شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: عقوبة السجن تعزير والقصاص حدود السبت مارس 09, 2013 5:09 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يقول رجل من عامة الناس: أمرني عمدة البلد أن أقتل رجلاً كان يؤذيه ويتطاول عليه. ويهدده بكشف ألاعيبه ويتوعده بالقتل. فامتنعت عن تنفيذ هذا الأمر. واحتجبت عنه أياماً. فلما وجدني هددني بالقتل. وهو رجل ظالم لا يبالي بسفك الدماء خصوصاً دماء الأبرياء. فأجبته إلي ما طلب وقتلت الرجل الذي أمرني بقتله وقد مضي علي هذه الحادثة ثلاثون عاماً. وأنا نادم كل الندم علي اقتراف هذا الذنب الكبير.
وقد قبض علي يومها وحكم علي بالسجن لمدة خمسة وعشرين عاما فهل لي من توبة؟ وهل بهذا السجن أكون قد نلت عقابي؟ وماذا أفعل لكي أريح ضميري وأصحح توبتي وأرضي ربي. وهل أتقدم إلي أهل المقتول ليأخذوا ثأرهم مني حتي أتخلص من ذنبي؟
** يقول د. محمد بكر اسماعيل عميد كلية الدراسات الإسلامية بالازهر السابق:
رسالتك هذه رسالة مؤلمة ومؤثرة.. وسأجيبك عما سألتني عنه في النقاط التالية:
1- كان من الواجب شرعا أن تقتل أنت والعمدة قصاصاً حيث إنك قمت بالقتل وكان عليك ألا تقدم عليه حتي ولو كان في ذلك قتلك لأن نفسك ليس بأفضل من نفس الرجل الذي قتلته.
وحيث ان العمدة. هو الذي أمرك بقتله يكون شريكك في الإثم. فيستحق ان يقتل عقوبة له في الدنيا "ولعذاب الآخرة أكبر".
والسجن مهما طال لا يقوم مقام القصاص أبداً.
2- وليس من الواجب عليك أن تتقدم لأهل المقتول ليقتلوك أخذا بالثأر ولكن يجب عليك أن تطلب منهم العفو. فإن عفوا وطلبوا الدية فأعطهم الدية. وإن عفوا من غير دية فذلك من فضل الله عليك.
والدية مائة جمل أو ثمنها تدفعها قبيلتك لأولياء المقتول.
فإن لم يعفوا ويصفحوا تقدمت إلي الحاكم ليقتص منك. هذا هو حكم الشرع ولكن أين من يطبق الشرع في بلدنا؟
3- لهذا أنصحك أن تعيش بعيداً عن البلد الذي قتلت فيها نفساً بغير حق. وأن تختار قوماً صالحين تقضي معهم بقية عمرك. وأن تجتهد في الطاعة. وأن ترجو العفو من الله. ولا تقنط من رحمة الله. فالله عزوجل قادر علي أن يغفر لك ويرضي عنك خصومك يوم القيامة.
يقول الله عزوجل في سورة الزمر: "قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم".
ويقول في سورة طه: "وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدي".
ويقول في سورة فصلت: "وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون".
والآيات في هذا المعني كثيرة. والأحاديث في قبول التوبة أكثر من أن تعد.
وأعظم حديث يدخل علي قلبك الطمأنينة والرجاء هو ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً. فسأل أعلم أهل الأرض. فدل علي راهب. فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفساً. فهل له من توبة؟ فقال: لا. فقتله فكمل به مائة. ثم سأل عن أعلم أهل الأرض. فدل علي رجل عالم. فقال: إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال: نعم. ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلي أرض كذا وكذا. فإن بها أناسا يعبدون الله تعالي فاعبد الله معهم. ولا ترجع إلي أرضك فإنها أرض سوء. فانطلق حتي إذا نصف الطريق أتاه الموت. فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائباً مقبلاً بقلبه الي الله تعالي. وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيراً قط. فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم - أي حكما - فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلي أيتهما كان أدني فهو له. فقاسوا فوجدوه أدني إلي الأرض التي أراد. فقبضته ملائكة الرحمة".
وفي رواية: "فكان إلي القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل من أهلها". وفي رواية: "فأوصي الله تعالي إلي هذه أن تباعدي. وإلي هذه أن تقربي. وقال: قيسوا ما بينهما فوجدوه إلي هذه أقرب بشبر فغفر له". وفي رواية: "فنأي بصدره نحوها".
وهذا الحديث يعطيك الأمل في قبول توبتك فمهما كان ذنبك عظيماً فعفو الله أعظم.
ولكن لا ينبغي علي العبد أن يقدم علي الذنب طمعاً في رحمة الله. ويقول: أفعل الذنب ثم أتوب. فهذا فكر منكوس فمن كان هذا حاله كان كالمستهزيء بربه عز شأنه.
| |
|