما تلكَ المُصيبة؟
لم يستطع - بنفسِه- أن ينافسَنى
لم يستطع- بنفسِه - أن يفاخرَنى
فقالْ :
"أنا ابنُ زياد ....
أنتَ ابنُ زَبيبة"
*********
الحربُ تأتى ..
والكلُ مرعوبٌ وَجِلْ
والكلُ يرجونى:
"باللهِ أقدِم ,عنترةُ البطلْ "
و برغمِ نُكرانِ الجميلْ
و برغمِ أنى بينهمْ..
عبدٌ ذليلْ
يحدونى شرفى ومعدنى الأصيلْ
عندَ الرجاءِ وفى البَلاءِ ..
أنا المُطيعُ المُمتثِلْ
كَراً و فَراً , لا أهابُ مَنيّة ً
جَسدى تُمزقه السيوف ُ.. دمائى تنهَمِلْ
و أرى مغانمَ لو أشاءُ حَويتُها
كلَ الجوارى و الجواهرَ و الإبِلْ
فيصُدنى عنها حياءُ و كبرياءْ
حربى بطولة .. لا مغانمَ أو رياءْ
لكنِّى ..
أعودُ بعدَ الحربِ فى هذا المساءْ
أُلقى بسيفى ..
لكى أرعى الإبِلْ
******
فى الحربِ مَدعوٌ أنا ....
للكَّرِ و الفَّرْ
فى السِلمِ مُمتَهَنٌ أنا ....
فى الحَلبِ و الصَّرِ
ما عُدتُ بعدَ اليومِ
لهؤلاءِ أصولُ و أنتصرْ
أنا لستُ فيهم ....
إلا ذليلاً محتَقرْ
*******
و تُغيرُ الأعداءُ يوماً
و الخيلُ قادمةٌ
على مَرمَى البَصَرْ
يرجونى شدَّادُ :
" أيا بُنى , هيا انتصِرْ "
الآنَ أصبحتُ ابنَهُ
فى وقتِ الشرْ
الآنَ قد أصبحَ أبى ....
و هو مُضطَرْ
********
و الآنْ ....
أنا جالسٌ فى مَجلسِ النُعمانْ
نِدَّانْ ....
صديقانْ ... و ربما أخَوَانْ
مَلِكٌ أنا له الجوارى و القِيانْ
سيدٌ أنا فى خدمتى الغِلمانْ
حالى تُحيرُنى
و أعجزُ عن وصفِها
أنا... مَلِكُ البيانْ
حاربت ُمن أجلِ عَبسٍ كثيراً
و كنتُ فيهم مُزدَرَى مُهانْ
و أتيتُ على النُعمانِ مُغيراً
فأكرَمَنى و أعَزَنى النعمانْ
حفظَ النعمانُ قَدْرى....
و عَبْسٌ دأبُها النِسيانْ
********
و تمرُ أزمانٌ طوالٌ
و كلُ عَبسٍ يواريها الثُرى
يفنى الجميعُ ....
مَن احتفى بى ....
و مَن ازدَرَى
و أظلُ فى سَما التاريخِ
من بينِ الكواكبِ و الذُرا
و ذِكرُ عبسٍ
يبقى خالداً بينَ الوَرَى
لأنَّ يوماً كانَ منهم ....
أبو الفوارسُ عنترةْ