رسالتك تلك هى لسان حال شريحة عريضة من الشباب الشرقى وليس كلهم بالطبع،
الذى مهما تخيل أنه تحرر وتطور و(تفرنج)، إلا أنه وفى وقت الجد يجد نفسه تقليديا جدا،
وكلاسيكيا جدا، ومتمسكا بنفس أفكار والده بل وجده أيضا.
احترمتها، وأعجبت بها، وأحببتها، وسعيت خلفها، ولكن لمجرد أنها تجاوبت معك
نسيت كل شىء وبدأت تشك فيها وتظن أنها كان من الممكن أن تكون لغيرك،
كما كانت تماما لك.. ألن يأتى الوقت الذى تنتهى فيه هذه الفكرة؟!
أولا: لماذا تعطى لنفسك حق أن تعجب بها وتحبها، ويكون ذلك شعورا نبيلا وجميلا وصادقا،
بينما إن بادلتك هى نفس الشىء أصبح أمرا معيبا، مقلقا، ومثيرا للشك؟
هل المشاعر حكر على الرجال دون الفتيات؟ هل هى أمر طبيعى وفطرى ومقبول من الرجال
، وأمر مشين وشاذ وخارج عن المقبول فى حق الفتيات؟...أحببتها فأحبتك،
سواء كان حبك لها السبب، أو إعجابها بشخصيتك، أو اكتشافها للتوافق بينكما...
أيا كان السبب، ولكنها فى النهاية أحبتك، وتمنتك زوجا لها، وكانت صادقة معك،
وأخلصت لك، بدليل أنها انتظرتك طويلا ورفضت أكثر من عريس من أجلك،
كما قلت أنت بنفسك، ما العيب فى هذا إذا؟.
لا أرى فى ذلك أى شىء مقلق غير أنك تكون معتقدا أنها أحبتك فقط لأنك أحببتها،
وأنه ليس لديك ما يميزك عن الباقين لديها غير ذلك، لذلك فأنت تخشى أن تميل هى
إلى أى شخص يقدم لها (الشىء الوحيد) الذى تقدمه لها، وهو إعجابك بها، وحبك لها.
هل هذا ضعف ثقة بنفسك؟ هل ترى أن كل تأثيرك عليها
هو إسماعها كلمات الحب والإعجاب، الشىء الذى ضعف بحكم السفر والمسافات؟
هل تشعر بأنك أقل من أن تفضلك على غيرك حتى وإن أبدى لها آخرون الحب
أو الإعجاب أيضا؟، هل ستفرح وتطمئن إذا تزوجت بمن لا يرغبها غيرك؟،
أم إذا تزوجت بمن تفضلك على غيرك حتى وإن رغب فيها وأحبها آخرون؟
ثانيا: أنت تشعر بالذنب وبتأنيب الضمير لأنه كان بينكما تجاوزات ما، طبيعى جدا،
لأنها لم تكن شيئا صحيحا ولا مشرفا، لكن لمن؟... لك ولها، وليس بالنسبة لها وحدها،
فى هذه الأمور بالذات لا فرق فى الإثم بين الرجل والمرأة،
بل حتى أنه وفى الحالات القصوى التى يصل فيها الأمر إلى حد الزنا،عافانا وعافاكم الله،
فإن الشرع لا يفرق فى العقوبة بين الرجل والمرأة، يرى كلاهما آثما،
ويرى كلاهما يستحق العقوبة والردع.
لكن السؤال... لماذا تبرر لنفسك هذه التصرفات مع يقينك بأنها خاطئة، بينما ترفضها منها
ولا تجد لها أى مبرر؟، ألم تذكر فى رسالتك أنك أنت من كنت تطلب منها هذه الأمور،
وهى كانت تستجيب؟، لماذا كنت تطلب؟ ألن تبرر ذلك بأنه كان بدافع الحب،
وبدافع رغبتك الحقيقية فى الاقتراب منها؟ وبدافع أنك تكون سعيد بذلك؟
لماذا لا تجد أى من هذا مبررا لها؟ لماذا لا تصدق أنها فعلت ما فعلت أيضا لأنها تحبك
، وترغب فى قربك، وتسعد وهى معك؟...كان هذا خطأ، وفى غير أوانه،
يحدث خلسة وفى الظلام...أكيد، لكن لماذا تراه شيئا طبيعيا مفهوم الدوافع من جهتك أنت،
بينما تراه أمرا مشينا، مثيرا للشكوك، مفجرا للقلق من ناحيتها هى؟
ثالثا: تعرفها منذ 8 سنوات، وارتبطت بها منذ 6 سنوات، وهى تنتظرك منذ عدة سنين
لترتبط بك، وتقول أنك لا تشك فى أخلاقها أو سلوكها، وأنها تتكلم مع الآخرين كالمعتاد
سواء وأنت بجانبها أو أثناء سفرك، ما المطلوب أكثر من ذلك حتى تطمئن إليها،
وتهدأ بالا من جهتها؟...صدقنى أنا لو كنت شعرت بأى شىء غير طبيعى فى رسالتك
بخصوصها لكنت نبهتك فورا، لكن الحقيقة أنى أرى أن الأمور عادية جدا من ناحيتها
، والمشكلة كل المشكلة فى تفكيرك أنت، أنت تصرفت كشخص متفتح أكثر مما أنت عليه
فى الحقيقة، لا زلت تصارع نفسك للتخلص من بعض أفكار الرجل الشرقى
والتى ليست كلها بصحيحة وليست كلها خاطئة بالمناسبة، تحب وتهيم بمن أحببت،
وتتحرق شوقا لأن تبادلك هى أيضا الحب، ولكنك فى قرارة نفسك تتمنى لو أنها لم تفعل،
حتى تتطمئن وتتأكد من أنها لم تكن لتفعل ذلك يوما ما، لا معك ولا مع غيرك،
ناسيا تماما أنها فعلت ذلك معك أنت بالذات، لأنها أحبتك أنت بالذات،
تماما كما فعلت أنت معها هى بالذات،
وليس لأنها سهلة أو لأنها متاحة للجميع وفى أى وقت.
رابعا: تفكر فى أن تتراجع وتتزوج بأخرى، والتى يجب ألا يكون ليس لها علاقة بالنت،
ولا تتحدث مع الآخرين، وألا يكون لها رأى من الأصل كى لا يعجب بها غيرك؟
هل هذه هى مقومات الزوجة المثالية فى نظرك، وماذا لو كانت مختلفة عنك قلبا وقالبا؟
وماذا لو كانت لا تحبك، وماذا لو لم تستطع أنت حبها، وماذا لو كان لها علاقات سابقة
ولكن ليس عن طريق النت؟ وماذا لو ولو ولو.....؟، هل ستهدأ وترتاح حينها؟
وهل تعتقد أنك ستنسى فتاتك الأولى تلك وتستغنى عنها هكذا ببساطة وسهولة؟
اعتقادا منك بأن هذا هو الحل الصحيح، لأنها كانت فتاة تتحدث مع الآخرين على النت!
، ولأن لها رأى قد يثير إعجاب الآخرين! ولأنها أجرمت وأذنبت وأحبتك؟!...
هل هذا منطق يا أخى؟ هل تعتقد أنك ستسعد يوما إن فعلت هذا؟
لن أقول لك تزوج فتاتك أو لا، فلا أحد يملك الحق لأن يدفعك لفعل ذلك، لكنى فقط أريد منك
أن تفكر فى كل ما قلت، وتحسم أمرك وتتيقن من أن ما حدث، أنها بادلتك الحب،
ليس بالجريمة أو بالأمر المشين حتى تهد المعبد على رأسك وعلى رأس فتاتك،
التى كل ذنبها أنها أحبتك، لا تتقدم لطلب يدها إلا بعد أن تتأكد أنها فعلت كل ما فعلت
من أجلك أنت، وحدك، ولأنها صدقتك، وآمنت لك، أنت بالذات وليس أى شخص آخر غيرك،
ولا تأخذ أى خطوة قبل ذلك، لأنى أخشى ما أخشاه أن تظل تشك فيها أو فى زوجتك المستقبلية
أيا كانت بعد ذلك، لمجرد أنها ستبادلك الحب والحنان وما هو أكثر، لأنك ستظل تفكر
(يا ترى هل تفعل ذلك معى لأنى أنا؟ أم أنها كانت ستفعل ذلك مع أى شخص آخر
كان سيصبح زوجها؟)...
وفى هذه الحالة ستظل تتعذب بقية حياتك ولأجل غير مسمى.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]