شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: يحظى جبل المقطم بمكانة سامية فى الوجدان الإسلامى والمسيحى.. الخميس مارس 28, 2013 3:06 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 28/3/2013 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أسامـه سلامــه يحظى جبل المقطم بمكانة سامية فى الوجدان الإسلامى والمسيحى، ويكاد يصل إجلاله عند العارفين إلى حد التقديس، ويحفظ التاريخ كثيرًا من الحكايات عن منزلته فى نفوس المتدينين، ومنذ أيام أُضيفت صفحة جديدة لتاريخ هذا المكان، وسيظل يذكر الكثيرون موقعة المقطم التى أوجعت الإخوان المسلمين وأنزلت كثيرًا من هيبتهم، يوم أعجبتهم كثرتهم، فلم تغن عنهم شيئًا، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، ثم ولّوا مدبرين، ولعل هذا ما أغضب الرئيس مرسى، وجعله يكيل الاتهامات يمينًا ويسارًا، ويهدّد ويتوعّد، فقد كان غضب شباب الإخوان على قيادتهم عظيمًا، واتهاماتهم لهم بأنهم تركوهم، وحدهم، بعد أن أوهموهم بقوّتهم وقدرتهم على التصدى للمتظاهرين المعارضين، وملؤوا صفحات «فيسبوك» و«تويتر» بالتهديد بالضرب والسحل لمن يتظاهر أو يقترب من مبناهم، وهو ما تم فعلًا لبعض المشاركين الذين تمكَّن منهم الإخوان، ولكن الغلبة كانت للشباب الثورى الذين عرفوا كيف يوقعون بالقوات القادمة من الأقاليم لحماية المقر، وشرف الجماعة. كان الفر والكر بين الطرفين أمرًا لم يشهده الجبل من قبل، فقد عاش طوال عمره هادئًا محتضنًا القاهرة بعد إنشائها، شاهدًا من أعلى على ما يجرى فيها، ولكن منذ سكنته جماعة الإخوان أصبح مشاركًا فى الحدث، ولم يعد فقط المكان الذى يؤمه الأقباط والمسلمون للتبرك به. هل شهدت أرواح صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والتابعين الذين دفنوا فى سفحه أو بالقرب منه، ما جرى يوم الجمعة الماضية، والدم الذى سُفك فى أرجائه؟ وهل التقطت أسماعهم حوارات قيادات الجماعة، وعرفوا خططهم للاستيلاء على البلد، وتحويلها إلى مجرد إمارة صغيرة فى دولة الخلافة المزعومة؟ هل عرف هؤلاء الصحابة تفسيرات الجماعة للدين واتخاذهم له مطية للوصول إلى أغراضهم حتى لو كلّفهم الأمر أرواح المصريين جميعًا. تحكى كتب التاريخ أن المقوقس حاكم مصر قبل الفتح الإسلامى، طلب من عمرو بن العاص بعد انتصار الأخير واستباب الأمر له، شراء هذا الجبل بـ70 ألف دينار، فأمهله حتى يسأل الخليفة الراشد عمرو بن الخطاب، رضى الله عنه، فتعجّب الأخير من رجل يشترى مكانًا لا زرع فيه ولا ماء، وأرسل إلى بن العاص يطلب منه سؤال المقوقس عن سبب تلهّفه على شراء ما لا فائدة منه، فلما سأله كانت الإجابة: إننا نجد صفتها فى الكتب أن فيها غراس الجنة، فرفض الخليفة بيعه، وقال لابن العاص أقبر فيها من مات من المسلمين. وهكذا دفن فى هذه البقعة على المرجح من الروايات التاريخية خمسة من صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهم عمرو بن العاص وعقبة بن عامر الجهنى وعبد الله بن حذافة وأبو بصرة الغفارى وعمران بن الحصين، وتذكر كتب أخرى أنه مقبور فيه أيضًا عبد الله بن عمرو بن العاص ومحمد بن أبى بكر الصديق وعبد العزيز بن مروان وابن مخلد الأنصارى وعبد الرحمن ابن جبير، وتزيد بعض الكتب بأنه مدفون به أكثر من 400 صحابى، وكثير من الأئمة والصالحين رضوان الله عليهم أجمعين، وهكذا أصبح لهذا الجبل مكانة سامية فى نفوس المسلمين. أما الكتب المسيحية فتذكر معجزة الجبل، وتقول إنها حدثت فى عصر المعز لدين الله الفاطمى، حيث طلب من بطريرك الأقباط نقل الجبل، حسب آية فى الإنجيل، توحى بأن المؤمن يستطيع نقل الجبل، وهدّده بأنه سيقضى على المسيحيين إذا لم ينفّذ أمره، وحسب الكتب المسيحية، فإن البطريرك ظل يصلّى ويدعو حتى ظهرت له العذراء وأخبرته بأن يستعين برجل بسيط اسمه سمعان الخراز، وعندما بدأ البطريرك والقديس سمعان ومعهما أهل الكنيسة يصلون ويدعون تحرّك الجبل من مكانه وارتفع إلى أعلى ثلاث مرات، ولهذا ظل المقطم مكانًا له خصوصية لدى الأقباط المصريين، حتى إنهم يصومون ثلاثة أيام احتفالًا بهذه المعجزة، لكن مع مرور السنوات، تحوّل الجبل من مكان للعابدين واللائذين به إلى سكن لبعض المواطنين الفقراء، ولأنه يتمتع بالهواء النقى، أصبح سكنًا لعلية القوم وأغناهم الذين رأوا فيه مكانًا نموذجيًّا للسكن والفرجة على القاهرة، خصوصًا أحسائها الفقيرة من فوقه، الجبل ما زال شاهدًا على العصر، وربما مثلما أعطى معجزات فى الماضى، يكون له معجزات فى الوقت الحالى وينقذ مصر مما يُحاك لها، ولعل أجساد الصحابة الذين دفنوا فى سفحه وصلوات القديسين المسيحين على قمته تأبى أن ترى الدماء تُراق على أرضه، وأن تُحاك المؤامرات فى بقعة منه، وقد نشاهد له فى العصر الحالى معجزات أخرى تذكرها كتب التاريخ فى قادم السنوات ، ونراه يطرد من داخله الأنفس الشريرة. | |
|