شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: الحروب الأهلية مثل السرطان وممكن الدول تكون فى حرب أهلية ولا تعرف ... الثلاثاء مارس 19, 2013 5:50 am | |
| الحروب الأهلية مثل السرطان وممكن الدول تكون فى حرب أهلية ولا تعرف الإثنين 18-03-2013 معتز بالله عبد الفتاح «تعرف إنك من ساعة ما قلتها فى التليفزيون وهى عمالة تلعب فى دماغى». قال لى صديقى محمد الميكانيكى. سألته: «ماذا تقصد؟ ما إنت عارفنى أعز الرغى فى الفاضية والمليانة». «لما قلت إن الحروب الأهلية مثل السرطان وممكن الدول تكون فى حرب أهلية ولا تعرف ذلك إلا بعد عدة سنين». قالها صديقى محمد الميكانيكى ويبدو عليه الحزن الشديد. «آه طبعاً، لأن الناس عادة تظل فى حالة إنكار والتقليل من شأن المشاكل واستخدام لغة مراوغة حتى لا تواجه مسئولياتها، ولكن حين يتوغل المرض وتبدو آثاره على نحو لا يمكن إنكاره، يتوقف الناس ليتساءلوا: متى بدأت هذه المصيبة؟ فيكتشفوا أنها بدأت من فترة ولكنهم كانوا ينكرونها. يعنى مثلاً، لو لا قدر الله استفحل العنف على مستوى أعلى مما هو قائم فى مصر الآن، سنأتى لنسأل: متى بدأ عنف الحبة دول ضد عنف الحبة دول؟ وسيكون الزمان هو 5 ديسمبر 2012 وسيكون المكان هو أمام قصر الاتحادية، حيث يروى الحبة دول الرواية من وجهة نظرهم ويروى الحبة دول الرواية من وجهة نظرهم. وكل طرف سيقول: وكنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة، والحمد لله من ساعتها والبلد فى حالة احتراب متصاعد ودمرنا الحبة دول، والحمد لله انتصرنا عليهم. ربما فقط تكون البلد كلها انهارت، والناس جاعت، وسيناء أصبحت مرتعاً للإرهابيين. لكن هذا ثمن بسيط حتى ننتصر على الحبة دول». قلت لصديقى. «إيه ده؟ هو ممكن يحصل كده فعلاً؟» سألنى صديقى. «كل شىء ممكن، إن لم نتنبه أن بعض مدعى البطولة والزعامة الافتراضية أصبحوا يعبثون بمقدرات الوطن. وهم فى طريقهم لتدمير الحبة دول، يصادرون على مستقبلنا ويقررونه لنا. وبما أنهم ليسوا أهل حكمة، فمن الوارد للغاية أن يشعلوا فى البلاد ناراً لا نستطيع أن نطفئها إلا بعد سنوات. كل أحداث العنف التى تبدو بسيطة هذه، تكون هى مستصغر الشرر الذى تترتب عليه كبريات النيران. يروى المؤرخون أن يوم 13 أبريل 1975 كان هو بداية الحرب الرسمية للحرب الأهلية مع محاولة فاشلة لاغتيال الزعيم المارونى بيار الجميّل قام بها مسلّحون فلسطينيون ورداً عليها حصلت حادثة عين الرمانة التى هوجمت فيها إحدى الحافلات المدنية وكان يوجد فيها ركاب فلسطينيون مما أدى إلى مصرع 27 شخصاً، ثم دخلت لبنان فى حرب الجميع ضد الجميع. وما كان كل هذا إلا حوادث من ضمن عشرات الحوادث التى شهدتها لبنان قبلها بسنتين. ولكن كان كل المطلوب هو إعلان أن الحبة دول والحبة دول قرروا يلعبوا على المكشوف. وضيعوا البلد فى حرب استمرت 16 سنة و7 شهور؛ لأن الحبة دول والحبة دول لا يقدرون مخاطر اللعب بالنار فى بيئة بدأت بانقسام ثم تحولت إلى استقطاب ثم احتقان ثم احتكاك ثم عنف منتظم. ولهذا كان بعض العقلاء يطالبون بألا يحدث تقارب جغرافى (ومن ثم احتكاك) حتى لا نؤجج نار الفتنة. وكما طالب هؤلاء المحافظون دينيا ألا ينزلوا إلى ميدان التحرير تجنبا للاحتكاك ومن ثم الصدام، فإن المعارضين للإخوان عليهم أن يتجنبوا مقر الإخوان تجنبا للاحتكاك ومن ثم الصدام. يا صديقى الأفراد لهم حقوق وحريات، ولكن التعسف فى استخدام الحقوق والحريات يؤدى إلى الفوضى. ومن هم فى الحكم لهم صلاحيات وسلطات، ولكن التعسف فى استخدام الصلاحيات والسلطات يؤدى إلى الاستبداد. وغير الماهر هو من لا يقدر الفرق بين الاعتدال والتعسف فى التمتع بحقوقه وحرياته وممارسة صلاحياته وسلطاته. وقد وقعنا فى الفخ لأن المجتمع يحكمه طرفان يحكمهما إما البلادة أو التطرف أى الحبة دول والحبة دول». فجأة سألنى صديقى وكأنه افتكر حاجة مهمة: «آه صحيح: هو فين الدكتور مرسى؟» قلت له: «مش عارف، متهيألى فى باكستان أو الهند يمكن يكون سمع إن فيه مشاكل هناك بين الحبة دول والحبة دول بتوعهم وبيحاول يحلها قبل ما يحصل عندهم عنف لا قدر الله». عاد ليسألنى: «يعنى ده كويس؟!». «آه طبعاً، شكر الله سعيه، ولنا الله». قلت له. | |
|