الأهداف 1-١. فلننظر إلى المستقبل إذن. معًا سنحقّق نتائج أفضل كثيرًا.

Admin عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013

2/4/2013

خالد البرى

تعجَّبت أن بعضًا اعتبر دعوتى إلى التوافق الوطنى هجومًا على البرادعى.

ومنبع عجبى أننى واثق أنه لو قرأ المقالات التى كتبتها فى هذا الشأن فسوف يتّفق مع كل حرف فيها.

دعونى أبدأ المرافعة من نقطة غير متوقّعة. لقد كان البرادعى وأنصاره من المصوتين بـ«لا» على التعديلات.

لأنهم أدركوا -بغض النظر عن التعديلات نفسها- أنها مقدمة لمسار يحتكم إلى الصندوق دون تهيئة الوضع.

وأن الرابح الوحيد من ذلك قوى معادية للديمقراطية. وقتها انحاز مشاهير من النشطاء للتصويت بـ«نعم».

الغريب العجيب أن هؤلاء «الثوريين» الذين انحازوا إلى التصويت بـ«نعم»،

هم أنفسهم الذين لا يزالون يتحدّثون عن الثورة كمانحة شرعية للتصرفات.

لم يدروا أن الصندوق، بتأييدهم، منح الشرعية للسياسة.

كثير من نشطائنا السياسيين أصحاب عقل ميلودرامى. لا يبنى المشاهد منطقيًّا.

وليس قادرًا على تخيّل النهايات المنطقية الواقعية لكل قرار من قراراتهم. يظنون أن باستطاعتهم فى السياسة

أن يقتلوا البطل فى أول الفيلم، ثم يظهرونه فجأة فى آخر الفيلم. المخرج عايز كده. «الثورى عايز كده».

وهذا يدل على قصور فى التفكير، وضعف فى البصيرة السياسية، ويشكّك فى أحقيّتهم، لأن يكونوا قادة رأى.

ولو أنصفوا لتواضعوا. ولكفوا عن النظر فى المرآة، والمبالغة فى تزيين أنفسهم والإعجاب بها.

ولخرجوا إلى البلكونات، لن أقول الشارع، وأدركوا أن المسار السياسى الذى اختاروه يحدّده هؤلاء السائرون فى الشارع

. صاحبة المخبز، الحلاق، البقالة، الموظفة، الصنايعى، سائق الميكروباص، وغيره وغيرها.

لكل منهم نفس الثقل التصويتى الفردى، الذى يمثّله الناشط، أو صاحبة الأكّاونت على «تويتر»، التى يتناقش معها،

ويستمع إلى آرائها. أما الثقل التصويتى الجمعى، فيميل طبعًا طبعًا إلى صالح هؤلاء السائرين فى الشارع.

اسألى السائرين فى الشارع من موضع ثقتهم. أدركى الحقيقة. ابنى عليها -من فضلك-

توقعًا واقعيًّا لما ستسفر عنه أى انتخابات قادمة. (لو)

لا تظنّى أننى أستبعد المسار الثورى من المعادلة. ولكن أطلب منكِ أيضًا -لو سمحتِ- أن تقدّمى رؤية متكاملة لمسار ثورى.

فحتى لو أسقطنا الإخوان فى الشارع فسنحتاج إلى حشد جماهيرى وتفويض شعبى يقف إلى جانبنا،

إلى جانب مبادئ ٢٥ يناير الحقيقية المعلنة، ويدعمها. فكيف ستأتين به؟

سأفاجئك. سأقدم أنا لك رؤية لمسار «ثورى» واقعى. أزمة اقتصادية كبيرة، غضب مجتمعى ومظاهرات حاشدة،

يواجهها الإسلامجية بميليشياتهم على طريقة حرب الشوارع، يضطر الجيش إلى النزول ليسيطر على الوضع.

وسأفترض أن الجيش لن يستأثر بالحكم. وأنه سيعلن مباشرة عن انتخابات ديمقراطية.

ألن يحتاج «أنصار الثورة» وقتها، مرة أخرى، إلى ثقل جماهيرى؟ من أين سيأتون به؟

أولًا: لو فاكرة إنك إنتى و«أنصار النقاء الثورى» اللى هيسيطروا على الوضع،

يبقى فكك منى، وسيبك من باقى المقال. مستعصية.

ثانيًا، هذا السيناريو سيبعد الناس عن «٢٥ يناير» أكثر. وسيجعلهم فى صف العودة إلى حكم يشبه حكم مبارك.

وبالديمقراطية. إيه رأيك.

ثالثًا، حتى مع افتراض هذا المسار «الثورى»، الناتج عن غضب جماهيرى، ونزول للجيش ليحفظ الأمن فقط،

وحفاظه على الديمقراطية. فإن فرصتنا الأفضل لدولة لا تنتمى إلى القرون الوسطى

هى الوصول إلى توافق مع أنصار الدولة القديمة. مَن أدركوا منهم أن لا عودة إلى ما قبل ٢٥ يناير.

وهم -صدقينى- الأغلبية بين نخبتهم الفكرية المؤثرة. وهم التيار الوحيد حاليًا الذى ينافس الإخوان على الشارع العادى،

على المواطنين البسطاء. كلا الفريقين تغيّرا. هذه ديناميكية السياسة.

إن صورة تجمع بين البرادعى وشفيق ليست كما تعتقدين تسويقًا للفريق، أبدًا، بل هى تسوق البرادعى

بين صفوف الكتلة الجماهيرية الأكبر. وبالتالى فإن فى هذا تسويقًا لمبادئ يناير

فى أوساط لم تصلها «الثورة»، أو وصلتها فنبذتها.

لا تخدعى نفسك، ولا تحسبى أنك تتفضّلين على أحد: فى هذا مخاطرة من شفيق بقدر ما فيه مخاطرة من البرادعى،

وأكثر. لكنها مخاطرة لا بد منها لصالح مصر. مخاطرة تحتاج إلى سياسيين شجعان،

يشعرون بالمسؤولية، وينظرون من البلكونة، وليس إلى المرآة.

لقد تبادلنا نحن وهم السباب والإهانات كثيرًا. ولقد أثبتنا قدرتنا على إزاحة دولتهم،

بينما أثبتوا هم قدرتهم على تعطيل دولتنا. يعنى ١-١. فلننظر إلى المستقبل إذن.

معًا سنحقّق نتائج أفضل كثيرًا.

» الرعب فى المستقبل .....
» القوات المسلحة انتشرت فى كافة محافظات الجمهورية اعتبارا من الساعة الثانية صباحا لحماية الأهداف الحيوية..
» فلا تكن الخيـــل أفضل منــــــــك ..!