08.06.2013
محمد حليم بركات
إذا كنت تمتلك حساباً على موقع التواصل الإجتماعي « تويتر » ستعرف معنى « #الهاشتاج »
وأهميته وكيف ينشأ وكيف يدار.. أما لمن لا يمتلك حساباً فهي عبارة عن عناوين لغرف
تذهب « التغريدات » إليها بمجرد كتابتها بهذه الطريقة.
قبل الـ٣٠ يونيو بأيام معدودات بدا للجميع أنه لن يكون يوم كباقي الأيام .. يبدأ بشعارات ثم ينتهي بتمنيات ..
فكانت كل المؤشرات تشير إلى أنه يوم إستثنائي في تاريخ مصر، وفور إعلان حملة « تمرد »
عن رقم ٢٢ مليون توقيع ومؤتمر « جبهة الإنقاذ » التي أعلنت فيه أن وقت التفاوض قد إنتهى
تصريحات وزير الدفاع ووزير الداخلية بأنهم لن يتصدوا إلى أي تظاهرات ..
بدا على جماعة الإخوان وتابعيها القلق والتوتر فإن كان نصف هذا الرقم صحيحاً
فمعنى هذا أن «مرسي» بصدد خروج أعداد إلى الشارع ضعف ما خرجوا على « مبارك »
في الـ ١٨ يوم الأطهر في تاريخ مصر، وتنحى « مبارك » من أجل أعداد قليلة مقارنة بهذه الأعداد ..
فما كان من الجماعة وحواريها إلا أن يطعنوا في وطنية هؤلاء الخارجين على «مرسي» بأنهم «فلول»
يحركهم « أحمد شفيق » من « دبي » بالإتفاق مع « السيسي » وسوف يعود بمجرد خلع « مرسي » ..
وبدأت اللجان الإلكترونية في تشويه اليوم قبل أن يأتي فكان لديهم إسلوباً موحداً على « تويتر »
بهذه « الهاشتاجات » « #تمرد #إنقلاب #٣٠يونيو #شفيق #فلول » ..
وكأن الفريق الهارب يستطيع أن يحرك مصر كلها بأصبعه .. فإذا كان الهارب يستطيع السيطرة على ٢٢ مليون مصري
من « الفلول » فكيف خسر الإنتخابات؟ ولماذا هرب؟ .. وكيف سقط مبارك من قبله إذا كان يريده كل هؤلاء؟
لم يكن « الطيار المتقاعد » ومنذ إعلانه الترشح لإنتخابات الرئاسة شخصية متوافق عليها
من « الفلول الأصليين » أنفسهم وهؤلاء هم من كانوا الصف الأول والثاني والثالث
في « الحزب الوطني » المنحل .. فتصريحاته المتهورة وعدم لباقته في الحديث كانت مصدر قلق لهم،
وكانوا ينتظرون رد « عمرو موسى » على الموافقة على الصفقة، حتى جاءهم الرفض فلم يكن أمامهم
سوى العرض على « أحمد شفيق » الذي كان ينتظر هذا العرض بلهفة .. لهذا وصل إلى جولة الإعادة،
وتبين لنا من الجولة الأولى للإنتخابات أن أعداد « الإخوان » وحوارييهم تقترب من أعداد « الفلول »
ومنتفعيهم .. أما جولة الإعادة فكان « تصويت الخوف » هو المسيطر على الجميع،
فمن خاف من حكم الإخوان صوت مقهوراً لشفيق .. ومن خاف من عودة دولة مبارك صوت مجبراً لمرسي.
هروب « الطيار الخاسر » في الإنتخابات كان مخططاً له من قبل، فكم بلاغات الفساد التي قدمت ضده
وكان مصيرها درج مكتب « النائب العام » كانت كفيله بأن تسحب منه كل ممتلكاته ويكمل حياته
بجوار رئيسه الأخير .. ولم يكن لتلك البلاغات أن تنتظر طويلاً حبيسة « الدرج الخشبي »
فكانت النصيحة في أذنيه وشنطه جاهزة في يوم إعلان النتيجة .. فأما ستسبقه إلى قصر الرئاسة
وإما إلى مخزن الطائرة حيث الهروب بتذكرة ذهاب من دون عودة.
صَدق بعض من ثكالى « الفريق السابق » إفتراءات الإخوان على ٣٠ يونيو وبدأوا يتحدثون عن عودته
المؤكدة لخوض الإنتخابات الرئاسية القادمة، متناسيين أن المعادلة قد تغيرت ..
فالثورة التي قامت ضد « مبارك » ونظامه الذي كان « شفيق » جزأً منه .. تحكم الأن ..
وهؤلاء لا يعرفون سوى تحقيق العدالة على الجميع .. فلا تظنون أن خروج الإخوان من السلطة
يكون مقابله التصالح في الفساد الذي سبقهم بمبدأ « عدو عدوي صديقي » ..
فلم ننسى أنكم أنتم أعداء الثورة الأصليون ولن تتهاون الثورة في تطبيق العدالة عليكم قبل الإخوان.
« الطيار المنكوب » يدرك هذا جيداً .. لذلك لم يفكر في العودة ولن يعود ..
إلى إذا قرر المثول أمام المحكمة لتحقيق العدالة .. وهذا مستحيل أن يحدث من أمثال هؤلاء.