شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: أدعياء الأخلاق ... الثلاثاء أبريل 02, 2013 12:31 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 31/3/2013 خالد البرى تخيلى نفسك جندية فى معركة. كنت طوال حياتك إنسانة رقيقة لا تؤذين كتكوتا. والآن يطالبونك أن تقتلى جنود الأعداء فى الحرب. دعى مدى عدالتها جانبا. المهم المهم، أنك فى الحرب. ولا بد أن ترفعى السلاح وتقتلى. وأنت ترين هذا فعلا لا أخلاقيا. وهل فى الدنيا فعل أسوأ من القتل!! يا لضميرك. يا لأخلاقك! لم أقل الجملة السابقة مادحا. إنك إنسانة معدومة الضمير «الحربى» فعلا. وبلا أخلاق «قتالية». وسوف تهلكين. وسوف تُهلكين أصدقاءك الذين وثقوا بك. وسوف تسهمين فى انتصار أعدائك. وسوف تخذلين المدنيين الذين وثقوا بك، وأنفقوا عليك، لكى تقومى بمهمة حمايتهم. كل هذا وأنت تظنين نفسك مثال الأخلاق «الحميدة». ٢ الأخلاق المطلوبة من الست «حَميدة» فى علاقاتها بجاراتها، وبزوجها، وبعم فلان البقال، تختلف تماما عن الأخلاق المطلوبة من المجند «حِميدة». ونحن نسميها «أخلاقا» ككلمة عامة فى اللغة العربية. لأن المفهوم الفلسفى الخاص بالـ«ethics» أو «الآداب المرتبطة بالمهن» لم يتطور. حتى لو كنا نمارسه فى حياتنا اليومية. فتكشف المرأة عورتها أمام الطبيب، مثلا، بينما تخجل من كشف نفس العورة أمام ابنها. ٣ للسياسة أيضا «آداب مهنة» خاصة بها. التى تختلف تماما عن آداب مهنة المحاماة، ومهنة الطب، ومهنة الهندسة، ومهنة العسكرية. ولها أدوات تختلف تماما عن أدوات القتال وعن أدوات الاحتيال. وهى ليست دائما قذرة كما يقول السياسيون القذرون. فمن أخلاقها مثلا الصدق مع الناس وحفظ العهود، كما من أخلاقها السعى إلى مصلحة أنصارك. السياسيون الذين يستدعون فى ممارسة السياسة أخلاقا غير أخلاق السياسة سياسيون فاشلون. سياسيون بلا أخلاق. والمقصود سياسيون بلا أخلاق سياسية. لديهم أخلاق عارضات الأزياء، أو أخلاق الأخت تريزا. لا يهم. لكنهم سياسيون بلا أخلاق سياسية. هؤلاء السياسيون يهلكون من وثقوا بهم، ويضيعون أوطانهم، ولا يؤدون الأمانات إلى أهلها. ٤ لاحظى فى المثال الذى طرحته من ميدان الحرب كيف عقدت المقارنة. لقد عقدت المقارنة بين أن تقومى بعملك وأن تقتلى الأعداء فى الميدان، وبين أن لا تقومى بعملك فتخذلى أنصارك. الخيار المثالى الثالث، الموجود فقط فى عقل الجندية «الرقيقة» ليس موجودا على أرض الواقع. وهو خيار أن تكف عن القتل، فلا يحدث شىء. أو تُقتل هى وتضحى بنفسها فى سبيل المبدأ. لو كفت عن القتل خذلت أنصارها. الخيار يأتى حزمة واحدة. فى السياسة أيضا. الخيارات الموجودة فى مصر حاليا، كثيرا ما يضاف إليها من قبل الأدعياء خيارات ليست مطروحة أساسا إلا فى عقولهم غير الناضجة سياسيا، المهلكة واقعيا. الخيارات السياسية الموجودة أمامنا حاليا هى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أولا: تمكين الإخوان. ثانيا: انقلاب عسكرى. ثالثا: تحالف يحظى بتأييد واسع من معارضى الإخوان يطمئن الداخل والخارج إلى قدرته على حكم البلد. ويحظى بأغلبية برلمانية، أو جماهيرية. فيغير المعادلة السياسية. رابعا: رفض كل الخيارات السابقة.هذا الخيار الرابع الرائج عند أدعياء الأخلاق، وهم فى الحقيقة معدومو الأخلاق السياسية، خيار وهمى ، إن كان أصحابه يعتقدون أنه يقود إلى نصر سياسى. يشبه خيار الجندية التى اعتقدت أنها لو وقفت فى الميدان ولم تفعل شيئا فإنها تنتصر للمبدأ. بينما هى تهلك مبادئ الجندية، وتهلك حلفاءها، وتهلك وطنها، وتمنح النصر على طبق من فضة للخصوم. أدعياء الأخلاق هؤلاء أعوان الإخوان فى صفوف أنصار الثورة. سواء بحسن نية أو بسوئها. هم الراغبون فى استمرار الدائرة المفرغة من شباب يلقى القبض عليه وهم يدعمون شبابا ألقى القبض عليه. وشباب يُقتَل وهم خارجون للمطالبة بحق شباب قُتل. ومنهم أيضا المعتاشون على القضايا من حقوقيين. والمزدهرون أمام الكاميرات من «مناضلين». قلما تجدين منهم المهنى والحرفى و التاجر الذى وقف حاله (الشعب). تجدينه فقط فى شعاراتهم الفارغة من المضمون. يا سياسيى هذا البلد، يا مفكريها، يا مثقفيها، هذا وقت الفعل، وليس وقت الادعاء. هذا وقت الشجاعة وليس وقت الميوعة. تعاونوا الآن مع تيار الفريق أحمد شفيق، فالخريطة تغيرت، ولم يعد فى قدرة فصيل الانفراد بالبلد. لا الثورة تستطيع، ولا أنصار الدولة القديمة يستطيعون. نريد جمهورا كبيرا، وتفويضا شعبيا كبيرا. هذا المبرر السياسى الأخلاقى الوحيد للتغيير. ولإقناع الداخل والخارج بحتمية التغيير. ولإعطاء الناس أملا فى التغيير. | |
|