شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: الحكم بالإصلاح وليس بالصلاح الجمعة مارس 15, 2013 1:18 am | |
| الحكم بالإصلاح وليس بالصلاح [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] د. سعد الدين الهلالى عرقلة الأمور وتأزيم القضايا وتعقيد المسائل وإفشال النجاح وبث الفتن، كلها أعمال لا تحتاج إلى حكمة ولا إلى حكماء، بل يملكها السفهاء والموتورون، كما تقع من الحمقى والجهولين، ولذلك ينكرها الإسلام ولو كانت من آحاد المسلمين، بل أنكر الله عليهم وصفهم لأنفسهم بالمؤمنين، ووصفهم سبحانه بالمرضى، من أجل إفسادهم؛ فقال سبحانه: «ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين. يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون. فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون. وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون» (البقرة 8-12)، وهؤلاء وإن وقع ظلمهم على البعض إلا أن الله تعالى حمّلهم مسئولية ظلم الإنسانية وإفساد الحياة كلها، فقال سبحانه: «من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفس اً بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً» (المائدة: 32). أما تسيير الأمور ولملمة القضايا وحل المسائل وإصلاح الفشل وانتزاع الفتن، فهى من خصائص أهل الحكمة والحكماء الذين إذا تكلموا أصابوا، وإذا سكتوا أفادوا، وإذا فعلوا أعمروا وأكرموا وأسعدوا، ولذلك يمدح الإسلام إصلاحهم ولو كان من غير المسلمين، فقال سبحانه: «من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون» (الروم: 44)، وقال سبحانه: «من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد» (فصلت: 46)، وقال سبحانه: «وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين» (الشورى: 40). وهؤلاء وإن أظل عدلهم البعض إلا أن الله تعالى منحهم شرف إنقاذ الإنسانية وإصلاح الحياة كلها، فقال سبحانه: «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً» (المائدة32). والأصل فى ولاة الأمور أن يكونوا حكماء من خيار الناس الذين يحبون الناس ويحبونهم؛ لقوله تعالى: «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر» (آل عمران: 159)، ولما أخرجه البيهقى وابن حبان برجال ثقات، وصححه الحاكم عن أبى زهير الثقفى أن النبى صلى الله عليه وسلم، قال: «توشكوا أن تعرفوا خياركم من شراركم». قيل: بماذا؟ قال: «بالثناء الحسن والثناء السيئ. أنتم شهداء بعضكم على بعض»، وأخرج ابن حبان بإسناد قوى عن عوف بن مالك الأشجعى، أن النبى صلى الله عليه وسلم، قال: «خياركم وخيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشراركم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم». وحب الناس لولاة الأمور لا يرجع إلى صلاحهم الذى لا يعرف حقيقته إلا الله، وإنما يرجع إلى إصلاحهم الذى يراه الناس، كما أن بقاء الملك لا يكون بالصلاح وإنما يكون بالإصلاح. يقول تعالى: «وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون» (هود: 117)، ولذلك قال ابن تيمية فى «رسائله وفتاواه»: قيل: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة، ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام. ويقول ابن القيم فى «الطرق الحكمية»: إذا ظهرت أمارات العدل، فثم شرع الله ودينه، وصدق الله حيث يقول: «وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل» (النساء: 58). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|