Admin Admin
عدد المساهمات : 1147 تاريخ التسجيل : 05/02/2013
| موضوع: لولا القداسة لأدركنا الإهانة الجسيمة فى هذا. الثلاثاء فبراير 19, 2013 6:50 pm | |
| لولا القداسة لأدركنا الإهانة الجسيمة فى هذا. الإرث الذى ضيَّعته عائلة النبى 19/2/2013 خالد البرى منبع عظمة الشخصية المحمدية إدراكها للزمن، والواقع. هذا مثال أُحب كثيرا أن أشير إليه. من هم العشرة المبشَّرون بالجنة من الصحابة؟1) أبو بكر الصديق (تيم بن مرة).2) طلحة بن عبيد الله (تيم بن مرة).3) عمر بن الخطاب (عدىّ بن كعب).4) سعيد بن الخطاب (عدى بن كعب).5) عثمان بن عفان (بنى أمية - عبد مناف).6) علىّ بن أبى طالب (بنى هاشم - عبد مناف).7) عبد الرحمن بن عوف (زهرة بن كلاب).8) سعد بن أبى وقاص (زهرة بن كلاب).9) الزبير بن العوام (أسد بن عبد العزى).10) أبو عبيدة بن الجراح (الحارث بن فهر). لهؤلاء أهمية سياسية لا تَخفَى إلا على مكابِرة. والدليل أنهم بعد وفاة النبى كان منهم الخلفاء الراشدون، كلما مات منهم واحد انتقلت الخلافة إلى من بعده إما بـ«التعيين» ، أو بالشورى (فى ما بينهم). فقد فهم هؤلاء المرمى السياسى للنبى. والمرمى السياسى أن لا يستأثر بنو هاشم بسلطة. لكن يبدو أن الوحيدين الذين لم يفهموا ذلك هم أقرباء الرسول أنفسهم، بنو هاشم، ثم بنو أمية من بعدهم، ثم بنو العباس (من بنى هاشم) من بعدهم.فى الحديث الذى يتداولونه أن النبى قال لعلى بن أبى طالب إنه منه بمنزلة هارون من موسى. كان هارون أخا موسى. والاثنان من سبط اللاوى (أحد بطون بنى إسرائيل). وهو السبط الذى استأثر بالنبوة والإمامة، والسياسة، حتى اعترض بنو إسرائيل وأتوا بشاؤول ثم داوود ملكا «سياسيا». خدى بالك. لقد حدث هذا فى تاريخ بنى إسرائيل السابق للإسلام. وكان يجب أن يتنبه إليه بنو هاشم قبل غيرهم. أن لا استئثار ولا جمع بين السلطة الدينية والسلطة الزمانية أبدا، كما أدركه النبى محمد من قبل. لكنهم لم يفعلوا. وأرادوا أن يجعلوا فيهم الإمامة والنبوة، وسموا أنفسهم «أسيادا». ربما لا تشعرين بالمشكلة لأنك نشأت فى مصر، ولم تعيشى فى مجتمع شيعى. وعلاقتك بأشخاص كحسن نصر الله -مثلا- ومقتدَى الصدر لا تتجاوز الأخبار المتناثرة. قد تسألين: طيب وإحنا مالنا؟ أقول لك. إن ما نعيشه من تخلف سياسى فى مصر وغيرها من الدول العربية ليس بعيدا عن هذه الفكرة، التى لم ننجح فى إطفائها عبر ١٤٠٠ سنة. فكرة العائلة، الطائفة، أهل الثقة، أهل الفضل المنسوب إلى السماء أو غيرها من الادعاءات التى بلا دليل. حتى الآن أضحك لجهل مثقفين علمانيين ينتقدون المؤسسة الدينية السُّنية بالانحياز إلى النمط الشيعى. بينما الحقيقة أن المؤسستين الدينيتين -كلتيهما- ضيعتا الدين والدنيا. إن السياسة الحديثة -فى جوهرها- تفكيك للروابط القديمة، لصالح قيم «الكفاءة، والمساواة، والوطنية الجامعة». لو سألت أى إنسانة فى الطريق لن تعترض على هذا. لكننا للأسف لا نفهم تطبيقاته، ونقترف عكسه. لماذا؟ لأن النقيض مصبوغ بصبغة القداسة. ولولا القداسة لما تسيَّد الجهلاء فى مصر باسم الدين. ولولا القداسة لما استولوا على مساجدنا وحسينياتنا وجعلوا أنفسهم مرادفا للدين، بأموالنا ورضانا المضطر. لولا القداسة لتعلمنا أن ننظر إلى أفعال الناس لا إلى الشعارات التى يرفعونها. لولا القداسة لما تركنا مؤوى قتلة الحريرى وغيره من السياسيين اللبنانيين، مضطهد أنصار الدولة (سنة ومسيحيين وشيعة) فى لبنان يسرح ويمرح كأنه بطل. لولا القداسة لما تركنا الإخوان ينقلون إلى مصر النمط الشيعى فى الحكم، بمرشد أعلى، فوق الحساب والقانون، بالتعذيب والسحل والقتل المقدس، بالمسؤولين الذين لا يدخلون إلى الحمام إلا بإذن من ذلك المرشد غير المنتخب. لولا القداسة لأدركنا الإهانة الجسيمة فى هذا. والأهم الأهم، لأدركنا الحكمة السياسية لصاحب هذه الرسالة، حكمة المشاركة، «قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى»، وحكمة عدم التقديس، «وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل»، «إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلىَّ». هل يوحَى إلى نسله؟! ولو أدركنا الحكمة السياسية لكان أَولى بالمجتمعات الإسلامية أن تسبق إلى النزعة الفردية، وقيم المساواة، والعمل، والكفاءة، والتنافس، التى أدركها مارتن لوثر فى الدعوة البروتستانتية. ليس غريبا أن الدول التى تبنت هذا التوجه سبقت غيرها.. سلام على بريطانيا وأمريكا. خير أمّتين أُخرجتا للناس فى زماننا. | |
|