ليه تخلّيهم يستنّوا جودو لما ممكن تكشفى لهم حقيقته «1» 7/2/2013 خالد البرى حين يكون أنصار «الدولة الراعية» بلا زعيم سياسى علنى، فمن المتوقع جدا
أن يعمدوا إلى النكاية فى الإخوان وعدم الالتزام بحدود «العمل السلمى» الذى تدعو إليه
جبهة الإنقاذ. بل لعل بعضهم يبالغ فى النكاية فى الإخوان حين تدعو جبهة الإنقاذ إلى «السلمية». ليه؟
1- لأنهم لن يكونوا مسؤولين سياسيا. كل المسؤولية السياسية ستحلّ على جبهة الإنقاذ. هذا ما رأيناه. ثم يستغل الإخوان ذلك للضغط على جبهة الإنقاذ ودفعها إلى اتخاذ مواقف سياسية محبطة جدا للشارع. 2- نكاية فى جبهة الإنقاذ، وتعمُّدًا لإظهار فشلها، ومحدودية تأثيرها. هذا فى حد ذاته رسالة سياسية مفهومة من شريحة كبيرة جدا من المصريين، الزعماء السياسيون الموجودون على الساحة لا يرضونها ولا تثق بهم، وما يرضيها من الزعماء ليس موجودا. 3- دفعا للأمور إلى نقطة صدام تستدعى تدخل الجيش. هذه الطائفة لا ترى خيارها مطروحا على الساحة السياسية. ومن بين الخيارات المطروحة على الساحة لا تثق إلا بالجيش. وعودة الدولة العسكرية. لأنها لا تثق بالإخوان بقدر عدم ثقتها بالقوى الثورية. وساعة الرمل الاقتصادية فى صفهم. لهذه الأسباب جميعا يجب أن تعلم جبهة الإنقاذ أن من مصلحتها أن ينزل
من يمثلون هذه الشريحة «الغائبة الحاضرة» إلى الساحة، وأن يعملوا فى العلن،
لكى «يوّرونا شطارتهم». ويجب أن يفهم مؤيدو الدولة الديمقراطية المدنية
أننى حين أدعو إلى هذا فإنه اجتهاد، تكتيكى، لتعديل شروط اللعبة. أسأل فيه نفسى
ماذا أفعل هنا لو كنت مديرا فنيا لفريق مشترك فى هذه المنافسة. فريق مؤثر ميدانيا،
لكنه قليل التأثير سياسيا بسبب قلة العدد، كما أنه ليس كتلة واحدة كما يعتقد البعض.
جزء كبير من الجماهير تسبّه، وتقول له لو كان «اللعيب» بتاعنا موجودا لخلّص المباراة.
من مصلحة هذا المدير الفنى أن يقضى على هذه الأسطورة. وأن يحول «الأشباح»
التى لا تتحمل مسؤولية أفعالها إلى «أجسام» تتبنى مواقف علنية وتحاسب عليها.
كما يجب أن يعلم مؤيدو الدولة المدنية الديمقراطية أن الأفعال -لا النيات- تحدد المصائر.
إنكم فى سعيكم الدؤوب لمنع عودة الديكتاتورية العسكرية تهيِّئون كل الظروف لإعادتها.
الشريحة الكبيرة من المصريين التى تعارض الإخوان لكنها لا تثق بكم أمامها خياران:
إما زعيمـ/ـة يثقون بهـ/ـا أو الجيش. ما الأفضل بالنسبة إليكم؟!
فى السياسة علاقة بالفيزياء لا تخفى إلا على ذوى العقول الرياضية.
الذين يبنون تفكيرهم على الظاهر من الأشياء. يعلمون أن ثلاث تفاحات
زائد ثلاث تفاحات يساوى ستا، ولا يفكرون لماذا تسقط التفاحات الست جميعها إلى الأرض.
ولا يفهمون لماذا تنفجر الحاوية إن وُضعت فوق اللهب دون أن يكون لها «منافذ».
قليلون من يحوّلون الخفىّ من «القوى» إلى قيم تدخل فى المعادلة.
الرد المحفوظ وسط الشِّلَل السياسية: البرى يدعو للتعاون مع النظام السابق،
وممثله أحمد شفيق. هذا غباء ما بعده غباء. أنا أدعو لنزول الفريق أحمد شفيق أو غيره
إلى الساحة العلنية، دون أن يكون فى ثنائية أمام الإخوان. أريده أن يتحول من «بطل مظلوم»،
إلى زعيم يتوه وسط غيره. أكبر عقاب لزعيم سياسى أن تجعليه يخوض الصراع اليومى.
وأكبر هدية أن تعطيه مبررا للانسحاب والاكتفاء بإطلاق التصريحات.
تخيلى الفارق بين أسهم البرادعى حين كان رئيسا لجمهورية الضمير، صاحب الحِكَم
والحلول السحرية، وبين أسهمه منذ أن نزل عن «عرشه» وصار محاسَبًا على النتائج
لا التصريحات. بل تخيلى الفارق بين أسهم الإسلامجية حين كانوا ينطقون «ذهبا»،
وبين أسهمهم حين صار المطلوب منهم أفعالا لا أقوالا. إنكم تحوّلون شفيق إلى جود
و الذى تنتظر الجماهير وصوله فى محطة القطار.
إن فى دعوتى إلى إنزال الفريق شفيق (أو غيره) إلى الساحة توريطا له، لا تكريما.
هذا اجتهادى التكتيكى. لكن لو حضراتكم ترون أن طريقة اللعب ٤-٣-٣ طريقة
لعب مقدسة، وأن تغييرها خيانة للقضية، لا طبعا ماتخونوهاش، موّتوها.
التار ولا العار يا هنادى. بالذمة مش عيب يا بتوع الشعب هو المعلم،
واحد ليبرالى زيّى هو اللى بيقول لكم سيبوا الشعب يعبّر عن اللى عايزه؟ مش عيب؟!!