Admin Admin
عدد المساهمات : 1147 تاريخ التسجيل : 05/02/2013
| موضوع: سيحصل علي اللقب أخيراً الأحد مارس 03, 2013 12:11 pm | |
|
في حفل تخرج سيقام بقصر ملكي مهجور. سيقلده مدير الأمن القومي للكوكب وساماً وشهادة بأنه أصبح مشاء عظيماً.
يبدأ عبده كل يوم رحلة سير من التاسعة صباحاً حتي التاسعة والنصف مساء بثبات لا يعرف "سهام التلفت" عندما ينتهي. يسجد شاكراً عون الله الذي منحه القوة لإتمام يومه.
يصحو علي رنة إس إم إس علي هاتفه. تنبئه بغايته وخارطة سيره: جمع علب الزبادي الفارغة قارن بين عدد أغطية زجاجات المياه الغازية والكانز التقط صوراً لعشرة آلاف أنف. أجمع المباسم المبعثرة بجوار المقاهي. فرقع صاروخاً كل خمسمائة متر من المشي. لا تجمع شيئاً ولكن ابق ذهنك مثبتاً علي كلمة "فاير" طيلة الطريق. أجمع كل ما يمكنك جمعه وابق ذهنك فارغاً طيل الطريق. دون ملاحظاتك عن تعرجات الطريق. خرابيش أعمدة الإنارة. دون ردود الأفعال إذا غمزت لشخص من بين كل مائة تقابلهم. الأبنية المتصدعة. كم شخص يعتقد أنه ملاك هابط من السماء. أو تتعقبه المخابرات.
مثقل القدمين والظهر بحمل اليوم. يقذف ما جمعه في النهر. بيقين أنه لم ينقض ما غزله. وأن أمانته مودعة في مكانها الصحيح. تتلقفها روح المشائين الأعظم وتباركها.
كل شهر كان راتبه يصله علي حسابه في البنك بثبات.
كان عبده يعلم أنه ليس الوحيد. الذي يحرز قوت يومه من المشي. وأن لم كن يعلم لدي من يعمل. فشل في التخمين. حتي جاءه الرسول. باليقين. تعمل لدي أكبر كيان "علي وجه الأرض" الأمن القومي للكوكب.
كان يشع بذلك طيلة الوقت: أنه ينتمي إلي شيء ضخم. سام. شجرة كبيرة وارفة. مثمرة. لا تسقط وراقها الا لتتجدد. كان ذلك هو سر اليقين الذي ينتابه كلما قطع مسافة وسأل نفسه عن الجدوي "أصبحت الآن عضواً حقيقياً في العائلة" قال الرسول شعر عبده أنه يستحقها. لم تذهب خمسة وثلاثون عاماً من المشي سدي. أحمد الفخراني
| |
|